يبدأ اليوم الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية التحرك الفعلي لتنفيذ القرارات الصادرة عن اجتماع وزراء الخارجية الطارئ الذي عقد أمس الاول واسفر عن عدة قرارات اهمها تعليق عضوية دمشق حتي الاربعاء اذا لم تف بوعودها ، حيث يعقد اليوم في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية اجتماع برئاسة العربي مع المنظمات العربية المعنية بحقوق الإنسان لتفعيل قرار مجلس الجامعة علي المستوي الوزاري بشأن تطورات الأوضاع في سوريا. ورحب المجلس الوطني السوري الذي يمثل 85٪ من شعب سوريا بقرار الجامعة العربية ، وقال في بيان له أن هذا يعد خطوة في الاتجاه الصحيح ، ويمثل إدانة واضحة للنظام السوري ، الذي أمعن في عمليات القتل والتدمير ، وأعتبر المجلس أن نضالات الشعب السوري في وجه النظام الدموي وتضحياته كانت الدافع القوي في تغيير الموقف العربي والدولي لصالح الثورة السورية ، وحث المجلس علي تنفيذ القرارات التي اتخذتها الجامعة فوراً ، لمنع النظام من استغلالها في قتل مزيد من المدنيين والمتظاهرين ، كما أعرب المجلس الوطني عن استعداده للتفاوض حول الفترة الانتقالية ضمن نطاق الجامعة بما يضمن تنحي بشار الأسد وانتقال السلطة إلي حكومة ديمقراطية تعبر عن الشعب السوري ، ولا تضم أيا من مكونات النظام ممن تلوثت أيديهم بالدماء ، وأضاف البيان أن المجلس الوطني يمد يده إلي أي قوي سياسية وشخصيات وطنية لم تحسم موقفها بعد لتوحيد الموقف ورص الصف الوطني لمواجهة استحقاقات المرحلة ، والعمل معا من أجل إحداث التغيير الديمقراطي المنشود. ومن جانبه قال مؤمن كويفاتية رئيس تنسيقية الثورة السورية في القاهرة - ان هذا القرار خطوة ايجابية في الاتجاه الصحيح ، ولكنها غير كافية ، لأن "الوقت عندنا اسمه الدم" ، .كما أوضح ان اللقاء الذي دعت اليه الجامعة مع المعارضة السورية لم يتم حتي الآن توجيه الدعوة لأحد.كما أشار أن تحالفا من المعارضة السورية من الداخل والخارج سيعقد ظهر اليوم بالقاهرة لطرح وجهة النظر حول آلية العمل القادمة ، كما وجه د.تيسير بيريص معارض سوري الشكر للجامعة العربية علي هذا الموقف الذي وصفه بالمتقدم بعد ثلاثة أشهر من قتل الشعب المدني بآلة فتك نظام بشار الأسد ، لكننا مطلبنا الرئيسي هو حماية المدنيين الذين يروحون كل يوم بهذه الآلة ، وبعدها اسقاط نظام الأسد. وكشف رئيس المجلس الوطني الدكتور برهان غليون عن نية دول أوروبية سحب سفرائها من دمشق لاجبار النظام السوري علي وقف أعمال العنف ضد شعبه. واعتبر غليون أمس في تصريحات لقناة الجزيرة أن هذه الخطوة سوف تساهم في زعزعة النظام السوري. ويأتي ذلك بعد دعوة الجامعة العربية إلي سحب السفراء العرب من دمشق. في الوقت نفسه، وصف بان كي مون السكرتير العام للامم المتحدة قرار الجامعة بانه "قوي وشجاع". وذكر بيان للامم المتحدة "انه يرحب باعتزام الجامعة توفير حماية للمدنيين ويبدي استعداده لتوفير الدعم المتصل عند طلب ذلك." من جهتها رحبت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ب"البادرة القوية والتاريخية" للجامعة العربية، معتبرة ان "الضغط الدولي سيزداد تصاعدا حتي يستجيب "النظام الوحشي" للأسد لمطالب شعبه ومطالب المجتمع الدولي". في غضون ذلك، قال الرئيس الامريكي باراك أوباما انه ناقش مع نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف الاوضاع في سوريا علي هامش اجتماع قمة منتدي التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي. ولم يشر أوباما إلي تفاصيل المباحثات المعنية بسوريا. وقد اكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون دعم الاتحاد الاوروبي "كليا" قرارات الجامعة العربية واعتبرت ان قرارات الجامعة " تظهر تزايد عزلة النظام السوري".