((( تلقيت رسالة من موظف كبير وثري.. يريد ان يتطهر من ذنب يراه كبيرا لكنه يخشي من عواقب عظيمة تنتظره لو اعتدي عليه الناس في احدي القري.. يقول في رسالته))) • .............................. أشعر بالخجل وأنا أسطر لكم هذه الرسالة بعد ان وضعتني الظروف في موقف لا أحسد عليه.. بايجاز أنا رجل ميسور الحال للغاية والحمد لله.. تعودت طوال حياتي أن أمنح الثقة لكل المقربين مني حتي يثبت العكس.. منذ سنوات طويلة تزوجت ممن أحب وأنجبت منها ثلاثة أبناء وعشت معهم أجمل سنوات عمري دون ان يخذلني أحدهم.. الزوجة مثالية والأولاد متفوقون ولا يعصون لنا أمرا، حتي الشغالة التي أحضرتها لخدمة زوجتي بعد أن زادت عليها أعباء المنزل وضعفت صحتها كانت شغالة يحسدنا عليها الجيران لإخلاصها في عملها ومراعاة ضميرهاومعرفتها بطبائع كل أفراد الأسرة من فرط ذكائها.. لكن فجأة حدث ما لم يكن في الحسبان.. كنت احتفظ في دولابي بعلبة مجوهرات ثمينة لم يكن اعتزازي بها لغلو ثمن ما تحتويه من أساور وخواتم وأكثر من عقد نادر وكلها من الذهب الخالص القديم ولكن كان اعتزازي بها مبعثه أنها من رائحة أمي وورثتها عن ست الحبايب.. وذات يوم عدت من عملي لأجد الشرطة في بيتي بعد أن فشلت زوجتي في الاتصال بي وعرفت أن الشغالة سرقت المجوهرات تباعا وضبطتها زوجتي متلبسة وبحيازتها آخر قطعة.. ورغم كل ما قدمته لنا الشغالة من خدمات لم أتنازل عن اتهامها فدخلت السجن ثلاث سنوات.. وقبل الافراج عنها بعام واحد أصاب مرض لعين زوجتي وطاردها شبح الموت وفاجأتني ذات يوم بأنها لا تريد لقاء ربها وهي ظالمة.. اعترفت لي انها دبرت التهمة للشغالة لتهدي المجوهرات لشقيقها لتنقذه من السجن في خمس عشرة قضية شيك بدون رصيد.. صارحتني بأنها خافت من مصارحتي لعلمها بقيمة الذكري الباقية من رائحة أمي.. المهم انها كلفتني بإصلاح هذا الخطأ قبل أن يصل إليها ملك الموت.. ورغم أني سامحت زوجتي فيما ارتكبته في حقي بعد ان توفيت إلا انني لم أسامح نفسي لما ارتكبته في حق الشغالة التي عادت لقريتها مكسورة الجناح وأخشي الذهاب إليها فيعتدي أهل القرية عليّ إذا علموا الحقيقة.. كيف أتصرف؟! كمال مهدي - السويس