7 قرارات جديدة للحكومة.. تعرف عليها    وزير الشئون النيابية يبحث مع "الشوربجى" تعزيز الشراكة مع وسائل الإعلام    محافظ الأقصر يستقبل وفد الأمم المتحدة للتنمية الصناعية    رئيس اقتصادية قناة السويس: لابد من التكاتف بين الجميع لتحقيق قفزات بالوقود الأخضر    وزير الخارجية: أكثر من 70% من المخاطر المناخية مرتبطة بالمياه    البرلمان الإيراني يمنع تولي "سني" منصب نائب الرئيس    لقطات من رحلة بعثة الأهلي إلي السعودية لمواجهة الزمالك في السوبر الإفريقي    إصابة 4 أشخاص في حادث تصادم بالسويس    انتهاء تصوير 50% من مشاهد روج أسود    قدميها لأبنائك طوال الدراسة، أطعمة تقوي الذاكرة والتركيز    محافظ الجيزة يتفقد مستشفي أطفيح المركزي (صور)    مسؤول لبناني: شركات الطيران العربية والأجنبية أوقفت رحلاتها لمطار بيروت باستثناء واحدة    الإمارات تُعلن استشهاد 4 من قواتها المسلحة إثر تعرضهم لحادث    جامعة مطروح تنهي استعداداتها لاستقبال العام الدراسي الجديد    وفد التحالف الوطنى للعمل الأهلى يزور مقر مؤسسة صناع الحياة لبحث مجالات التعاون    محافظ أسوان ونائب وزير الإسكان يتفقدان خزان أبو الريش العلوي بسعة 4 آلاف مكعب من محطة جبل شيشة    مدبولي: اختيار 5 مناطق على ساحل البحر الأحمر للطرح ضمن الخطط التنموية    شغل ومكافآت وفلوس كتير.. 4 أبراج فلكية محظوظة في بداية أكتوبر    الفنان والمنتج شادي مقار عن مسلسل برغم القانون: اكتسبت وزن من أجل المصداقية    سكرتير عام مطروح المساعد للأهالي: التصالح هو ميراثك للأجيال القادمة    رئيس الوزراء: نحن على المسار الصحيح في التعليم الأساسي والجامعي    رئيس جامعة القاهرة يبحث مع وفد مجلس الشيوخ الفرنسي سبل التعاون    مدرب السد القطري: مباراة الغرافة ستكون صعبة للغاية    ميكالي يستقر على إقامة معسكر لمنتخب 2005 في التوقف الدولي المقبل (خاص)    وزير الدفاع: التحديات الإقليمية تفرض علينا أن نكون على أهبة الاستعداد    تنظيف وتعقيم مسجد وضريح السيد البدوي استعدادًا للمولد (صور)    بيان مهم من الأرصاد بشأن حالة الطقس ودرجات الحرارة غدا الخميس 26 سبتمبر 2024    أول تعليق من أسرة الطفلة «علياء» بعد مقابلة رئيس الوزراء.. ماذا قالت له؟    رئيس هيئة الدواء: سحب كافة الأدوية منتهية الصلاحية وليس نسبة منها    عاجل - رئيس الوزراء: الحكومة تواصل تحسين التعليم    ماكرون يدعو إيران للعب دور إيجابي في تهدئة شاملة بالشرق الأوسط    أيتن عامر عن أزمتها مع طليقها : «الصمت أبلغ رد» (فيديو)    13 مليون جنيه إجمالي إيرادات فيلم عاشق بدور العرض السينمائي    بمشاركة أكثر من 40 دار نشر.. افتتاح النسخة الأولى من معرض نقابة الصحفيين للكتاب    تفاصيل الحلقة ال 8 من «برغم القانون».. إيمان العاصي تعرف حقيقة زوجها    الصحة اللبنانية: 15 شهيدًا في غارات إسرائيلية على الجنوب    النائب محمد الرشيدي: جرائم الاحتلال الإسرائيلي في لبنان تشعل فتيل الصراع بالمنطقة    إجراء 267 ألف تدخل طبي في مستشفيات التأمين الصحي الشامل    بالصور- تطعيم 63.6% من تلاميذ مدارس الوادي الجديد ضد السحائي    «صحة المنوفية»: إدارة المتوطنة قدمت خدماتها ل20 ألفا و417 مواطنًا في مجالات الفحص والمكافحة    بينها تجاوز السرعة واستخدام الهاتف.. تحرير 31 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    تتخطى مليار دولار.. شركة تابعة للسويدي إليكتريك تشارك في إنشاء محطة توليد كهرباء بالسعودية    "بعد السوبر".. مصدر ليلا كورة: الزمالك يتفق مع الغيني جيفرسون كوستا    وزارة التموين تحصر أرصدة السكر المتبقية من البقالين    عملت وشم فشلت في إزالته هل صلاتي باطلة؟.. رد حاسم من داعية (فيديو)    إمام عاشور يكشف مفاتيح الفوز على الزمالك ودور اللاعبين الكبار في تألقه    حارس ليفربول: 5 أمور تحسنت في مستوى محمد صلاح تحت قيادة آرني سلوت    مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 25-9-2024 في محافظة البحيرة    القبض على عنصرين إحراميين يديران ورشة لتصنيع الأسلحة النارية بالقليوبية    خالد جلال يناقش خطة عروض البيت الفني للمسرح ل3 شهور مقبلة    ضبط 200 ألف علبة سجائر بقصد حجبها عن التداول بالغربية    عقب تداول «فيديو».. سقوط لصوص أغطية بالوعات الصرف بالمنصورة    تكريم الإنسانية    ما أهمية نهر الليطاني في الحرب بين إسرائيل وحزب الله؟    تشكيل ليفربول المتوقع.. 7 تغييرات.. وموقف صلاح أمام وست هام    هل هناك نسخ بالقرآن الكريم؟ أزهري يحسم الأمر    ما حكم قراءة سورة "يس" بنيَّة قضاء الحاجات وتيسير الأمور    تشيلسي يكتسح بارو بخماسية نظيفة ويتأهل لثمن نهائي كأس الرابطة الإنجليزية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



»2كفاية«.. لمواجهة الانفجار السكاني

مشروع يستهدف مليوناً و150 ألف سيدة بالتعاون مع المجتمع المدني
خطر يلتهم الأخضر واليابس يحيط بنا باستمرار، يزداد تأثيره السلبي يوماً بعد آحر.. إنها الزيادة السكانية التي تعرقل جهود الدولة في التنمية ومع استمرار ارتفاع معدلات الإنجاب يؤدي إلي زيادة معدل النمو السكاني ليصل إلي 2.65٪ وهو ما يتسبب في تراجع العائد من جهود التنمية بما يؤثر علي نوعية الحياة ويشكل تهديداً للأمن القومي المصري، لذلك أطلقت الدولة في عام 2015 الاستراتيجية القومية للسكان وأسندت لكل وزارة دورا محددا تقوم به بالتعاون مع المجتمع المدني.. وأطلقت وزارة التضامن الاجتماعي مؤخرا مشروع الحد من الزيادة السكانية بين الأسر المستفيدة من برنامج تكافل بعنوان » إتنين كفاية»‬ ويستهدف مليونا و148 ألف سيدة من المستفيدات من برنامج الدعم النقدي المشروط »‬ تكافل» تحت سن 40 سنة ويتم تنفيذه في 10 محافظات هي الأكثر فقرا والأعلي من حيث معدلات الخصوبة وبها أكبر عدد من السيدات المستفيدات من برنامج تكافل، بتكلفة تصل إلي 100مليون جنيه يتحمل صندوق إعانة الجمعيات بوزارة التضامن 90 مليون منها والباقي منحة من صندوق الأمم المتحدة للسكان.. »‬الأخبار» تلقي الضوء في هذا الملف عن مشروع »‬2 كفاية» التي تحقق نجاحاً كبيراً حتي الآن في المحافظات التي يشملها المشروع.
المواطنات: المشروع له تأثير إيجابي.. وننقل الرسالة للأصدقاء والجيران
العمل الميداني للمشروع يعد من الركائز الأساسية في تحقيق نجاح كبير حتي الآن، »‬الأخبار» رافقت مثقفات المشروع في جولة ميدانية »‬طرق الأبواب» في محافظة الفيوم.. رافقنا في الجولة د. حمدي حجازي منسق مشروع »‬2كفاية» بوزارة التضامن الاجتماعي، ود. شيرين فتحي منسق المشروع في محافظة الفيوم، بالإضافة لعدد من المثقفات.
البداية في العيادة الصحية بالمحافظة حيث توجد الغرفة المخصصة للمشروع بالطابق الأول، ولاحظنا بالفعل وجود إقبال كبير من قبل السيدات اللاتي اصطففن أمام باب الغرفة في انتظار دورهن..
ويقول د. حمدي حجازي، إنه تم تحديد المحافظات الخاضعة للمشروع وفقاً للقري الأكثر فقراً واحتياجاً وتعد هذه المحافظات الأكثر استفادة من مشروع تكافل وكرامة، فقاعدة البيانات متوافرة ونستطيع خدمة أكبر شريحة ممكنة، كما أن هدف المشروع محدد بالوصول لكل المستفيدات من مشروع تكافل وكرامة في ال10 محافظات المحددة.
وعن إمكانية تعميم المشروع ليشمل جميع المحافظات، يشير حجازي إلي أنه يمكن التعميم ولكن بعد العام الثاني للمشروع، لأن مدته عامان قابلة للتجديد.
ويؤكد أن المشروع يمتلك 1271 (مُثقفة) وهي المسئولة عن توعية المواطنات وتوصيل رسالة المشروع، فالخطاب موحد لجميع المثقفات حتي نحقق نتيجة أكثر تأثيراً علي الحالات، كما تم تدريب المثقفات تحت إشراف مدربين من الكوادر الطبية والدينية بالإضافة إلي تنمية مهارات التواصل، وهناك تدريبات أخري تتم بشكل دوري خلال الفترات الزمنية، كما يوجد تدريب للأطباء والممرضين المشاركين في الحملة بالتعاون مع وزارة الصحة.
ويضيف حجازي أن المشروع لا يقتصر فقط علي توجيه السيدات إلي ضرورة تنظيم الأسرة، وإنما أيضاً محاولة علاج مشكلة التسرب من التعليم ويتابع المراحل التعليمية للأطفال ورؤية الأسرة للمشوار التعليمي للطفل وغيرها من الأمور حتي نستطيع الخروج بتحليل للموقف ومؤشرات خاصة بالصحة والتعليم.. ويؤكد أن المثقفة الخاصة بالمشروع لا تستهدف المرأة فقط بل باقي الأسرة، حتي أنها تستهدف أيضاً المرأة التي لا تستطيع الإنجاب لأنها ستوصل رسائل المشروع للأهل والجيران وبالتالي سيكون لها إيجابية.
ويتابع أن استخدام الدراما والفنون والمسرح في المشروع له تأثر إيجابي لما تمتلكه هذه الوسائل من تأثر كبير علي المواطن المستهدف، وهناك حملة إعلانية ضخمة تفوق حملة »‬أبو شنب» كان من المفترض أن تعرض في شهر رمضان، إلا انه سيتم طرحها قريباً.
من جانبها تؤكد د. شيرين فتحي، أن هناك إقبالا كبيرا علي العيادات والندوات التييقيمها المشروع بالمحافظة، وهناك تنسيق كامل مع وزارة الصحة لتحقيق تأثير أكبر علي المستهدفات، وتضيف أن الندوة التثقيفية تتكون من طبيب وواعظ ديني أحيانا يكونان مسلما ومسيحيا، وتشهد هذه الندوات إقبال كثيف، فالمستهدف من الندوة 100 سيدة، إلا أنها وصلت إلي 270 سيدة في بعض الندوات، كما أن العدد الكبير في الندوات له تأثير أكبر لأنه يشعر السيدة بالطمأنينة.
أساليب الإقناع
ومن داخل غرفة المشروع بالعيادة، تحدثنا مع د. خديجة عبد العزيز، طبيب نساء وتوليد، فتؤكد أن حملات تنظيم الأسرة السابقة لم تحقق النتائج المتوقعة بالفعل بسبب اتباع أساليب ودعاية غير صحيحة، ونحن في مشروع »‬2كفاية» نوجه المواطنين بمميزات التنظيم والمباعدة بين الطفل والآخر وفي النهاية تستجيب المرأة حسب أساليب الإقناع التي تعاملت بها، وتضيف أن من الأساليب إقناع المرأة أن الدين يدعو إلي تنظيم الأسرة وعدم الإسراف في الإنجاب، وحتي المشروع لا يدعو لتحديد النسل إنما التوعية بضرورة تنظيم الأسرة وبالتالي الحد من كثرة الإنجاب..وتتابع أن مشكلة الزيادة السكانية تحتاج إلي حل جذري، فتواجهنا مشكلة ضعف الخصائص السكانية، من حيث استخدام الثروة السكانية بشكل خاطئ وعدم استغلالها بشكل صحيح، وفي حالة تعليم وتثقيف هذا الكم من المواطنين ستستفيد منهم الدولة بشكل لايصدق، إلا أن الدعوة لتنظيم الأسرة من الأمور الهامة التي نعمل عليها بالوقت الراهن، فلابد أن تركز المرأة اهتمامها علي عدد قليل من الأطفال خاصة في ظل الظروف الصعبة للكثير من الأسر التي لاتستطيع رعاية عدد الكبير من الأطفال، ولذلك يأتي دورنا في توعية المرأة البسيطة لإدراكها بخطورة وأبعاد المشكلة.
وتضيف أن من أصعب المشاكل التي تواجهنا في العمل الميداني بالمشروع هو تدني مستوي التعليم أو الجهل الذي يسيطر علي الكثير من الحالات، ونحاول التغلب علي هذه العقبة عن طريق التكرار في توجيه الرسالة.
كثرة الإنجاب
خلال جولتنا التقينا ببعض السيدات من داخل العيادة اللاتي حضرن لأخذ النصائح بشأن تنظيم الأسرة من المشروع، فتقول حياة حسين، ربة منزل، إن لديها ثلاثة أطفال وتتابع بشكل دوري مع مشروع »‬2 كفاية» وتتلقي النصائح والرسالة الموجهة باهتمام كبير لأنها تدرك جيداً أن كثرة الإنجاب ستعود بالضرر علي حياتها وأسرتها في ظل ظروف المعيشة الصعبة.
»‬الرزق لما يتقسم علي 2 أفضل من 5»، قالتها رضا فرج، ربة منزل، بصوت مليء بالقناعة والإصرار، فتؤكد أن المشروع أثر في تفكيرها نحو الإنجاب بشكل إيجابي، فبعدد الأبناء القليل نستطيع تعليمهم بشكل مناسب وتوفير الرعاية الصحية ومستلزمات الحياة الأساسية، كما أنها حريصة علي حضور الندوات التي ينظمها المشروع باستمرار، وتقوم بنقل الرسالة إلي جيرانها وأصدقائها لتنشر الفكرة بشكل إيجابي.. تلتقط طرف الحديث هدي فاضل، ربة منزل، فتشير إلي أن لديها ثلاثة أولاد تعمل علي تعليمهم بشكل جيد، وتتابع باستمرار المشروع لتجنب كثرة الإنجاب التي ستشكل لها أزمة كبيرة في ظل ظروفها الاقتصادية المحدودة، وتتابع أن المثقفات من المشروع لديهن قدرة عالية علي الإقناع والتوعية بشكل سليم مما جعل لها تأثرا فعالا علي السيدات..تحدثنا مع بعض المثقفات داخل للتعرف بشكل أكبر علي طريقة العمل الميداني اللاتي يقمن به، وما يواجهن من مشكلات وعقبات..
تؤكد هبة إبراهيم ، مثقفة، أن عملهم يعتمد علي نقل المفهوم الخاص بالمشروع وتقبل المرأة للفكرة والرسالة المقدمة، ومن الصعوبات التي تواجههن عدم الاقتناع بالفكرة، إلا أن المشروع يشهد إقبالا كبير منذ إنطلاقة ونلاحظ تجاوبا من قبل السيدات، وتضيف أن التعامل مع المرأة غير المتعلمة يتم بأسلوب بسيط ولغة سهلة، ويتم تكرار الزيارات لتأكيد الرسالة وزيادة الإقناع.
بينما تقول فاطمة صالح، مثقفة، إن فكرة المشروع رائعة، ونحتاج أيضاً في المرحلة المقبلة لاستخدام آلية جديدة لترسيخ مبدأ تنظيم الأسرة، فيمكن توفير مشروعات صغيرة للسيدات المستهدفات لإشغالهن بالعمل والاهتمام به بعيداً عن التفرغ الكامل للإنجاب، وتضيف أن حوالي 95٪ من المستهدفات من المشروع أُميات ولذلك يصعب عليهن الاستجابة السريعة للرسالة ولذلك يستوجب وضع آليات جديدة مثل فصول لمحو الأمية تنير عقولهن، ومشروعات صغيرة تشغل وقتهن وتساعدهن علي ظروف الحياة الصعبة، وتصبح هذه السيدة فردا منتجا في المجتمع.
ظروف صعبة
انتقلنا بعدها إلي مقر مشروع »‬2كفاية» بمحافظة الفيوم، داخل جمعية مودة لتنمية المجتمع بقرية السيليين، هنا تتجمع مثقفات المشروع من أجل الانطلاق في العمل كخلية نحل، فكل واحدة مختصة بجزء جغرافي من المكان وعدد محدد من المستهدفات تتواصل معهم باستمرار وتلقي عليهم رسالة المشروع.. انطلقنا في جولة ميدانية رفقة بعض مثقفات المشروع فيما يسمي بمرحلة »‬طرق الأبواب» لتوجيه رسالة المشروع بشكل مباشر إلي السيدات المستهدفات، في تمام الثانية عشرة ظهراً.
داخل قرية السيليين، شوارع ضيقة، منازل بسيطة بنيت علي الطراز الريفي القديم، وكعادة المناطق الريفية تجلس السيدات أمام الأبواب للحديث ومراقبة أطفالهن وهم يلعبون، الظروف الاقتصادية الصعبة تلقي بظلالها علي المشهد، ومن داخل بيت طيني، طرقنا علي بابه الخشبي لتخرج سيدة عجوز تحدثت معها سمر أحمد، إحدي المثقفات، لترحب بها العجوز وتسمح لنا بالدخول.. بداخل المنزل أثاث بسيط للغاية لا يليق بحياة آدمية، قابلتنا قمر محمود، ربة منزل، بترحاب، لتتحدث معها المثقفة عن أحوالها وأسرتها، وعن ابنتها صاحبة ال17 عاماً التي تركت التعليم، فتقول قمر إن ظروفها المادية الصعبة منعتها من تعليم أولادها، فابنتها الكبري مخطوبة إلا إنها لن تزوجها إلا بعد أن تتم ال18 عاماً مثلما أكدت عليها المثقفة.
وتتابع أن أولادها يبلغ عددهم 4، وبسبب سوء الظروف المادية لم تستطع تعليمهم أو توفير حياة لائقة، إلا أنها لن تزوج ابنتها وهي طفلة مثلما فعلت هي حيث تزوجت بسن ال14 عاما.
داخل منزل مكون من طابقين، في غرف ضيقة بدون طلاء بالكاد تحتوي علي أثاث، تقطن حنان زكي صاحبة ال37 عاماً، رفقة أولادها الستة الذين تتفاوت أعمارهم بين عام إلي 18عاماً، ظروفها المعيشية الصعبة منعتها من تعليمهم او توفير حياة كريمة لهم.. تتحدث مع المثقفة التي تحاول توعيتها بصوت يسيطر عليه الحزن والضيق وكأن الأوان قد فات، لكن تستمر المثقفة في توعيتها حتي تعتني بأولادها ولتنقل الرسالة إلي معارفها وأهلها.
تقول حنان، إن كثرة الإنجاب تسببت في ضيق الحال بالنسبة لأسرتها من حيث تعليمهم وتوفير الاحتياجات الأساسية، وتتابع أنها تشعر بالندم لعدم الاستجابة لحملات تنظيم الأسرة في السابق، إلا انها تقوم بالوقت الحالي بنشر الرسالة التي تتلقاها من مشروع»2 كفاية» علي أصدقائها وأهلها حتي تساهم في توصيل مضمون الحملة.
المعتقدات الخاطئة
تزوجت في سن مبكرة تحت تأثير المعتقدات الخاطئة، لم تستمع لدعوات تنظيم الأسرة لتجد نفسها محاطة بخمسة أولاد لا تستطيع الاعتناء بهم في ظل الظروف المادية الصعبة لوالدهم.. نسمة صابر، صاحبة ال40 عاماً، تسكن في منزل ريفي عائلي يضم مجموعة من الأسر، توجه لها المثقفة العديد من النصائح للاهتمام بصحة أبنائها وتوعية أهلها وجيرانها بمضمون الرسالة حتي لا يكرروا نفس خطئها، فتقول حنان وعلي ملامحها ابتسامة خفيفة: »‬كنت اتمني أن ادخل المدرسة في صغري، وتحرص أسرتي علي تعليمي، إلا أن هذا لم يحدث بسبب الصعوبات المادية والظروف الصعبة التي نشأت بها، فالتعليم كان سيحدث الفارق في حياتي وينعكس علي مستقبل أولادي بالخير».
وتتابع أنها تزوجت في سن 17 عاماً فقط، وفي ظل العادات السائدة كانت كثرة الإنجاب أمرا يدعو للفخر بالنسبة للرجل، ولكن أنقلب الحال إلي أسوء يعد الوالد يستطيع الإنفاق علي الأولاد مما اضطرهم إلي العزوف عن الدراسة، وتؤكد أن ماحدث لها ستعمل بكل قوة علي عدم تكراره مع ابنتها، وهو الدور الذي تقوم به المثقفات في المشروع.
سرداب تحت الأرض يقودك إلي مكان أشبه بساحة انتظار السيارات، لتجد غرفة صغيرة، ودورة مياة منفصلة، في هذا المكان غير الآدمي تعيش نشوي شعبان، 33 عاماً، مع أولادها الثلاثة، فتقول إنها تحاول بقدر المستطاع تعليم أولادها الثلاثة في ظل الظروف المعيشية الصعبة، وكانت علي وشك إخراجهم من المدرسة لولا إقناع مشروع 2 كفاية لها بضرورة استكمالهم للتعليم والانتظام علي تعليمات تنظيم الأسرة.
التضامن : المشروع يحارب الفقر والزيادة السكانية
يرفع وعي المواطنين بمفهوم الأسرة الصغيرة.. والتنفيذ من خلال 100 جمعية أهلية
أكدت وزيرة التضامن إن مشروع »‬اتنين كفاية» يأتي ضمن استراتيجية الوزارة للحد من الفقر متعدد الأبعاد لمحاربة الزيادة السكانية والتي تشارك في تنفيذها عدة وزارات ويرتكز علي إستعادة دور المجتمع المدني في مساندة البرنامج السكاني كما يعد انعكاساً لدور الوزارة وفقاً للاستراتيجية إذ تعمل علي رفع وعي الأسر المستهدفة بمفهوم الأسرة الصغيرة والمباعدة بين الولادات ودعم قدرات الكوادر العاملة في مجال تنظيم الأسرة علي مستوي النطاق الجغرافي المستهدف وتنفيذ حملات توعية محلية وقومية تستهدف الأسرة، بالإضافة إلي تطوير عيادات تنظيم الأسرة التابعة للجمعيات الأهلية لتقديم خدمة متميزة.
وأضافت أن المشروع يهدف إلي رفع وعي السيدات بمفهوم الأسرة الصغيرة والمباعدة بين الولادات إلي جانب تطوير عيادات تنظيم الأسرة التابعة للجمعيات الأهلية، وبناء قدرات الكوادر العاملة في مجال تنظيم الأسرة علي مستوي المحافظات المستهدفة، وتنفيذ حملات توعية محلية وقومية للتوعية بالقضية السكانية.
وأوضحت وزيرة التضامن أن المشروع يتم تنفيذه من خلال 100 جمعية أهلية تم اختيارها بين 250 جمعية أهلية تم تقييمها من خلال زيارات ميدانيه للتحقق من قدراتها فنياً ومالياً وإدارياً وحصر احتياجات عيادات تنظيم الأسرة التابعة لها وتحصل هذه الجمعيات علي منح تتراوح قيمتها من نصف مليون إلي مليون جنيه ويصل أجمالي هذه المنح حوالي 100 مليون جنية تعد هي الاكبر في تاريخ وزارة التضامن الاجتماعي تستخدم في تجهيز العيادات وتوفير وسائل تنظيم الأسرة وبناء كوادرها ويشارك في تنفيذ المشروع اكثر من 2500 متطوع ومثقفة مجتمعية واكثر من 140 طبيبا وممرضة ويستهدف أيضاً الصيادلة.
د. ديريزيه لبيب مدير المشروع:نصحح مفاهيم مجتمعية خاطئة تدفع إلي كثرة الإنجاب
ما هو مشروع أو حملة 2 كفاية وماذا يهدف ؟ وما هو المستهدف من خلال هذا المشروع ؟..وكيف سيتم تطبيقه ؟..أسئلة كثيرة تطرح نفسها تحتاج إلي اجابات لذلك لتقت »‬الأخبار» مع د. ديريزية لبيب مدير المشروع لشرح المشروع بصورة تفصيلية، في حوار خاص..
في البدايه ما هو الهدف العام للمشروع ؟
المشروع يهدف إلي الحد من الزيادة السكانية، وتعزيز مفهوم الأسرة الصغيرة وتصحيح المفاهيم المجتمعية الخاطئة والتي تدفع الأسر إلي كثرة الإنجاب، مع الإلتزام بمبدأ عام وحاكم وهو حق الأسرة في تحديد عدد أبنائها، مع تأمين حقها في الحصول علي المعلومات وعلي وسائل تنظيم الأسرة التي تمكنها من الوصول إلي العدد المرغوب من الأطفال.
دور المشروع في تحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة ؟
خفض معدلات الزيادة السكانية لإحداث التوازن المفقود بين معدلات النمو الإقتصادي ومعدلات النمو السكاني للارتقاء بنوعية حياة المواطن المصري لتحقيق معدل الإنجاب الكلي المستهدف في 2030 وهو 2.4 طفل / سيدة بدلا من 3.5 طفل لكل سيدة حاليا.
وما هي الفئة المستهدفة الفئة؟
يستهدف المشروع مليونا و148 ألف سيدة في عشر محافظات، وهي المحافظات الأكثر فقراً والأعلي في معدلات الخصوبة وهي: (البحيرة، الجيزة، الفيوم، بني سويف، المنيا، قنا، سوهاج، أسيوط، الأقصر، أسوان).
وماذا عن محاور عمل المشروع؟
استعادة دور المجتمع المدني وإذكاء الجهود التطوعية لمجابهة المشكلة السكانية، بالإضافة إلي زيادة الطلب علي خدمات تنظيم الأسرة من خلال حملات طرق الأبواب وحملات إعلامية جماهيرية موسعة وتقديم خدمات تنظيم الأسرة من خلال تطوير بنية تحتية وتوفير موارد بشرية لعيادات تنظيم الأسرة بالجمعيات الأهلية.
ويتم تنفيذ المشروع من خلال 92 جمعية أهلية بعدد 2257 قرية / حيا بهذه المحافظات ويقوم بالتثقيف المجتمعي 1142 متطوعة تم تدريبهن للعمل كمثقفات مجتمعيات ومخطط أن يصل عددهن إلي 2000 مثقفة مجتمعية بنهاية عام 2019 وتوزيعهن بالمحافظات.
وتم البدء في حملات طرق الأبواب في أول يناير 2019، بعد أن تم تنفيذ 47 ورشة عمل بالمحافظات العشر في شهر ديسمبر 2018 وذلك لتدريب المثقفات المجتمعيات المتطوعات علي دليل عمل المثقفة المجتمعية وإمدادهن بالمعارف والمهارات اللازمة للقيام بتصحيح المفاهيم الخاطئة وبعد إفتتاح المرحلة الأولي من عيادات تنظيم الأسرة بالجمعيات الأهلية الشريكة في 3 ديسمبر 2018، قامت إدارة المشروع بدراسة تقارير تقييم عيادات تنظيم الأسرة بالجمعيات الأهلية والتي سبق إعدادها وحصر إحتياجات هذه العيادات لتقديم خدمة ذات جودة.
ما هي معايير الاختيار لعيادات تنظيم الأسرة ؟
أن يكون النطاق الجغرافي الذي تخدمه العيادة يفتقر إلي خدمات تنظيم الأسرة، سواء عدم توفر مكان تقديم الخدمة أو عدم توفر الكوادر الطبية التي تقوم بتقديم هذه الخدمات وأن تكون العيادة في نطاق جغرافي به عدد كبير من أسر برنامج تكافل المستهدفة وأن تكون الأولوية لعيادات الجمعيات الأهلية الشريكة بالمشروع أو التي سبق وأن تقدمت للمشاركة بالمشروع، وبنهاية هذا العام سيكون قد تم تجهيز وافتتاح 34 عيادة أهلية أخري (عدد 14 عيادة كمرحلة ثانية، يليها 20 عيادة كمرحلة ثالثة).
هل هناك تدريب للأطباء والتمريض العاملين بعيادات تنظيم الأسرة؟
تم الإعداد لعدد 3 دورات تدريبية للأطباء والتمريض العاملين بعيادات تنظيم الأسرة بالجمعيات الأهلية الشريكة في الفترة من 10 - 25/ 6/2019 ، وذلك بالاستعانة بمدربين من وزارة الصحة والسكان عن طريق ترشيح قطاع تنظيم الأسرة ، وقد قامت وزارة الصحة والسكان بتوفير إسطوانات مدمجة بالمحتوي التدريبي بعدد المتدربين، وكذلك بتوفير عدد 33 نسخة من دليل المشورة لتوزيعها علي العيادات.
عمرو عثمان مساعد وزير التضامن :نستهدف المستفيدات
من برنامج تكافل وكرامة
أكد عمرو عثمان مساعد وزير التضامن المشرف العام علي المشروع أن أهم أسباب ارتفاع معدلات الانجاب الكلي تتنوع بين أسباب اجتماعية وثقافية وأسباب اقتصادية والفئة المستهدفة من المشروع وهم السيدات المستفيدات من برنامج تكافل من 18 إلي 35 في المحافظات العشر المستهدفة، وقال إن مهام لجان التسييراللامركزية بالمحافظات المستهدفة برئاسة المحافظين هي متابعة تنفيذ أنشطة المشروع بكل محافظة وتقديم التيسيرات لفريق المشروع وإعداد تقارير شهرية بأنشطة المشروع بالمحافظة وموافاة وزارة التضامن الاجتماعي بنسخة منها لعرضها علي اللجنة المركزية لتسيير المشروع.
وقال إن اللجنة المركزية لتسيير مشروع 2 كفاية تضم في عضويتها عددا من الشخصيات العامة من رجال أعمال وإعلاميين وممثلين عن وزارة الصحة والمجلس القومي للسكان والاتحاد العام للجمعيات الأهلية والمجلس القومي للمرأة وصندوق الأمم المتحدة للسكان ودار الإفتاء المصرية والمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ووزارة الأوقاف والثقافة والتعليم العالي والشباب والتنمية المحلية.. موضحا أن مهام اللجنة المركزية ترتكز علي التأكد من أن الاستراتيجية المخطط لها تتوافق مع الهدف من المشروع وتقديم مدخلات لتطوير المشروع والمساعدة في تحقيق نتائجه، كما تختص اللجنة بتحديد ومراقبة التحديات القائمة والمحتملة علي المشروع والعمل علي مواجهتها والعمل علي تطوير آليات استدامة أنشطة المشروع بالإضافة إلي المشاركة في عملية تقييم المشروع وتأثيره الفعلي علي الجمهور المستهدف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.