شعبة الدواجن تزف بشرى سارة بشأن أسعار البيض    بعد عودة تطبيق إنستا باي للعمل.. خبير مصرفي يكشف سبب التحديثات الجديدة    استشهاد قيادي بكتائب القسام و3 من أفراد أسرته في قصف منزله بمخيم البداوي بطرابلس    حدث ليلا.. ضرب قاعدة أمريكية وترامب يحرض إسرائيل على تدمير النووي الإيراني    مباراة الزمالك وبيراميدز بكأس السوبر المصري.. الموعد والقنوات الناقلة    ابنتي تنتظر اتصاله يوميا، عارضة أزياء تطارد نيمار بقضية "إثبات أبوة"    فيلم المغامرات "كونت مونت كريستو" في صدارة إيرادات شباك التذاكر الروسي    «أنت كان فيه حد يعرفك».. لاعب الزمالك السابق يفتح النار على القندوسي بعد تصريحاته عن الأهلي    أرسنال يخشى المفاجآت أمام ساوثهامبتون فى الدوري الإنجليزي    إطلاق مشروع رأس الحكمة.. بوادر الخير    28.4 مليار جنيه قيمة أرصدة التمويل العقارى للشركات بنهاية يوليو    الصحة الفلسطينية: 741 شهيدا فى الضفة الغربية برصاص الاحتلال منذ 7 أكتوبر    مدرب إسبانيا: أحمق من لا يهتم بفقدان استضافة المونديال    ميدو: أكبر غلطة عملها الأهلي هي دي.. والجمهور حقه يقلق (فيديو)    تشكيل الهلال ضد الأهلي في الدوري السعودي    درجات الحرارة المتوقعة اليوم السبت 5/10/2024 في مصر    حريق فى عمارة سكنية بدمياط والحماية المدنية تكثف جهودها للسيطرة    اليوم.. محاكمة إمام عاشور في الاعتداء على فرد أمن بالشيخ زايد    تعرف على مواعيد قطارات الصعيد على خطوط السكة الحديد    سلوفينيا تقدم مساعدات عينية لأكثر من 40 ألف شخص في لبنان    "إسلام وسيف وميشيل" أفضل 3 مواهب فى الأسبوع الخامس من كاستنج.. فيديو    برج القوس.. حظك اليوم السبت 5 أكتوبر: اكتشف نفسك    أوركسترا القاهرة السيمفونى يقدم أولى حفلات "الموسيقى الغنائية" اليوم بالأوبرا    ترامب يطالب اسرائيل بالقضاء على المواقع النووية الإيرانية    مصدر يكشف أزمة جديدة قد تواجه الزمالك لهذه الأسباب    بلومبيرج: البنتاجون سينفق 1.2 مليار دولار لتجديد مخزون الأسلحة بعد هجمات إيران والحوثيين    عاجل - عمليات "حزب الله" ضد الجيش الإسرائيلي "تفاصيل جديدة"    رئيس شعبة الدواجن: مشكلة ارتفاع أسعار البيض ترجع إلى المغالاة في هامش الربح    موعد صرف أرباح شركات البترول 2024.. «اعرف هتقبض امتى»    عاجل - حقيقة تحديث « فيسبوك» الجديد.. هل يمكن فعلًا معرفة من زار بروفايلك؟    سهر الصايغ "للفجر": بحب المغامرة وأحس إني مش هقدر أعمل الدور...نفسي أقدم دور عن ذوي الاحتياجات الخاصة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 5-10-2024 في محافظة البحيرة    حرب أكتوبر.. أحد أبطال القوات الجوية: هاجمنا إسرائيل ب 225 طائرة    تحذير عاجل من التعليم للطلاب بشأن الغياب    صحة المنوفية: تنظم 8365 ندوة على مستوى المحافظة لعدد 69043 مستفيد    الكشف ب 300 جنيه، القبض على طبيبة تدير عيادة جلدية داخل صيدلية في سوهاج    أعراض الالتهاب الرئوي لدى الأطفال والبالغين وأسبابه    بعد تعطله.. رسالة هامة من انستاباي لعملائه وموعد عودة التطبيق للعمل    لمدة 12 ساعة.. قطع المياه عن عدد من المناطق بالقاهرة اليوم    الحوار الوطني| يقتحم الملف الشائك بحيادية.. و«النقدي» ينهي أوجاع منظومة «الدعم»    الكويت.. السلطات تعتقل أحد أفراد الأسرة الحاكمة    تفاصيل مرض أحمد زكي خلال تجسيده للأدوار.. عانى منه طوال حياته    عمرو أديب عن مشاهد نزوح اللبنانيين: الأزمة في لبنان لن تنتهي سريعا    ندى أمين: هدفنا في قمة المستقبل تسليط الضوء على دور الشباب    دعاء قبل صلاة الفجر لقضاء الحوائج.. ردده الآن    تناولتا مياة ملوثة.. الاشتباه في حالتي تسمم بأطفيح    حبس تشكيل عصابي متخصص في سرقة أسلاك الكهرباء واللوحات المعدنيه بالأأقصر    عمرو أديب عن حفل تخرج الكليات الحربية: القوات المسلحة المصرية قوة لا يستهان بها    رئيس جامعة الأزهر: الحروف المقطعة في القرآن تحمل أسرار إلهية محجوبة    «مش كل من هب ودب يطلع يتكلم عن الأهلي».. إبراهيم سعيد يشن هجومًا ناريًا على القندوسي    معتز البطاوي: الأهلي لم يحول قندوسي للتحقيق.. ولا نمانع في حضوره جلسة الاستماع    البابا تواضروس الثاني يستقبل مسؤولة مؤسسة "light for Orphans"    «ممكن تحصلك كارثة».. حسام موافى يحذر من الجري للحاق بالصلاة (فيديو)    عظة الأنبا مكاريوس حول «أخطر وأعظم 5 عبارات في مسيرتنا»    رشا راغب: غير المصريين أيضًا استفادوا من خدمات الأكاديمية الوطنية للتدريب    بمشاركة 1000 طبيب.. اختتام فعاليات المؤتمر الدولي لجراحة الأوعية الدموية    أذكار يوم الجمعة.. كلمات مستحبة احرص على ترديدها في هذا اليوم    «وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ».. موضوع خطبة الجمعة اليوم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الآخبار
لا خروج لآثارنا النادرة بعد اليوم
نشر في الأخبار يوم 08 - 11 - 2011

أرسل الدكتور مصطفي أمين.. أمين المجلس الأعلي للآثار ردا علي ما كتبته الاسبوع الماضي، أهم ما يعنيني ويثير بعض الأمل عودة القطع النادرة، غير المكررة، من آثار توت عنخ آمون.
وصلني من الدكتور مصطفي أمين.. أمين المجلس الأعلي للآثار الرد التالي علي ما كتبته في اليومات الاسبوع الماضي..
تحية طيبة وبعد،،،
ايماء إلي مقالة سيادتكم بجريدة الأخبار بتاريخ 2/11/1102 تحت عنوان »هل توجد إدارة خفية للآثار« وبالاشارة إلي ما ذكرتموه بصدور قرار خفي غير معروف مصدره بتمديد لمعرض توت عنخ آمون بمدينة ملبورن باستراليا لمدة شهرين أود احاطة سيادتكم بأن القرار اتخذه مجلس إدارة المجلس الأعلي للاثار في جلسته بتاريخ 11/9/1102 بمد المعرض لمدة شهر واحد وليس شهرين بحيث تنتهي اقامته في استراليا في 6/21/1102 بدلا من 6/11/1102.
أما بالنسبة لانتقال المعرض من استراليا لليابان فقد وافق مجلس الادارة في جلسته المنعقدة بتاريخ 82/01/9002 علي اقامة معرض »العصر الذهبي للفراعنة« باليابان في الفترة من 01/3/1102 وحتي 01/4/2102 وفي جلسته المنعقدة في 11/9/1102 علي أن يكون موعد افتتاح المعرض باليابان في الفترة من 1/1/2102 وحتي 13/1/3102.
وبشأن المجهودات التي بذلت لارجاع 9 قطع نادرة من معرض توت عنخ آمون نحيط سيادتكم بأن مجلس ادارة المجلس الأعلي للآثار بتاريخ 11/9/1102 وافق علي اعادتها إلي مصر فور الانتهاء من المدة المحددة لاقامة المعرض باستراليا.
وبالاشارة الي ما جاء بالمقال بشأن اغلاق المعمل المتخصص الوحيد في مصر لمعرفة الاثار الحقيقية من الزائفة نود احاطتكم علما بأن المعمل المذكور خاص بكلية الاثار جامعة القاهرة وليس المجلس الأعلي للاثار وكان هناك تفاهم وتعاون كامل مع هذا المعمل قبل ان يتم اغلاقه من قبل ادارة الكلية.
كما نحيط سيادتكم علما بشأن الاعلان عن القطع الاثرية التي يتم استعادتها من الخارج فإن هذه القطع قد خرجت من البلاد بطريقة غير شرعية والمجلس يبذل مجهوداته لاستعادة ما يستطيع من قطع اثرية مهربة خارج البلاد وتتبعها سواء كانت في صالات المزادات أو مع أشخاص. أما آثارنا التي تخرج في معارض خارجية فهي في مهمة رسمية للترويج لمصر سياحيا وثقافيا ودعوة للعالم كله لحضور مصر ومشاهدة المزيد، ونطمئن سيادتكم وكل مصري غيور علي تراث هذا البلد بأنه سيتم الحرص والتدقيق في تطبيق اللوائح والقوانين الخاصة بشأن عدم خروج أي قطع اثرية نادرة أو وحيدة أو فريدة في معارض خارجية مستقبلا.
ونشكر تعاونكم معنا للحفاظ علي اثار مصر وتسليمها للاجيال القادمة في أبهي صورها مقدرين لسيادتكم علمكم وبحثكم الرائع والذي نتبعه دائما وبصفة مستمرة.
وتفضلوا سيادتكم بقبول وافر التحية والتقدير،،،
الأمين العام للمجلس الأعلي للاثار
أ.د. مصطفي أمين
تعليق
بداية أشكر الدكتور مصطفي أمين علي رده واهتمامه، واهم نقطة تعنيني وتعني كل انسان حريص علي تراث هذا الوطن عودة القطع النادرة، بل الاندر من الندرة، وعددها تسعة، اتمني أن يكون من بينها الاواني الكانوبية حتي تكتمل وحدة تلك الاواني في المتحف المصري، التابوت الذهبي الذي يعد الأجمل في التوابيت الاربعة، الهيكل الخشبي الفريد لازياء الملك توت الذي يعتبر قطعة فريدة في العالم، القناع الذهبي من آثار مقبرة يويا، المقعد الملكي المطعم الذي تمت استباحته من شركة الازياء التي تنتج قمصانا وقبعات وبنطلونات تحمل اسم الوزير السابق، ومقود الكلب، والشمعدان الفريد الذي لا مثيل له، اتمني عودة هذه القطع سليمة، وألا تشحن في أي طائرة مستقبلا، أو أي وسيلة مواصلات معرضة للاخطار، اتمني أن تكون سليمة من حيث القيمة، أي لم يجر استبدالها بقطع مقلدة وهذا محتمل، خاصة ان هذه القطع النادرة مسلمة الي شركات تجارية، وليس إلي هيئات علمية موثوق بها، كما ان تقليد الاثار بلغ درجة من الدقة بحيث يصعب تمييزها. من هذا فإن بقاء هذه القطع النادرة أكثر من ثماني سنوات خارج مصر مخاطرة جسيمة، لقد أوصي الاثري الكبير محمد صالح بعدم خروج أي قطعة من آثار الملك توت عنخ آمون غير أن أمانة المجلس الأعلي ضربت بهذه التوصية عرض الحائط، اتمني من الدكتور مصطفي أمين - والكل يشهد بنزاهته وعلمه - أن يصلح ما افسد وألا يعتبر نفسه مسئولا عما جري، فالقول ان عرض الاثار المصرية يروج للسياحة ويجلب المال للمجلس يحتاج الي وقفة. من هنا فإنني اضع عشرات الخطوط تحت ما جاء في نهاية رده:
»ونطمئن سيادتكم وكل مصري غيور علي تراث هذا البلد بأنه سيتم الحرص والتدقيق في تطبيق اللوائح والقوانين الخاصة بشأن عدم خروج اي قطع اثرية نادرة أو وحيدة أو فريدة في معارض خارجية مستقبلا«.
هذا بالضبط دافعي الأساسي لهذه الحملة التي بدأتها منذ شهور وبعد زيارتي لمعرض توت عنخ آمون في نيويورك الذي يتجول منذ عدة سنوات في مدن العالم، انني اتمني ارساء هذا المبدأ بصرامة، ألا تخرج قطع من اصول المتحف المصري، والقطع النادرة، وغير المكررة، وعلي من يرغب في رؤية آثارنا النادرة ان يأتي إلي مصر، لا ان تذهب مصر إليه في أسفار غير مضمونة العواقب، محفوفة بالمخاطر، أمامي ملف بتفاصيل دقيقة عن المعارض التي اقيمت في الخارج خلال العشر سنوات الأخيرة، جميعها بلا استثناء تم اصابة قطع اثرية فيها وبعضها تم تدميره - كما جري في المانيا - ولا يرد أحد بالقول انه دفعت تعويضات مالية . إن اموال الدنيا كلها لن تنتج قطعة آثار واحدة، فما البال اذا كانت نادرة؟
يحتفظ كل بلد بأصول لا يفرط فيها، والمانيا علي سبيل المثال لا تسمح بخروج رأس نفرتيتي لزيارة موطنها لمدة ست شهور، بينما نحن نفرط فيما هو أجمل من تمثال نفرتيتي ونتركه عرضة للفقد، لقد قرر المجلس الأعلي للاثار تمديد معرض توت عنخ آمون لمدة شهر في استراليا، واقامته لمدة ثلاثة عشر شهرا.
وللعلم فإن المعرض يقام في اليابان بواسطة شركة فوجي للافلام وادوات التصوير، ايضا شركة تجارية، وليس متحفا علميا أو مؤسسة لها تاريخ في استضافة الاثار، من ناحية اخري ارجو مراجعة جميع تواريخ المعارض في العالم سنجد ان اقصي مدة يقضيها معرض ما ستة شهور، كيف يوافق المجلس الأعلي علي بقاء أندر ما يوجد في مجموعة توت عنخ آمون ثماني سنوات، ثم اضافة ثلاثة عشر شهرا في بلد واحد مثل اليابان.
اثار مصر النادرة، غير المكررة، يجب أن تبقي فيها، ألا تغادرها تحت أي ظرف، هذا مبدأ اتمني من الدكتور مصطفي أمين التقدم بتشريع لاقراره في المستقبل حتي لا يجيء مسئول اخر يعتبر آثار مصر مجموعة خاصة به، ويستخدم أعظم ما انتجته قريحة البشرية واجمله علي الاطلاق لترويج ازياء تصبح أشهر من الاثار نفسها.
الموسيقي التركية
السبت:
في بداية الستينيات، لا أذكر متي علي وجه الدقة، كنت استمع الي فرقة مصرية تعزف الموسيقي العربية والتركية، لفت نظري اسم جميل بك الطنبوري، الذي اصغيت معجبا الي سماعي من مقام صبا من تأليفه، كانت الفرقة تعزف في قبة الغوري التي بناها اخر سلاطين المماليك قنصوه الغوري، كان الي جواري اديب كبير هو محمود البدوي، اثناء خروجنا قال انه لاحظ اندماجي بالموسيقي، ثم قال »انت سميع« نصحني بمزيد من الموسيقي عن طريق المذياع، يكون ذلك ليلا عندما تهدأ المؤثرات، وتتضح الأصوات عبر الاثير، قال لي ابحث عن اذاعة استانبول ستسمع اصواتا رائعة، في هذه الليلة وقفت علي أحد اهم مصادر تكويني الموسيقي عبر الاذاعة التي لم يكن غيرها متاحا، فيما تلي ذلك من سنوات تمكنت من التقاط محطات اخري في أخنة وبورصه وديار بكر اصبح الاستماع الي الموسيقي التركية جزءا من نشاطي اليومي ليلا، ونهارا عندما كنت اسافر إلي الاسكندرية حيث الارسال اوضح.
في عام 9691 استمعت إلي الموسيقي التركية مباشرة لأول مرة، ذهبت الي قاعة سيد درويش في شارع الهرم، المجاورة لاكاديمية الفنون، وكانت حديثة الافتتاح، وتعتبر أول قاعة مخصصة لسماع الموسيقي في مصر والشرق الأوسط. في هذه الليلة رأيت بقايا الأسر التركية في القاهرة، وكان بين المستمعين صديقي اكمل اوغلي، الذي روي بعد سنوات عديدة قصة هذا العرض الذي ترك في نفسي اثرا عميقا، يقول في كتابه »الاتراك في مصر واثرها الثقافي«.
قام سميح كوفور سفير تركيا في القاهرة بدعوة فريق الموسيقي التركية - يناير 8691- الكلاسيكية في اذاعة انقرة تحت قيادة الموسيقار الكبير روشن كام.
ليس مثل الاصل شيء، هذا ما تعلمته في تجربتي للالمام بالاصول الفنية، الاستماع الي الاداء الموسيقي الحي يختلف تماما عن الاستماع عبر الوسائط التقنية الحديثة، مهما بلغت دقتها، لذلك احرص علي حضور حفلات الموسيقي التركية مباشرة كلما اتيحت الفرصة، وهي نادرة جدا، فخلال الاربعين عاما الماضية لم تزر مصر إلا مرات محدودة لا تتجاوز عدد اصابع اليدين، اذكر منها فرقة أخنة التي عزفت في قاعة جمال عبدالناصر، ومنذ ثلاثة اعوام فرقة المولوية وفرقة موسيقي المهتر العسكرية، التي كانت تعزفها فرق خاصة بالانكشارية العثمانية، لقد اتاح لي الارسال التليفزيوني عبر الاطباق اللاقطة والتي اتاحت لي متعة مزدوجة ان اري واسمع واتأمل فنون الاداء، وانفعالات المطربين، وقد اوحي لي ذلك بجزء من الدفتر الاول »خلسات الكري« اصبحت اعرف اسماء كبار الموسيقيين الاتراك، تاتيوس افندي، نور الدين سلجوق الذي زار مصر في القرن العشرين، وسعد الدين كنياك، وغيرهم، كذلك الفرق التي تقدم ما يعرف بالفصل، ويتضمن موسيقي في المقدمة ثم اداء نصوص شعرية ملحنة من مقام واحد، ونلاحظ ان هذا نفس تكوين الحفلات الموسيقية المصرية، المقامات واحدة، وسفر المقامات بين الموسيقي العربية والتركية يدل علي وشائج الصلة.
في عام 9791 زرت استانبول لأول مرة، جئت عبر البحر من فارنا مع اسرتي، كان اول لقاء لي بالمدينة التي ارتبط بها مصيرنا مباشرة لحوالي ثلاثة قرون، تجولت في اسواقها، خاصة السوق المصري، وتوقفت طويلا امام مسجد السليمانية حيث ابرز اعمال سنان باشا المعماري العظيم، وايضا مسجد السلطان أحمد الذي بناه المعماري محمد اغا والذي يواجه كنيسة ايا صوفيا، ليس فقط في المكان، ولكن تأثرا بالتكوين، خاصة في تعميم القبة الضخمة، أما المآذن التركية فنعرفها نحن المصريون جيدا، نراها موجودة في أفق القاهرة، من خلال مآذن مسجد محمد علي باشا علي فضاء المدينة، لقد شيده في نقطة مرتفعة بتلال المقطم بحيث يمكن رؤيته من أي جهة، بل انه احتوي كافة منشآت القلعة بما فيها مسجد سارية الذي شيد في عصر الناصر محمد بن قلاوون من القرن الثالث عشر الميلادي.
في فضاء القاهرة نري معرضا من المآذن، لا تشبه مئذنة الاخري، حتي بعد اكتمال الشخصية المصرية في ذروة العصر المملوكي بمرحلتيه، المماليك البحرية والمماليك البرجية، كان المماليك اصولهم اجنبية، منهم الاتراك والقوقاز والجورجيين، لكنهم كانوا يجيئون الي مصر اطفالا صغارا، ويجري تربيتهم في القلعة، يترقون في المناصب وبمجرد تركهم الخدمة بصبحون مصريين، وكان يطلق علي المماليك المتقاعدين »أولاد الناس« وسرعان ما يذوبون في المجتمع، وتلك خاصية مصرية، ادماج الغرباء عن مصر في مصر، لذلك لا نجد الآن جنسيات منفصلة، أو اعراق تسكن مناطق بعينها في القاهرة، حتي العثمانيين الذين استقروا في مصر أصبحوا مصريين تماما، هنا يجب التذكير بالتفرقة بين المماليك الذين حكموا مصر حتي القرن السادس عشر، فقد شبوا وتكونوا في مصر، واعتبرهم جزءا من الشعب المصري، بل انهم اكثر انتماء من الاثرياء المصريين في زمن الانفتاح والذين نهب معظمهم ثروات المصريين وحولوها الي ارصدة خفية في الخارج، لم يشيد أحدهم معلما أو اثرا ثقافيا، انهم اشبه بالباشوات العثمانيين الذين كانوا يجيئون من استانبول لفترة محددة يحرصون فيها علي نهب أقصي ما يمكنهم لانهم في أي لحظة سوف يعودون بما نهبوا، كان المماليك في زمن السلطنة حتي القرن السادس عشر مصريين، ولكن العثمانيين كانوا مستعمرين، الوعي بفروق التاريخ تمكن من اقامة علاقات حقيقية، ليس مع الطرف الذي كان مستعمرا ولكن مع النفس ايضا، انني اري المآذن العثمانية في القاهرة، مئذنة جامع المحمودية أول مسجد يبنيه والي عثماني بعد الاحتلال في القرن السادس عشر، ومسجد جامع السلحدار في شارع المعز، يلفت نظري المئذنة النحيلة، الطويلة، مئذنة تشبه القلم الرصاص، توحي باللون الرمادي، تماما مثل مآذن استانبول، ولان كل عمارة ذاكرة، اذ تحتوي علي عناصر من ثقافات اخري فقد سعيت الي فهم اصول المآذن التركية، وانتهيت الي انبثاقها من العمارة السلجوقية. هم الذين بدأوا تصميم مآذن رشيقة، نحيلة، اسطوانية، انتشرت في ايران، نراها في اصفهان، ودامغان وساوة، وبعض المدن الايرانية الاخري، ومن عصر الحاكم السلجوقي الشهير الب ارسلان »164ه/ 8601م« وصلت الينا مئذنة جميلة في مسجد بامينار، تلك المآذن هي اصول المآذن العثمانية، غير أن الحضارة المصرية تركت اثارها ايضا في الفن المعماري التركي، في عام 9791 زرت المجر، وسافرت إلي المدن التي تحوي اثارا عثمانية، ومنها مدينة »بيتش« قرب الحدود اليوغسلافية، فيها مسجدان بحالة جيدة، ويقصدهما بعض المسلمين الذين يدرسون وقليل من المجريين الذين اعتنقوا الاسلام . لي ، دراسة مطولة نشرت في مجلة العربي الكويتية، لكن ما اذكره دائما جمال الخط ورقته، الخط فن اسلامي يرتبط بالقرآن الكريم، ويحمل أنفاس من ابدعوه، فوجئت ان الذي كتب القرآن الكريم، سورة النور حول القبة الدائرية اسمه، محمد اسماعيل المصري، تأملت طويلا توقيعه، وتخيلت وحدته في تلك الديار البعيدة عن دفء وادي النيل وقتئذ، وايقنت بعضا من احفاده ربما يتجولون علي مقربة، لقد قام سليم الأول بنقل صناع وحرفيين، اي فنانين قامت علي اكتافهم حضارة كاملة، وهذا من اغرب حوادث التاريخ، لقد كان الحس الوطني قويا في ذلك الزمن البعيد، لذلك انشد ابن اياس مؤرخنا الذي عايش المرحلة.
نوحوا علي مصر لأمر جري
عمت مصيبته كل الوري
كلما نزلت استانبول وهي من أجمل مدن العالم، كلما تجولت في اسواقها القديمة، ومساجدها العظمي، اكاد اصغي الي حنين هؤلاء الفنانين المصريين الذين جاءوا قسرا واسهموا في ابداع تلك الفنون التي تثير اعجاب ملايين الزائرين اليوم.
أقوال مأثورة
تحذير
يا من احتوي علي أموال الضعفة بظلمه، غدا تبلي سرائرك بين يدي من لا تخفي عليه السرائر.
سعدون المجنون للمتوكل
الإمام
إن الإمام مدفوع فيما يتصل بأمر السياسة إلي أمرين: احدهما أمر الدين، والاخر أمر الدنيا، وفي كل واحد منهما يلزمه النظر من وجهين، احدهما ما يعود بالنفع، والاخر ما يندفع به الضرر.
القاضي عبدالجبار
الابرار
قال بهلول المجنون للرشيد في موسم الحج، يا أمير المؤمنين، من رزقه الله مالا وجمالا فعف في جماله وواسي في ماله، كتب في ديوان الابرار، فظن الرشيد انه يريد شيئا فقال: امرنا ان يقضي دينك، قال: كلا لا يقضي بدين. اردد الحق علي اهله، واقض دين نفسك من نفسك هذه نفس واحدة إن هلكت ما انجبرت.
عقلاء المجانين - النيسابور
حاجة
قال الرشيد لبهلول المجنون: اني أريد ان اصلك بصلة، فقال بهلول، ردها إلي من أخذتها منه، فقال الرشيد: فحاجتك، قال: ألا تراني ولا أراك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.