إدارة أوباما ستعمل مع الأحزاب الإسلامية في دول الربيع العربي أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن المجلس العسكري في مصر هو »مؤسسة الاستقرار والاستمرارية« رغم بطء إيقاع الإصلاحات الديمقراطية وإستمرار حالة الطوارئ التي تميز بها عهد الرئيس السابق حسني مبارك. وقالت كلينتون في كلمة أمام المعهد الديمقراطي القومي مساء أمس الأول في واشنطن »مطلوب انتقال السلطة الحقيقية في مصر" موضحة أن إستمرار وجود السلطة السياسية في أيدي مسئولين غير منتخبين يضع بذور التوترات في المستقبل.. وإن المصريين سوف يخسرون فرصة تاريخية«. وأعلنت كلينتون في أول خطاب شامل لها منذ أبريل الماضي عن ثورات الربيع العربي إن الولاياتالمتحدة ستواصل دعمها للربيع العربي رغم »الغموض« المتعلق بالعمليات الانتقالية الجارية. وقالت »هذه ليست ثوراتنا ولم نقم بها وليست من أجلنا ولا ضدنا«، ولكنها أكدت أن الولاياتالمتحدة كان لها دور فيها وأنها ستعمل مع شعوب مصر وتونس وليبيا من أجل الديمقراطية. وأعلنت الوزيرة الأمريكية أن إدارة الرئيس باراك أوباما سوف تعمل مع الأحزاب الإسلامية الصاعدة في العالم الإسلامي بعد ثورات الربيع العربي. وقالت إن واشنطن سوف »تحتضن« التغييرات الديمقراطية في شمال أفريقيا والشرق ألأوسط بعد نجاح الثورات في مصر وتونس وليبيا التي ستفسح المجال لتأسيس ديمقراطيات مستقرة في المنطقة. وأوضحت "نقر اليوم بأن الخيار الحقيقي هو بين الإصلاح والإضطرابات معربة عن إدراكها »لشكوك« الشعوب العربية تجاه أمريكا.. وأضافت »خلال سنوات قال الطغاة لشعوبهم أن عليهم أن يقبلوا بهم لتجنب المتطرفين، وغالبا كنا نقبل نحن أنفسنا هذا المنطق«. وقالت كلينتون إن الإسلاميين ليسوا جميعا سواسية وأن الأحزاب الإسلامية والعلمانية سواء يجب أن ترفض العنف وتلتزم بحكم القانون واحترام حريات التعبير والدين والتجمع واحترام حقوق المرأة والأقليات. وأوضحت أن »فكرة أن المسلمين لا يمكنهم الإزدهار في ديمقراطية ما هي إلا فكرة مهينة وخاطئة«. ورحبت كلينتون بآداء حزب النهضة الإسلامي في انتخابات تونس الشهر الماضي وقالت إن واشنطن ستعمل مع قادة الحزب الذين سيضمون معهم أحزابا علمانية في صياغة دستور جديد وممارسة مهام الحكم. وذكرت أن حزب النهضة وعد بإحترام الحرية الدينية وحقوق المرأة، مشيرة إلي أن العديد من الأحزاب ذات التوجه الإسلامي في العالم تنخرط طبيعيا في لعبة الديمقراطية.. ودافعت كلينتون عن سياسة بلادها حيال سوريا والبحرين مشيرة إلي أن قرار الإدارة الأمريكية بعدم التدخل في هاتين الدولتين يرجع إلي المخاطر المتصورة علي القوات الأمريكية والضرورات اللازمة لمحاربة القاعدة والحاجة إلي الدفاع عن إسرائيل وحلفاء أمريكا والحفاظ علي تدفق إمدادات النفط. وقالت "إن المواقف تختلف دراماتيكيا من دولة لأخري »مشيرة إلي أنه من الحماقة أن نتعامل مع الجميع بمعيار واحد ونتجاهل الظروف الأخري«. وردا علي سؤال »لماذا رفضت إدارة أوباما الدعوات التي تؤيد التدخل العسكري في سوريا؟«، قالت »إن إختياراتنا أيضا تعكس مصالح أخري في المنطقة والتي لها تأثير مباشر علي حياة الأمريكيين«. وقالت إن السياسة الأمريكية حيال الشرق الأوسط تتعرض لانتقادات نتيجة لهذه المواقف.. وأكدت المسئولة الأمريكية مجددا بأن التطورات التي حدثت العام الحالي تجعل من الملح أيضا تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وأشارت إلي أن تعليق جهود السلام من قبل الطرفين خلال الربيع العربي هو »قصر نظر«. وقالت إن إدارة أوباما تعمل من أجل التوصل إلي هذا السلام رغم كل الإخفاقات وأن واشنطن سترد أيضا علي التهديدات ضد السلام الإقليمي التي تصدر عن طغاة أو ديمقراطيات. وذكرت وكالة أسوشيتدبرس إنه رغم تطرق كلينتون إلي الحديث عن الأحزاب الإسلامية المتوقع وصولها إلي السلطة في مصر وتونس وأماكن أخري بالمنطقة، إلا أنها لم تذكر شيئا عن السياسات الأمريكية تجاه حزب الله وحماس اللذين حققا نتائج جيدة في الإنتخابات اللبنانية والفلسطينية حيث تعتبرهما واشنطن من المنظمات الإرهابية في العالم.