ما يشاهده ويتابعه العالم الآن في حرب التهديدات الساخنة المتبادلة بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوإيران، في سياق الأزمة المشتعلة بينهما حاليا، يفسره الكثير من المراقبين علي أنه صورة من صور التطبيق العملي للدفع بالأمور إلي حافة الهاوية،..، انتظارا للحصول علي تنازلات من الطرف الآخر. وفي هذا السياق يلفت الانتباه تلك التهديدات الحادة والمستفزة، التي أطلقها قائد الحرس الثوري الإيراني ضد الولاياتالمتحدة، في ذات الوقت الذي جرت فيه بعض العمليات التخريبية ضد ناقلات البترول العابرة في مياه الخليج قرابة ساحل الإمارات. والمتأمل في تلك التهديدات يلفت انتباهه ما قاله »حسين سلامي» قائد الحرس الثوري، »إن واشنطن لا تملك الجرأة ولا القدرة علي شن الحرب علي إيران»،..، ثم تأكيده علي »أنها لو أقدمت علي ذلك ستضربها في رأسها». ورغم قوله هذا، إلا أنه يرجح في نفس الوقت عدم وقوع الحرب، حيث يقول »إنه لا توجد خطط للحرب، ولكننا مستعدون»،..، ويستطرد شارحا وجهة نظره في ذلك بقوله: »إن ما يمنع الحرب هو »قوة إيران المسلحة، ونقاط الضعف لحاملات الطائرات الأمريكية، التي ستكون هدفا للقوات الإيرانية». والمدقق في هذه التصريحات، يجد أنه علي الرغم من ارتفاع حدتها والتهاب نبرتها، وما جاء بها من تلويح بضرب مباشر للأهداف الأمريكية ذاتها - سنضربها في رأسها - ،..، إلا أنها تشير في ذات الوقت وبطريقة غير مباشرة إلي أن احتمالات الحرب غير قائمة بالسرعة والقوة التي قد يتخيلها البعض. وإذا ما انتقلنا إلي الجانب الآخر، أي الولاياتالمتحدة، نجد أن هناك تسارعا واندفاعا واضحين في الحشد العسكري بمنطقة الخليج، وفي مواجهة السواحل الإيرانية،..، ابتداء من حاملات الطائرات والقاذفات الثقيلة وصواريخ كروز، وانتهاء بالمدمرات والسفن المعاونة وصواريخ باتريوت. ولكن المدقق يلاحظ أيضا، أنه بالرغم من هذا الحشد العسكري، هناك تصريحات أمريكية عديدة تحمل في جوهرها دعوة واضحة ومعلنة لإيران، بالجلوس علي مائدة التفاوض مع أمريكا، حول الاتفاق النووي الذي تطالب الولاياتالمتحدة بتعديله، وأشياء أخري أيضا، يأتي في مقدمتها التمدد الإيراني في سوريا ولبنان واليمن. والسؤال الآن.. هل هي حافة الهاوية بالفعل،..، أم أن الاحتمالات أصبحت قائمة للاندفاع للهاوية؟!