لا أصدق أن نستقبل العيد الكبير ونحن علي هذا الحال ، مصابون في الرزق والأمن ، مرتبكون في الفهم والرؤية ، تائهون في المشاعر والعلاقات التي تربطنا ، لا أصدق أن يأتي العيد الكبير عيد التضحية والأضحية ونحن لانملك سوي نصف إبتسامة ونصف أمل ونصف نفس صافية ، لا أصدق أن يأتي العيد الكبير وبيننا خلافات كبيرة وكثيرة وجرح عميق لايبدو له شفاء قريب ! العيد الكبير ، وكل عام ومصر بلد الأنبياء بخير ، كل عام وكل مصري يحمل بلده في عينيه ويحلم لها أن تكون كما خلقها الله أجمل بلاد الله ، كل عام و أنت قادر علي أن تزيح من السماء رمادها الذي يحجب الدفء عنها وعنا . الوقت مناسب لأدعو ربي أن نستقبل العيد القادم وبلدنا مستقرة ، تفتح بابها الموارب لأمل وخير وأمان ، نستعيد فيما بيننا مايربطنا بهذا الوطن ، نستقبل العيد القادم ونحن ننفذ وعودنا أمام بلدنا ، وننفذ عهودنا أمام الله ، لقد أقسمنا أن نجعل من هذا البلد جنة .. فأشعلنا في كل أطرافها النار ، أقسمنا أن نعمل لنغير .. فتوقفنا في مرحلة الكلام والهدم ، أقسمنا ألا نهرب منها .. فكتب من يملك فيها قرار استمارة هجرة إلي أي بلد أخر ، أقسمنا أن نبنيها .. لكن طال اختلافنا من يضع حجر الأساس ! سنة صعبة توشك علي الإنتهاء ، وصل الناس إلي المدي من العجز وخيبة الأمل ، إنهار ماتبقي من حلم وردي ، وبقيت الإنتخابات البرلمانية الخطوة الأولي لاستعادة أمل لاوجود له حتي الأن .. الاستعاذة بالله من مصير مجهول يواجهنا . لا أصدق أن نستقبل عيدا دون أن نكتب بجواره سعيد ، دون أن تهتز قلوبنا كلها بالفرحة ، دون أن تكون بلدي كلها يد واحدة ، لا أصدق أن عيدا جديدا يأتي وبلدي مهددة ، ودعاءنا الوحيد صباح العيد : يارب استر علي بلدنا ، دون أن يكون دعاء المصريين علي جبل عرفات : احمي مصر يارب ، وإيماني أن الله سبحانه وتعالي لن يخزل أياد نصف مليون مصري علي جبل عرفات ، ينجينا بمشيئته ، المهم أن نكون علي قدر هذا الدعاء ، نقول يارب بقلوبنا ونقول يامصر فداك بعقولنا ، يكون العيد موعدا لعهد أن نحمي بلدنا بكل ضمائرنا ، أن نحميها ضد كل فاسد يريد أن يقتطع منها جزء له ، لحسابه الخاص ، يارب 09 مليون مصري يدعونك أن تملأهم أمل ورغبة وقوة لينقذوا بلدهم التي تحبها يارب ، ضع يدك في يدي ياأخي وتعالي نقف أمام أي معتد علي بلدنا ، أمام أي إنسان يتمني لها شر ، يجب أن نسأل أنفسنا في صباح العيد سؤال مهم وواضح : هل نحب بلدنا ؟ ، من يحب مصر لايقف من الأن صامتا ، لاينتظر ماسوف يحدث ويلعب دور المتفرج ، من يحب مصر يتكلم ، يدافع عن بلده ، بالكلمة الطيبة ، بالعمل المتواصل ، بالوقوف في طابور الإنتخابات مهما كلفه الأمر من معاناة ويمنح صوته بعقله وليس بعواطفه ، الأغلبية تحب هذه البلد في صمت ، لكن الحب الصامت عجز وخوف ، لابد أن نحبها بحسنا وإحساسنا ، تكلموا تكلموا تكلموا ، فليس بيننا وبين الهاوية إلا قليلا ، وليس لدينا حياة إلا بها وفيها ، إستيقظوا . تكلموا . إكسروا حاجز الصمت . وعيد سعيد علي كل حال ، سيكون سعيدا إذا أردناه سعيدا.