سادت حالة من الهدوء الحذر منذ فجر أمس الحدود بين غزة وإسرائيل بعدما توقفت غارات الاحتلال الإسرائيلي عن قصف القطاع وسكتت صافرات الإنذار في جنوب الدولة العبرية بعد 3 أيام من اندلاع أخطر مواجهة بين الطرفين منذ حرب 2014. جاء ذلك بعدما أعلن مسئولون فلسطينيون في غزة التوصل إلي هدنة مع إسرائيل لوقف إطلاق النار بوساطة مصر. وقال مسئول من حركة الجهاد الإسلامي إن اتفاق وقف إطلاق النار تم بشرط أن »يكون متبادلا ومتزامنا، وأن يقوم الاحتلال بتنفيذ تفاهمات كسر الحصار عن غزة». ونقلت فرانس برس عن المصدر الذي رفض كشف هويته أن الاتفاق يتضمن إعادة مساحة الصيد من 6 إلي 15 ميلا واستكمال تحسين الكهرباء والوقود واستيراد البضائع وتحسين التصدير. ودخل الاتفاق حيز التنفيذ في الساعة 4:30 فجر أمس ومنذ ذلك الحين لم يتم إطلاق صواريخ من القطاع أو غارات جوية للاحتلال. ورفعت إسرائيل القيود التي فرضتها علي مواطنيها في محيط الحدود مع غزة. كما استأنفت إنتاج الغاز من حقل تمار البحري، المصدر الرئيسي للغاز الطبيعي لإسرائيل، بعدما جمدت وزارة الطاقة العمليات بالحقل عندما تصاعدت أعمال العنف علي الحدود. في الوقت نفسه، انتقد خصوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اتفاف وقف إطلاق النار. ووصف بيني جانتس رئيس الأركان السابق الاتفاق بأنه »استسلام جديد أمام ابتزاز حماس». وقال نتنياهو إن إسرائيل ضربت حركتي حماس والجهاد بقوة كبيرة خلال اليومين الأخيرين، مضيفا أن »المعركة لم تنته بعد». وارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في غزة منذ الجمعة الماضي إلي 27 من بينهم 9 من حركتي حماس والجهاد الإسلامي وذلك بعد انتشال جثمانين من تحت انقاض أحد المباني التي دمرتها الغارات الإسرائيلية علي بلدة بيت لاهيا شرق القطاع. كما قتل 4 في إسرائيل نتيجة إطلاق الصواريخ والقذائف من غزة علي مدن الجنوب. وقال جيش الاحتلال إنه تم إطلاق 690 صاروخا من غزة تجاه إسرائيل منذ السبت الماضي فيما استهدفت دباباته وطائراته نحو 350 موقعا عسكريا لحماس والجهاد. ومن جانبه، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعم بلاده لإسرائيل. وكتب علي تويتر» نؤيد إسرائيل مائة بالمائة في دفاعها عن مواطنيها. إلي مواطني غزة، تلك الأعمال الإرهابية ضد إسرائيل لن تحقق لكم أي شيء سوي مزيد من الشقاء». فيما شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون علي حق إسرائيل في الأمن وشرعية تطلعات الشعب الفلسطيني.