في تصعيد جديد لمعركة طرابلس شنت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر ضربة جوية استهدفت مطار معيتيقة مما دفع قوات حكومة »الوفاق الوطني» إلي إغلاقه . ويسعي الجيش الليبي إلي التقدم صوب وسط طرابلس من جهة مطار دولي سابق كان قد استولي عليه امس الأول. وجاء ذلك بعد عملية عسكرية شنتها قوات حفتر علي العاصمة الليبية بهدف »تطهيرها من المليشيات الارهابية». وأشار آخر الارقام إلي مقتل 32 شخصا علي الأقل وإصابة نحو خمسين خلال المعارك. من جهته جدد المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي »احمد المسماري» اتهامه إلي قطر وتركيا بدعم الإرهاب الذي بات »يختطف» العاصمة الليبية. وقال ان قطر تشن حملة اعلامية لتشويه العملية العسكرية ضد الجماعات المسلحة في طرابلس، مشيرا إلي اجتماعات للقاعدة والإخوان في قطر وتركيا تهدف لتوحيد صفوفهم. في الوقت نفسه قال رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح أن عمليات الجيش الوطني في طرابلس مستمرة حتي تطهيرها من كل الجماعات المسلحة، وأن الباب مفتوح للمصالحة أمام أي من العناصر المسلحة. وأضاف ان عملية طرابلس تتم وفقا للدستور وتستهدف الجماعات المسلحة. وفي ضربة للمجلس الرئاسي في طرابلس، أعلن نائب رئيس المجلس علي القطراني، استقالته من المجلس اعتراضا علي استئثار رئيس المجلس ورئيس حكومة الوفاق، فايز السراج، بالقرار »بتحريض ودفع من الميليشيات المسلحة». وأثني القطراني في المقابل، علي تقدم الجيش الوطني الليبي نحو طرابلس لدحر الجماعات المسلحة. وقال القطراني في بيان ان المجلس تحول إلي »أداة ضعيفة طيعة» بيد الميليشيات لتمكينها من »الترهيب والسطو والسيطرة علي موارد الدولة وثروات الشعب»، في حين سادت حالة الانهيار في كافة قطاعات الدولة، وتفاقمت معاناة المواطن، وضاعت الفرصة للوصول إلي وفاق يعالج الأزمة الليبية بشكل جذري. دوليا، قال مبعوث الأممالمتحدة إلي ليبيا »غشان سلامه» انه سيجتمع بالسراج، مؤكدا ان الأممالمتحدة ستواصل العمل في طرابلس. طالبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني، بإقرار هدنة إنسانية في ليبيا، وعودة أطراف النزاع إلي الحوار. وأشارت إلي اجتماع وشيك لوزراء خارجية الاتحاد في لوكسمبورج لبحث تداعيات الأزمة الليبية. وفي فرنسا، نقلت »رويترز» عن مصدر في الرئاسة بأن باريس لم تتلق إخطارا مسبقا بالعملية التي شنتها قوات حفتر في ليبيا، وأنه ليس لديها أي أجندة خفية. من جهته طالب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قوات المشير خليفة حفتر بالوقف الفوري لهجومها علي طرابلس، مؤكدا أن هذه الحملة العسكرية »أحادية الجانب» ضد طرابلس تعرض المدنيين للخطر، وتقوض آفاق مستقبل أفضل لجميع الليبيين. جاء هذا بعد ساعات من منع روسيا صدور بيان عن مجلس الامن الدولي يدعو قوات حفتر لوقف هجومها علي طرابلس ويتوعد »من يقوضون السلام بالمحاسبة». وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن موسكو مستعدة للوساطة من أجل التسوية في ليبيا. وكانت »روسيا اليوم» ذكرت ان بعثة الأممالمتحدة غادرت ليبيا امس عن طريق معبر رأس الجدير الحدودي مع تونس.