عندما تلتقي بمصري أو مصرية وأنت في الخارج تشعر بسعادة لا توصف فلست مضطرًا للبحث عن كلمات بالانجليزية أو الفرنسية أو الصينية أو حتي العربية الفصحي لتعبر عما تريده.. فالحوارات والقفشات والتعليقات ستكون باللهجة المصرية التي تتقنها. التقيت بها عند زيارتي العام الماضي للصين للمشاركة في »المنتدي الإعلامي لمبادرة الحزام والطريق».. فتاة »محجبة» هادئة الطباع وقليلة الكلام ومتحفظة إلي حد ما وفي نفس الوقت »نشيطة» ولا تتأخر عن تقديم يد المساعدة للغير.. وكما يقولون في المثل المصري »اللي في جبها مش ليها» فمع كل توقف للأوتوبيس الذي يقلنا خلال جولتنا في »جزيرة هاينان» كانت تعود من »الكافتيريا» حاملة الشيبسي والحلويات أو المشروبات أو الايس كريم للجميع. »هدي» فتاة مصرية حلمت ذات يوم بأن تستطيع قراءة جملة باللغة الصينية فأصبحت الأولي علي مستوي جامعات مصر في مسابقة »جسر اللغة» وذهبت إلي »أرض التنين» لاستكمال الدراسات العليا.. ثم بدأت عملها مذيعة بالقناة »الصينية العربية» وبعد جهد كبير نجحت في إطلاق برامجها التي نالت إعجاب الكثير من المشاهدين الصينيين والعرب. بدأت »هدي علاء» قصتها عندما فتحت جامعة قناة السويس مجالا لدراسة اللغة الصينية وتفوقت فيها ورشحت للدراسة في »بكين».. لم يكن الطريق سهلا ولكن بالإصرار والعزيمة ووضع الأهداف الواضحة تمكنت من تحقيق ما قد يبدو مستحيلا. نجحت »ابنة الاسماعيلية» من خلال لغتها الصينية المتميزة في الوصول بعدد مشاهدات علي »الشبكة العنكبوتية» إلي أكثر من 5 ملايين مشاهدة واصبحت من أشهر المذيعين العرب في الصين.. تعلمت المذيعة »هدي» الصبر والإصرار من والدتها وأختها »الكبيرة» اللتين ضحتا من أجلها كثيرا.. ولديها طموح بأن تكون »نافذة الثقافة» بين العرب والصين من خلال برامجها التليفزيونية والتقارير الصحفية التي تقدمها حول الفعاليات التي تشارك بها.. مؤكدة ان العلاقات الإنسانية والثقافية هي الجسر الذي يربط الشعوب ببعضها البعض. »هدي» نموذج لقدرة الفتاة المصرية علي العمل والنجاح.. واخر ما ارسلته لي علي »الفيس بوك» 10 نصائح لكل اب للتعامل مع اولاده وخاصة البنات لأنهن مرهفات الحس من بينها ان تحبّها بجد وتملأ قلبها وعقلها.. وتحضنها عندما تصحو من النوم وهي ذاهبة للمدرسة وعندما تعود.. وهي »مبسوطة» أو »زعلانة» فالحضن مضاد حيوي ومطهر للقلب من الألم.. وحتي عندما تصاب بدور برد »مبهدلها» قل لها انك لأول مرة تشوف ان البرد يزيدها جمالا.. بالتوفيق دائما يا »بنت مصر».