أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي تطلع مصر لمواصلة التعاون والتنسيق مع الأممالمتحدة لتعزيز دورها الأساسي في معالجة الملفات ذات الأولوية كالقضاء علي الفقر وتفعيل نظام اقتصادي دولي عادل ومنصف يراعي مصالح وشواغل الدول النامية، فضلاً عن إيلاء الاهتمام اللازم لقضايا تمكين الشباب والمرأة، ومتابعة تنفيذ الالتزامات الدولية، وتمويل تطبيق أجندة التنمية المستدامة 2030. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس امس أنطونيو جوتيريش، سكرتير عام الأممالمتحدة، وذلك علي رأس وفد أممي رفيع المستوي، وبحضور كلٍ من سامح شكري وزير الخارجية، وعباس كامل رئيس المخابرات العامة. وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس أعرب عن ترحيبه بزيارة سكرتير عام الأممالمتحدة إلي القاهرة.. ولفت الرئيس إلي حرص مصر علي دعم عملية الإصلاح الجارية داخل الأممالمتحدة بالشكل الذي يساعد علي دفع جهود الارتقاء بآليات العمل داخل المنظمة وتحسين فعاليتها وأدائها بما يتناسب مع التحديات المتصاعدة والواقع العالمي الراهن، بالإضافة إلي إحداث نقلة نوعية في الخدمات والأنشطة التنفيذية المقدمة للدول. وأشاد سكرتير عام الأممالمتحدة بالمكانة المتميزة لمصر في منظومة العمل الدولي متعدد الأطراف، لا سيما في ضوء التطورات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها مصر مؤخراً علي شتي المستويات، فضلاً عن اضطلاعها بدور محوري في محيط دوائرها الإقليمية، وكذا رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي، بالإضافة إلي الدعم المصري المستمر لمبادرات إصلاح الأممالمتحدة في مختلف المسارات، إلي جانب المساهمة المصرية الكبيرة في عمليات حفظ السلام الأممية. كما أكد "جوتيريش" تعويل الأممالمتحدة علي القاهرة، في إطار الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي خلال عام 2019، لتعزيز وتعميق الشراكة الاستراتيجية بين المنظمتين، وذلك تحت مظلة الأطر القائمة للتعاون بينهما، لا سيما في مجالي السلم والأمن والتنمية. وشهد اللقاء مناقشة توحيد الجهود الدولية في إطار فعال لمكافحة تفشي ظاهرة الإرهاب والفكر المتطرف، وكيفية الاستفادة من التجربة المصرية ذات الصلة، حيث استعرض الرئيس رؤية مصر في هذا الإطار، والتي تستند إلي التعامل مع تلك الظاهرة من كافة جوانبها بما في ذلك الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والدينية، فضلاً عن التصدي لآليات التمويل والدعم السياسي والإعلامي للجماعات الإرهابية، مؤكداً أهمية تكثيف جهود المجتمع الدولي لمنع استغلال الإرهاب للتقدم المعلوماتي والتكنولوجي والذي ساهم في إضفاء أبعاد خطيرة من خلال التحريض علي التطرف وتجنيد الأفراد وانتشار خطر العناصر الإرهابية من المقاتلين الأجانب، وهو ما أكده "جوتيريش"، موضحاً أن الأممالمتحدة عازمة علي صياغة إطار أممي جمعي لمكافحة الإرهاب، خاصةً في الفضاء الإليكتروني. وتطرق اللقاء لآخر المستجدات علي صعيد عدد من الملفات والقضايا الإقليمية، حيث تم التوافق بشأن أهمية مواصلة التنسيق والتشاور المكثف في هذا الخصوص خلال الفترة القادمة بين مصر والأممالمتحدة، خاصة ما يتعلق بتطورات الأوضاع في كل من ليبيا وسوريا واليمن، واستعرض المسئول الأممي الجهود التي تقوم بها المنظمة الأممية للتوصل لحلول سياسية لتلك القضايا، مشيراً إلي حرص الأممالمتحدة علي تعزيز التعاون مع مصر لصون السلم والأمن الإقليميين في منطقة الشرق الأوسط، وفي هذا السياق أكد الرئيس ثوابت السياسة المصرية في هذا الصدد والتي ترتكز علي أهمية الحفاظ علي وحدة وسلامة الدول ودعم مؤسساتها الوطنية. وفيما يخص القضية الفلسطينية، أكد الرئيس دعم مصر للجهود والمبادرات الدولية الرامية للتوصل إلي تسوية عادلة وشاملة وفقاً للمقررات والمرجعيات الدولية المتفق عليها، مشدداً علي أن التوصل إلي حل عادل وشامل لهذه القضية المحورية سيوفر واقعاً جديداً يساعد في تحقيق الاستقرار والأمن لمختلف دول المنطقة، في حين أشاد سكرتير عام الأممالمتحدة بالجهود التي تبذلها مصر لإتمام عملية المصالحة الفلسطينية وتهدئة الأوضاع في غزة، وما تقوم به من إجراءات لتخفيف المعاناة التي يتعرض لها سكان القطاع، فضلًا عن الاتصالات المستمرة التي تجريها مع الأطراف المعنية من أجل الدفع قدماً بمساعي إحياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وفي مؤتمر صحفي مشترك عقب لقاء الرئيس مع سكرتير عام الأممالمتحدة، أكد سامح شكري وزير الخارجية أن العلاقات المصرية الأمريكية استراتيجية، وأشار أن المباحثات بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع القادم في البيت الأبيض ستتناول كافة التطورات الخاصة بقضايا المنطقة. ومن جانبه أعرب أنطونيو جوتيريش امتنانه بالنقاشات والمباحثات المطولة التي عقدها مع الرئيس السيسي، وأكد أن مصر تلعب دوراً هاماً وأساسيا في منطقة الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بتحقيق الأمن والسلام، وأضاف أن مرتفعات الجولان أرض سورية محتلة، وستعمل الأممالمتحدة للحفاظ علي سلامة الأراضي السورية، وأشار إلي وجود سعي لمنع أي آثار سالبة من جراء القرار الامريكي . وبعد زيارة استغرقت يومين غادر جوتيريش القاهرة إلي الأردن.