أكد السفير محمود الخميري مدير عام الإدارة العربية بوزارة الخارجية التونسية والمتحدث الرسمي باسم القمة العربية أن تونس تعول علي أن تكون القمة للم الشمل وتعزيز التضامن بين الدول العربية لأن ذلك كفيل بتجاوز الصعوبات والتحديات المطروحة علي الدول العربية.. وأضاف في حوار ل»الأخبار» علي هامش الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية التي تعقد بمقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب بتونس أن سوريا مكانها الطبيعي في الجامعة فهي بلد شقيق لكن لا تَوافق علي عودتها حتي الآن.. وشدد علي أن قمة تونس ستسعي لإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية لأنها هُمشت بفعل الأزمات والظروف، كما شدد علي أن الجولان أرض عربية محتلة وأي قرار يخالف ذلك مرفوض.. وإلي نص الحوار.. نعول علي القمة للم الشمل..ونسعي لإعادة الاعتبار لقضية فلسطين ولن نساوم بشأنها حدثنا عن استعدادات تونس للقمة العربية. تونس استعدت منذ مدة لعقد القمة منذ أن تم تكليفها بقمة الظهران وبدأت الاجتماعات بإنشاء لجنة وطنية علي مستوي رئاسة الجمهورية، تضم عددا من الوزارات المعنية وتتضمن الجانب اللوجستي. ظروف عصيبة كيف تري أهمية انعقاد القمة في هدا التوقيت وفي ظل هذه الظروف العصيبة؟ لم نخرج من هذه الظروف العصيبة، دائما نحن في ظروف عصيبة، نأمل خيرا في أن تهتدي قمة تونس لاعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، لبحث الأوضاع الملتهبة في عدد من المناطق العربية، هذه بنود دائما تدرس في اطار الجامعة العربية. اجتماع القمة مهم جدا لأنه يجمع القادة ونحن نعول علي أن تكون قمة لم الشمل وتعزيز التضامن بين الدول العربية لأن ما تفتقده الساحة العربية في ظل هذه الظروف هو المزيد من تعزيز اللحمة والوحدة والتضامن بين الدول العربية، وهذا هو الكفيل بتجاوز الصعوبات والتحديات المطروحة علي الدول العربية. نحن مستهدفون من أكثر من طرف ودائما تحت الضغوط؛ ولذلك عندما نتحدث عن العمل العربي المشترك نجده لم يستطع بالقدر الكافي التعامل مع هذه التحديات بحكم استمرار الأزمات دون حل وتفاقم الظواهر الإرهابية وغياب التنمية في العديد من الدول والتراجع الحاد للنمو الاقتصادي في دولنا، وهذه التحديات تحد من رغبة وإرادة الدول العربية نحو الانطلاق لمستقبل أفضل. هل ستتم مناقشة تطورات أزمة الجولان في اجتماعات القمة؟ هذا البند دائما مطروح علي جدول أعمال القمة وفي اجتماعات الجامعة كبند دائم، الحقيقة القرارات الدولية تؤكد أن هذه الأرض أرض محتلة كالأراضي الفلسطينية وكل قرار مخالف غير مقبول وكانت ردود الفعل الدولية قوية برفض هذا القرار، باعتبار الجولان أرضا محتل في القرارات 242 و338 و497 فهي قرارات تؤكد أن هذا الجزء من الأراضي العربية محتل. كيف ستتم مناقشة مسألة مكافحة الإرهاب؟ هناك خطط واستراتيجية عربية لمكافحة الإرهاب وكان هناك اجتماع لوزراء الداخلية والعدل العرب مؤخرا في تونس منذ أسبوع. ويوجد تعاون عربي-عربي ومع الجهات الأجنبية والأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي في مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات، وهناك جهد كبير في إطار حصر هذه الظاهرة الخطيرة التي أثرت علينا. كيف تري مستوي التمثيل في القمة من حيث عدد الزعماء؟ مستوي التمثيل سيكون مميزا، هناك تأكيدات تباعا بحضور الزعماء مثل خادم الحرمين الشريفين سيصل إلي تونس في زيارة رسمية تسبق القمة، وكدلك أمير الكويت، والرئيس اللبناني، والفلسطيني، والعراقي، والجيبوتي، والموريتاني. عودة سوريا هل سيتم طرح موضوع عودة سوريا للجامعة العربية؟ تطورات الأزمة السورية سيتم النظر فيها كتطورات الأزمات الأخري، ومسألة سوريا أمر متروك لوزراء الخارجية، صحيح لا يوجد توافق الان بين الدول العربية بشأن عودتها، لكن نأمل أن يكون هناك توافق. هل تؤيد تونس عودة سوريا؟ سوريا مكانها الطبيعي في الجامعة فهي بلد شقيق ومن المؤسسين في الجامعة وهذا القرار اتخد عام 2011، واذا مار ارتأي وزراء الخارجية مراجعة القرار فلهم ذلك ونحن ملتزمون بأي قرار في اطار الجامعة العربية. الأزمة الليبية باعتبار أنها دولة جوار مشترك.. كيف ستناقش في القمة؟ نتعامل مع الأزمة الليبية في إطار ثلاثي مبادرة تونسية رئاسية ومن ثم مبادرة مصرية تونسية جزائرية وكان هناك اجتماع مؤخرا في القاهرة بين وزراء خارجية الدول الثلاث وصدر عنها بيان. الكل يدفع في اتجاه تسريع ايجاد التسوية السياسية للأزمة في إطار ليبي - ليبي وبعيدا عن التدخلات الخارجية وكله تحت مظلة الأممالمتحدة. ويجب خاصة في هذه الفترة دعم جهود المبعوث الأممي الذي يحقق تقدما من خلال إعلانه عن قرب تنظيم مؤتمر جامع بين 14 و16 أبريل، والكل يصب في اتجاه تسريع هذه التسوية. والمطلوب من الليبيين الجلوس حول طاولة المفاوضات لأنه لن يحل مشكلتهم إلا هم وبعيدا عن التدخلات. وماذا عن القضية المركزية فلسطين؟ نحن في تونس نسعي لاعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية الأم في تونس لأنها همشت بفعل الأزمات والضغوط التي تتعرض لها القيادة الفلسطينية، لذلك الأولوية لقمة تونس هي إعادة الاعتبار للقضية ولن نساوم بالنسبة للقضية. التدخلات الخارجية كيف ستتم مواجهة التدخلات الخارجية في الشأن العربي؟ بطبيعة الحال نحن نرفض التدخلات في الشأن العربي، ونحن في تونس ننطلق في سياستنا الخارجية نحو رفض التدخل في شئون الدول الأخري. طبيعي أن كل دولة حتي بالنسبة للدول العربية لا ترغب بالتدخل في شأنها من قبل أي دولة وهذا مبدأ قائم في سياسات كل الدول.. بالعكس نحن نسعي دائما لتعزيز التعاون بين الدول العربية والأطراف الدولية من خلال العديد من المنتديات.. هذا هو الأساس بالنسبة لنا. ماذا عن التدخلات الإيرانية والتركية؟ اللجنة الرباعية ستجتمع قبل انعقاد اجتماعات وزراء الخارجية، وستصدر بيانا بهذا الخصوص، وهناك بند موجود دائما في اجتماع مجلس الجامعة والعديد من اللجان التي تجتمع بين الجانبين. كيف تري اجتماع المندوبين الذي عقد للتحضير للقمة؟ الاجتماع تحضيري لوزراء الخارجية العرب، به جوانب سياسية مطروحة نظر فيها المندوبون الدائمون ومشاريع القرارات لعرضها علي الوزراء، وهناك بند ما يستجد من أعمال ومن حق أي دولة أن تطرح أي موضوع يهمها. وستتم مناقشة قضايا فلسطين وتطورات الأوضاع في سوريا واليمن وليبيا ودعم لبنان والسودان والجولان السوري العربي المحتل الذي يحل بندا دائما. الصف العربي صيانة الأمن القومي العربي أحد الموضاعات المطروحة.. كيف سيتم في ظل تزايد التحديات؟ الأمين العام لديه ورقة يتطلع لطرحها في الاجتماعات، وصيانة الأمن القومي العربي تأتي بوحدة الصف العربي وتعزيز التضامن بين الدول العربية، فليس هناك أمن دون توحيد الصف العربي لمجابهة التحديات. ما أهم النقاط التي سيدور حولها البيان الختامي للقمة؟ لا يزال البيان الختامي لم تتم بلورته بعد وسيعكس القرارات الهامة التي ستخرج عن القمة. كيف تري العلاقات المصرية التونسية؟ علاقات متميزة ومؤخرا عقدنا اجتماع لجنة التشاور السياسي في وزارة الخارجية يوم 7 مارس علي هامش اجتماعات الجامعة العربية والاجتماع الثلاثي الخاص بليبيا، وكانت جلسة متميزة تم فيها استعراض الجوانب السياسية وملفات التعاون بالدرجة الأولي والتنسيق والتشاور بشأن القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وفي الجانب الاقتصادي هناك تطور كبير للميزان التجاري لصالح الجانب المصري، وسنسعي لعقد اللجنة العليا قبل نهاية شهر يونيو في تونس، وهناك تعاون في العديد من المجالات في الجوانب الشبابية والثقافية.