في الدول المتقدمة.. دائما ما تحظي دراسات وأبحاث استطلاع الرأي بكل التقدير والإهتمام. متخذو القرار في حكومات العالم المتحضر يعتبرون نتائج استطلاع رأي المواطنين بمثابة طاقة نور تهدي للقرارات الصائبة، حيث تعكس مؤشرات واتجاهات الرأي ما قد يكون غائبا عن صاحب القرار. أقول ذلك بمناسبة ما قرأته الاسبوع المنقضي من نتيجة الاستطلاع المتميز، الدقيق الذي أجراه مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام.. الاستطلاع رصد بصدق المشهد علي الساحة المصرية، ووضع خطوطا حمراء أسفل عدة نتائج لعل وعسي ان يلتفت اليها صاحب القرار!! الاستطلاع أكد أن نحو 6.07٪ من المشاركين في العينة بجميع المحافظات أعربوا عن شعورهم بالإنزعاج، والقلق، والخطر من انتشار الفوضي، والتدهور الأمني. الاستطلاع حذر من أن مؤشر القلق العام يرتفع يوما بعد يوم.. حيث كانت نسبة من أعرب عن قلقه من الغياب الأمني خلال أغسطس الماضي 7.85٪ فقط إرتفعت في الاستطلاع الأخير الي 6.07٪ أي بزيادة شريحة نسبتها تصل الي نحو 21٪!! الإستطلاع أشار الي أن القضايا الأكثر الحاحا في رأي الناس هي الاقتصاد ثم الأمن ثم جاءت بعد ذلك قضايا النظام السابق والفساد والخدمات والمرافق!! الإستطلاع في كلمة ونصف يعكس حرص الشعب علي إقتصاد الدولة وتوفير »لقمة العيش« الكريمة للمواطنين، وعلي نفس درجة الأهمية يأتي الأمن والأمان الذي يفتقده المواطن المصري الآن. الاستطلاع يحمل رسالة تحذير الحكومة فيما يتعلق بنشر الأمن والأمان للمواطنين خاصة وقد بدأنا مشوار الانتخابات البرلمانية.