لم يتبق غير اليوم وغد أمام المرشحين الراغبين في التقدم لخوض الانتخابات البرلمانية، سواء كمستقلين علي المقاعد الفردية، أو علي قوائم الاحزاب.. حيث من المقرر ان يغلق باب قبول أوراق المرشحين مساء الغد. ورغم ضيق المدة، مازال المشهد الانتخابي علي حاله الذي تحدثنا عنه من قبل، وتحدث عنه الكثيرون من المهتمين والمتابعين للشأن العام، في ضوء الاهتمام الكبير بأولي الخطوات الديمقراطية للسير علي طريق بناء وقيام المؤسسات والأعمدة الرئيسية في الدولة المصرية، والتي تبدأ بالانتخاب الحر والمباشر للبرلمان الممثل للسلطة التشريعية. ولعلنا ندرك جميعا الاهمية البالغة لهذه الانتخابات، ليس بوصفها أول انتخابات برلمانية بعد الثورة، فقط، ولكن ايضا لأنها ستسفر عن تكون البرلمان الملقي علي عاتقه مهمة تشكيل اللجنة المخولة بإعداد الدستور الجديد للبلاد، وهذه مهمة عظيمة يدرك أهميتها الجميع. ورغم هذه الاهمية، إلا أن المشهد مازال علي حاله الذي يشير إلي أن غالبية القوي السياسية، والاحزاب، والائتلافات، لا تزال لم تحسم أمرها بعد، ولا تزال تبحث في أمر القوائم وترتيب الاسماء المدرجة بها، وعددهم ومن سيكون في أول القائمة، ومن في الوسط، ومن في نهايتها أو ذيلها.. وذلك بالرغم من أنها كان أمامها شهور عدة للإنتهاء من ذلك. والأغرب من ذلك، والأكثر مدعاة للعجب، هو أننا مازلنا حتي الآن، نري ونسمع عن دخول بعض القوي السياسية، وبعض الاحزاب، في تحالفات جديدة مع بعضها البعض.. كما نسمع ونري ايضا خروج بعض هذه الاحزاب، وتلك القوي، من التحالفات التي كانت قد دخلت فيها.. وهو ما يدل علي حالة من عدم الاستقرار السياسي، وغيبة الرؤية الواضحة لديها. وكنا ومازلنا نأمل أن تختلف الصورة عما هي عليه حتي الآن، وان يكون هناك تواجدا فاعل ومؤثر للاحزاب والقوي والفاعليات السياسية علي الساحة، وبين الجماهير، وخاصة الاحزاب والقوي المعبرة عن روح مصر الجديدة، وآمال الشعب وطموحاته في دولة ديمقراطية حديثة، تقوم علي المواطنة والمساواة، والعدالة الاجتماعية، وحقوق الانسان، وتستند في أساسها إلي دولة القانون وكرامة وحرية كل المواطنين المصريين. وكنا ومازلنا نأمل ان يكون للقوي الشابة التي هي عماد وقاطرة المستقبل وجود أكثر تأثيرا وفاعلية، يترجم الي تواجد له وزن وثقل في البرلمان الجديد ،..، ولكن يبدو انه ليس كل ما يتمناه المرأ يدركه »ونواصل غدا إن شاء الله«