علي غير المعتاد لمدة 3 أيام متواصلة.. سيطر الهدوء التام علي شارع مجلس الوزراء حتي أمس من الوقفات الاحتجاجية وأصحاب المطالب الفئوية التي تحولت الي صداع مزمن برأس حكومة الثورة.. ولم يكسر صمت هذا الهدوء سوي بكاء الاطفال وأنين 9 أسر مضي علي افتراشهم لرصيف مجلس الوزراء ما يقرب من 84 يوما في اعتصام مفتوح في انتظار حلمهم بالحصول علي مأوي من أربعة جدران يحتمون بداخلها لتقيهم من النظرات التي تنال من عرضهم في بعض الاحيان بعد ان اصبح الشارع منزلهم الذي بلا جدران أو سقف.. ماجدة تاج الدين متولي احدي ضحايا قانون الايجار الجديد.. طردت وزوجها وأطفالهم الخمسة من مالك الشقة التي كانت تستأجرها بعد احداث الثورة بدافع الخوف من استحواذ المستأجرين البسطاء علي الشقق بالبلطجة والاكراه في غياب الأمن.. قالت ماجدة وقد تملكها اليأس أنها تعاني من ظروف اجتماعية قاسية فابنتها الكبري مخطوبة منذ سنوات وما يعوق إتمام زواجها هو ضيق اليد وعدم قدرتها علي تجهيزها وما زاد الامر سوءا أنها اضطرت الي منع اطفالها الثلاثة الي الذهاب للمدرسة واستكمال تعليمهم رغم انهم مازالوا في المرحلة الابتدائية.. واضاف انها حاولت استئجار شقة يتناسب مع دخلها زوجها الهزيل الا ان محاولاتهما فشلت.. حيث ان قيمة التأمين للايجار لم يستطيعا تدبيره.. الحال لم يختلف كثيرا مع أسرة أحمد يحيي علي.. حيث كان عنوانه القديم بمنطقة الهرم قبل طرده من الشقة وأسرته وأطفاله الثلاثة الذين لا يتعدي عمرهم 01 سنوات وأصبح عنوانه الجديد رصيف مجلس الوزراء.. فبكلمات تملأها الدموع ممتزجة بالحزن رددت الاسر ال9 عبارة تمنوا ان تصل لآذان المسئولين »لا نطمع سوي في شقة تأوينا«. ومن جهة أخري خيم الهدوء علي ميدان التحرير ومبني ماسبيرو وسط حالة من السيولة المرورية وانتشار رجال المرور بشوارع القاهرة بعد ان مرت جمعة أول أمس بدون مليونيات جديدة.. وكأن الشعب المصري أعطي لنفسه هدنة بعد الاحداث المتلاحقة التي اعقبت الثورة واضرت بمصالح الكثيرين في انتظار تحديد مصير البلاد بعد الانتخابات البرلمانية المرتقبة خلال الايام القادمة.