بقلم : فايز فرح هذا العنوان هو مثل إنجليزي معروف: لا تأكل نفسك »DONصT EAT YOUR SELF«. وقد يتعجب البعض ويسأل: هل يمكن للإنسان ان يأكل نفسه؟!. الواقع ان العلماء يقولون ذلك، ولأن الإنسان نفس وجسد فقد اهتم العلماء بنفس الإنسان وبجسده أيضا وبعد أن كان طبيب الجسد يهتم به فقط، وطبيب النفس يهتم بها فقط رأي الاثنان والعلماء أن يكون الاهتمام بالنفس والجسد معا، ومن هنا نشأ علم جديد هو علم »النفسجدي«، ولم يكن اهتمام العلماء بالاثنين مجرد محاولات للبحث بل بعد أن ثبت تأثير الأمراض النفسية في الجسد، وتأثير الأمراض الجسدية في النفس، وهذه واحدة من عظمة الخالق في أن يجعل الإنسان وحدة واحدة. يقول العلماء ان الانفعالات النفسية تؤدي إلي أمراض جسمية خطيرة فالحزن والحقد والكراهية والحسد والاكتئاب والغيرة وغيرها تزيد من إفراز المعدة لمادة حامض »الأيدرولوريك« التي تتسبب زيادتها في احداث أمراض خطيرة في الجسم أهمها قرحة المعدة، وعسر الهضم، والتهاب الاثني عشر، هذه واحدة، وكذلك تحدث هذه الانفعالات النفسية السيئة أمراضا أخري مثل: مرض السكر اللعين، أو مرض الضغط، وهي الأمراض التي -للأسف- منتشرة جدا في مصر. من هنا فالإنسان الذي يحقد ويغير بطريقة مرضية، أو يحسد، أو يلعن حياته دون سبب يمرض نفسه، وهو يأكل نفسه فعلا وينشط المادة القاتلة »الأيدرولوريك« علي الزيادة التي تأكل أمعاء معدته وتحرقها وهكذا يأكل الإنسان نفسه، ونحن نقول دائما عن الإنسان العصبي والمتوتر والحقود: انه يأكل نفسه.. والعملية بسيطة لكي ينجو كل إنسان بنفسه من هذه الأمراض القاتلة، حاول أن تنظر للحياة بمنظار جميل، لا تتوقع الشر والمصائب قبل وقوعها فهي يمكن ألا تأتي، افتح قلبك بالحب للناس جميعا، ولا تقل مع فيلسوف فرنسا: »جان بول سارتر« ان الآخرين هم الجحيم، بل ان الآخرين في الواقع هم الرحمة والامان والسعادة، هل يستطيع الإنسان ان يعيش وحده؟! ألم يقل العالم »أوجست كونت« مؤسس علم الاجتماع: ان الإنسان اجتماعي بطبعه؟ ولابد ان تعرف ان الآخر هو الأنا بالنسبة لنفسه وهو الآخر بالنسبة لك، وأنك الأنا بالنسبة لنفسك والآخر بالنسبة لغيرك. حاول ان تفتح قلبك للحب والتسامح والفرح حتي تعيش في وسط كله فرح وسعادة وبهجة وسرور، لا تقترب منك الأمراض بل تهرب لان المرض لا يأتي إلا للمعقدين الذين يصنعون من الحبة قبة، كن شخصية سوية لا تتأثر بسرعة بالانفعالات القاتلة بل مشيها بسرعة وأعبر فوقها لتستمتع بحياتك وتحل مشاكلها، من الطبيعي أننا نتقابل بمشاكل كثيرة بل مصائب أحيانا، لكن اعقلها وفكر في هدوء وعد إلي توازنك النفسي وشخصيتك السوية. وسبحان الله كما خلق مادة في الجسم يمكن ان تسبب لنا الأمراض اذا استخدمناها خطأ خلق مادة أخري تساعدنا علي السعادة والبهجة والسرور والهدوء وحب الجمال وهي مادة: »اندورفينات« وهي أفيونات طبيعية في المخ يفرزها جهاز المناعة عند الإنسان نتيجة كلمات الحب بين الزوجين أو بين الناس، هكذا كلمات الحب كالسحر والبلسم بالنسبة لكل إنسان. ونحن جميعا نحتاج اليها، وهي في نفس الوقت قريبة منا، كلمات الحب والشكر والاعتراف بالجميل وتشجيع الأبناء والطلبة والبنات علي حب الحياة، لذلك نقول: ان الكلمة الطيبة صدقة، وكم من كلمة طيبة أقامت إنسانا يقترب من الموت، وكم من كلمة قاسية مجرمة قتلت انسانا يتمتع بصحة جيدة.. انها الكلمة الطيبة التي لا تكلفك جهدا أو مالا، مجرد ان تنطقها بحب وبصدق. وإذ كان الخالق العظيم قد أنعم علينا بهذه المواد الكيماوية المفيدة والضارة فلماذا لا نستخدمها في محلها لنعيش معا أنا وأنت وهو والآخر والغريب وكل إنسان في سعادة نقضي سنوات عمرنا في سعادة وصحة نفسية وجسمية رائعة وبهجة تدفعنا لحب الحياة، فالله العظيم لم يخلقنا لنشقي ونتعذب بل لنسعد ونتهلل، المهم ان تعرف الطريقة ولا تأكل نفسك بل تغذيها بالحب والقيم الإنسانية الرائعة من حق وخير وجمال. وتعال نسمع بعض كلمات الشاعر الفيلسوف »إيليا أبوماضي« في رائعته: الغبطة فكرة: أيها الشاكي الليالي انما الغبطة فكرة أيها العابس لن تعطي علي التقطيب أجرة لا تكن مرا ولا تجعل حياة الغير مرة
