رغم فداحة ونذالة الجرم الذي حدث في حق الوطن مساء الأحد الماضي،..، ورغم حجم الحزن والألم الذي انتابنا جميعا من جراء ما وقع،..، وبالرغم من كافة المحاولات المتوالية، والمشبوهة لتعطيل المسيرة الديمقراطية في مصر،..، يتم اليوم فتح باب الترشيح، وتبدأ اللجنة العليا للانتخابات في تلقي أوراق الراغبين في خوض غمار السباق الانتخابي لمجلسي الشعب والشوري، وذلك ايذانا بالسير علي طريق استكمال الاجراءات لإعادة بناء السلطة التشريعية ومن بعدها تبدأ عملية إعداد الدستور والانتخابات الرئاسية، وتسليم السلطة إلي الإدارة المدنية المنتخبة في الدولة المصرية. وهذا شيء جيد، ورد ايجابي علي هذه الجريمة الآثمة، يؤكد اصرار المصريين علي استمرار التحرك الصحيح والواجب لقيام الدولة المدنية الحديثة علي أساس ديمقراطي سليم، رغم كل التحديات، وبالرغم من جميع المؤامرات الراغبة والساعية في الحيلولة دون ذلك. ومن الواضح لكل ذي عين وعقل ان هناك قوي لا تريد لمصر وشعبها استقرارا ولا أمنا، ولا سلاما، وانها تقف بالمرصاد والكراهية والتآمر ضد وجود دولة مصرية مدنية حديثة تقوم علي الديمقراطية والمواطنة وحقوق الانسان وتضمن الحرية والمساواة والكرامة والعدالة الاجتماعية للجميع،..، وأصبح من المؤكد ان هذه القوي بذلت طوال الشهور الماضية، ولا تزال تبذل حتي الآن غاية الجهد لاحباط ووقف المسيرة المصرية نحو الديمقراطية، ودولة القانون. وهذه القوي كانت ولا تزال تسعي بكل الخسة للوصول بنا إلي حالة من الفوضي العامة، والانفلات المجتمعي الشامل الذي يفرض علينا النكوص علي الأعقاب، والدخول في متاهات غيبة الوعي، وضبابية الرؤية، والرجوع إلي الخلف. وإذا كنا اليوم نطالب بالتطبيق الحازم والصارم للقانون، والعقاب الرادع والعاجل لكل يد اثمة شاركت بالتخطيط والتآمر أو الإعداد أو التنفيذ بالفعل المباشر للجريمة النكراء التي ارتكبت في حق الوطن واستهدفت الخراب والدمار لمقدرات الشعب،..، فإننا ننبه في ذات الوقت أن وحدة الأمة ووعي الشعب هما السبيل الصحيح لاحباط هذه المؤامرة، والنجاة بالوطن من هذه الهجمة الشرسة والخسيسة. وفي هذا الاطار، لابد أن نكون علي ثقة كاملة ويقين مؤكد أن كل من يسعي لإحداث شقاق بين الشعب وجيشه الباسل، في هذه اللحظات الفارقة، هو عدو لمصر لا يريد بها خيرا، وهو عدو لثورتها حتي لو ادعي غير ذلك. اللهم إني قد أبلغت.. اللهم فاشهد. محمد بركات [email protected]