في أكبر وأشرس معركة للدبابات عرفها العالم وسجلها التاريخ والتي دارت رحاها علي أرض سيناء الحبيبة يوم التاسع من أكتوبر عام 3791.. استشهد شقيقي النقيب محمود سعيد عبدالرازق والكثيرون من خيرة شباب مصر وزهورها زملائه أبطال القوات المسلحة الذين عبروا قناة السويس بعد تحطيم خط »بارليف« الذي وصفه الخبراء بأنه أقوي مانع عسكري بطول 071 كيلومتراً.. روي الأبطال بدمائهم الزكية أرض سيناء ليسطروا ملحمة عطاء وحب وانتصار أعادت لكل عربي كرامته وعزته وأعلنت للعالم أجمع أننا قادرون علي استعادة أراضينا وصنع المعجزة. ورغم مرور 83 عاما إلا إنني مازلت أتذكر كلمات شقيقي التي ودع بها الأسرة في آخر لقاء قبل ذهابه إلي ثكنته العسكرية بالمواقع الأمامية لجبهة القتال بالإسماعيلية.. ولم يكن وداعه لخطيبته التي كان يستعد للزفاف منها بعد شهور قليلة يختلف كثيرا عن وداع الأسرة فكأنه كان يعلم أن الله عز وجل سيختاره للفوز بالشهادة مع أحبائه وزملائه ليكونوا عند رب العزة أحياء يرزقون. بنفس روح أكتوبر العظيمة التي عبرت بها القوات المسلحة بمصر من الهزيمة إلي النصر ساند أبطالها ثورة الشعب يوم 52 يناير وكانوا الحصن الذي احتمي به المواطنون وعبروا من خلاله إلي النجاح الذي شهدت به دول العالم وقادتها. تحية حب وإعزاز وتقدير لقواتنا المسلحة وأبطالها في عيدهم الذي نحتفل به هذه الأيام.. وسلام في عليين لأرواح شهداء حرب أكتوبر المجيدة وثورة 52 يناير الذين أكرمنا الله بهم وجعلهم أوسمة فخر علي صدورنا.