وسط ضبابية بالمشهد الفنزويلي حيث أصبح للبلاد رئيسان تسعي المعارضة لمواصلة الضغط علي الرئيس المحاصر نيكولاس مادورو بعد إعلان المعارض ورئيس البرلمان »خوان جوايدو» رئيسا مؤقتا للبلاد وموافقة أمريكا وعدد من دول المنطقة في حين يضع مادورو ثقته في الجيش وروسيا ودول آخري داعمه له بينما دعت الأممالمتحدة إلي الحوار وحث الاتحاد الاوروبي علي إجراء انتخابات. وأكد الجيش دعمه الثابت لمادورو ورفضه إعلان جوايدو حيث قال وزير الدفاع الفنزويلي »فلاديمير بادرينو» علي »تويتر» أمس أن جنود الوطن لا يقبلون برئيس مفروض في ظل مصالح غامضة أو أعلن نفسه رئيسا بطريقة غير قانونية. وانتشرت سيارات الجيش المدرعة في العاصمة كاراكاس في حين أشارت اللجنة الدولية لحقوق الانسان إلي مقتل 16 شخصا خلال مظاهرات أمس الأول بالعاصمة. ودعا السكرتير العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريس إلي الحوار في فنزويلا لمنع تصعيد يمكن أن يؤدي إلي كارثة. وانقسم المجتمع الغربي بين مؤيد ومعارض لهذه الخطوة. فقد شجب الكرملين »اغتصاب السلطة» من جانب المعارضة معتبرا أنه بمثابة انتهاك للقانون الدولي. وحذرت وزارة الخارجية الروسية أمريكا من السيناريو الكارثي المتمثل بالتدخل العسكري لأن هذا الأمر ستكون له عواقب وخيمة. وأكدت الوزارة وقوف بلادها مع فنزويلا لحماية سيادتها وصون مبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخري. واعتبرت الوزارة التدخل الاجنبي طريق إلي حمام دم. واتخذت المكسيك موقفا مؤيدا لمادورو وأكد رئيسها اندريس مانويل دعمه للرئيس. واعربت كوبا عن دعمها الحازم لمادورو في مواجهة المحاولات الامبريالية لتشويه سمعة الثورة البوليفارية وزعزعة استقرارها. وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية ما وصفته ب »تدخل بعض الدول بالشئون الداخلية لفنزويلا». وأعلنت الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان أجري اتصالا هاتفيا مع مادورو اعرب فيه عن دعمه. في المقابل رفضت أمريكا قرار مادورو بقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قائلة إنها ستواصل العلاقات مع حكومة الرئيس المؤقت »جوايدو». وأشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشجاعة مئات الآلاف من الفنزويليين الذين يتظاهرون من أجل حريتهم في مواجهة الانتخاب غير الشرعي لمادورو مؤكدا أن أوروبا تدعم إعادة الديمقراطية للبلد. ودعا الاتحاد الاوروبي إلي الإنصات »لصوت» الشعب مطالبا بإجراء انتخابات حرة. واعتبرت مفوضة الشئون الخارجية في الاتحاد فيديريكا موجيرني أن العنف ولجوء قوات الأمن إلي القوة المفرطة غير مقبول تماما ولا يحل الأزمة. وطالب رئيس المجلس الاوروبي »دونالد تاسك» أوروبا أن تتحد في دعم القوي الديمقراطية في فنزويلا. وأشارت اسبانيا إلي أن تنظيم انتخابات جديدة هو المخرج الوحيد لفنزويلا. وأعلن نائب الرئيس البرازيلي هاميلتون موراو أن بلاده تدعم جوايدو غير أنه استبعد مشاركة البرازيل في أي تدخل عسكري لإطاحة بمادورو.