تأتي ذكري »نصر اكتوبر 3791« هذا العام لتواكب حدثا استثنائيا في تاريخ مصر وهي الذكري الغالية التي حررت مصر جزءا عزيزا علي الوطن »سيناء« وطرد العدو الصهيوني وتلقينه دروسا في فن القتال والتكتيك العسكري، وتحقق ذلك بفعل الإرادة والتحدي والإصرار والفداء لأبطال مصر العظماء الذين أثبتوا للعالم كله قدرة المقاتلين المصريين الأفذاذ الذين تحدوا غطرسة العدو الصهيوني الذي دأب علي العدوان وأغتصاب الأراضي والذي يقبع علي أرض الفلسطينيين منذ أكثر من ستين عاما، هذه المناسبة العطرة الرائعة نستدعي من خلالها ذكريات وطنية جليلة تسري في عروقنا دون توقف نستدعي قصص شباب مصر الفذ الذي لقن العدو دروسا قاسية خلال حرب الاستنزاف ما بعد 7691 وحتي عبور 3791، شباب مصر المقاتل الذي حمل علي عاتقه مسئولية التحرير فكان التدريب العلمي الشاق علي جميع أنواع الأسلحة الحديثة واستيعابها في فترة زمنية قليلة واستخدامها بكفاءة عالية واستطاع أن يقف بالند أمام العدو الصهيوني بل وتفوق عليه بجدارة، نستدعي من الذاكرة أبطال السلاح الجوي خلال السنوات قبل العبور في المسح الجوي المستمر علي خط بارليف وفي عمق سيناء لتحديد الأهداف بدقة بالغة لإعداد خطط متتابعة ومتوالية لأبطال سلاح المهندسين والاستطلاع والقوات الخاصة التي عبرت قناة السويس آلاف المرات لتدك حصون العدو خلف خط بارليف وفي عمق سيناء بتكتيك عسكري محكم وتنفيذ شجاع وجسور مما أربك العدو خلال سنوات حرب الاستنزاف، نستدعي من الذاكرة أبطال سلاح المهندسين الذي كان يتقدم القوات الخاصة في الهجوم علي مواقع العدو ويفتح ثغرات لهجوم الأبطال هذا السلاح الذي يمتلك من الخبرة والكفاءة والشجاعة التي تؤهله الي الوصول لقلب مواقع العدو، ولم نتجاهل أبطال الضفادع البشرية الذين يتولون كيفية تنفيذ تكتيك عبور قوارب الأبطال من الشاطئ الغربي لقناة السويس وحتي الشاطئ الشرقي للقناة، ذهابا وعودة بعد إتمام المهمة القتالية بنجاح، وفي هذا الصدد لا يمكن أن يغيب عنا ابطال الدفاع الجوي والمدفعية الثقيلة ومدفعية الهاون وقوات المشاة في حماية القوات الخاصة اثناء عملياته القتالية في عمق سيناء وحمايتها أثناء القتال والعودة الي مواقعهم بنجاح ساحق، وكان للقيادات العسكرية في كل المواقع والمستويات علي درجة كبيرة من التفوق والكفاءة في رسم الخطط واختبار الزمن المناسب والمفاجئ للعدو، ذكريات أرويها كشاهد عيان تحتاج الي مجلدات وأفلام تحكي للأجيال روائع الجهاد في سبيل عودة الأرض والحق للوطن، أهمل النظام السابق الذي حكم البلاد توثيق هذه الحرب الفاصلة التي انتصرت فيها مصر وأذهلت العالم كله بعبور جيش مصر العظيم في عز الظهر واقتحام خط بارليف وتدميره.. الذي كان يعد من أقوي الحصون العسكرية في تاريخ الحروب، ولكن بإرادة وكفاءة ووطنية المقاتل المصري استطاع تحقيق المستحيل وبعبقرية فذة وتم رفع علم مصر علي سيناء وارتفعت رايته في السماء رافعة معه روح كل المصريين بعزة وكرامة وفخار، ولم يتحقق ذلك بسهولة ولكن بالقتال الشرس والفداء من أجل مصر، وارتوت أرض سيناء بدماء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن تحيا مصر مستقلة كريمة عزيزة في قلوب شعبها المناضل، فتحية لشهداء حرب الاستنزاف وحرب اكتوبر 3791.. الشهداء الذين حفروا في قلوب المصريين أعز وأعظم نصر في تاريخ مصر الحديث.