كانت الحفاوة الكبيرة لجريدتنا " الاخبار " بذكري وفاة الزعيم جمال عبد الناصر واصدار ملحق خاص بهذه المناسبة لفتة جميلة وذكية لذكري رجل بمعني الكلمة احب الناس وخاصة الفقراء فظلوا علي ذكري وفاته محافظين. تلك الوفاة التي اختطفت منهم الرجل الذي احبهم فاحبوه ولم ينسوه يوما وبالذات خلال ثورة 25 يناير التي طالبت بالعدالة الاجتماعية التي فقدها المصريون مع فقدهم لناصر فرفعت الجماهير صوره في ميدان التحرير تعبيرا رمزيا لزعيم رفع كرامة الوطن والمواطن عاليا. ولاينسي اباؤنا شعاره الشهير بعد ثورة 52 " ارفع رأسك يا أخي فقد مضي عهد الاستعباد" فظلت رءوس المصريين مرفوعة عالية حتي جاء في سنوات سوداء من يطيح بها فاطاحت به الناس وبرموز حكمة خلف القضبان. قد لا يكون من الحكمة استنساخ عبد الناصر اخر وارتداء قميصه فهو وهم لان التجربة التاريخية لاتتكرر بكل تفاصيلها ولايمكن الحديث عن ناصرية جديدة لانها ستكون مرتبطة بشخص ناصر الغائب ، ولكن يمكن الاستضاءة بفكر ناصر في زمن تتمزق فيه اوصال الامة العربية ، ويشتاق المواطن العربي لاستعادة كرامته وحقه في العيش الكريم مرفوع الرأس يستمتع بخيرات بلاده تحت ظلال حرية سياسية للجميع لاتستبعد اتجاها وطنيا يعمل لمصلحة الوطن . اما ناصر فسوف يبقي في ذاكرة المصريين والعرب رمزا يرفعونه كلما حرموا من العدل وكانوا علي شفا ثورة جياع.