• منذ بداية السبعينات، انتشرت بقوة فكرة مشاركة أندية الشركات في الدوري الممتاز، لتحقق طفرة كبيرة في مستوي كرة القدم في ذلك الوقت وتزيد من المنافسة القوية، حيث استغل وقتها أصحاب المصانع والشركات المحلية فكرة التجمع الكبير للعمالة المصرية خلال فترات العمل وتواجد الخبراء الأجانب في تلك الفترة لنقل خبراتهم للعمالة المصرية وقت أن كان الاقتصاد المصري يعتمد علي فكرة التصنيع المحلي.. وبدأت تلك المصانع والشركات في ممارسة لعبة كرة القدم مع هؤلاء الخبراء كنوع من أنواع الترفيه، حتي انتهي الأمر إلي إنشاء أندية لتلك الشركات أمثال غزل المحلة والمقاولون العرب وغيرهما الكثير، ليشاركوا في مسابقة الدوري الممتاز لكرة القدم، بل ونجحوا في أن يحققوا طفرة كبيرة وقتها في الكرة المصرية وحصل بعض تلك الأندية علي بطولة الدوري وتألقوا في كأس مصر وحققوا وفرة في عدد اللاعبين، واستغلت بعض الشركات فريق الكرة الخاص به، للترويج لأعمالها في الدول الخارجية وخاصة الإفريقية، وكان من بين تلك الشركات شركة المقاولون العرب التي نجحت في الحصول علي أعمال حفر وبناء في الدول الإفريقية بسبب شهرة فريقها الكروي، ومع هذا الأمر كانت تلك الفرق تحصل علي البطولات وتنافس بقوة، وتخرج أجيالا من اللاعبين المميزين للمنتخبات. ومع بداية الألفية الجديدة انتشرت ظاهرة أندية الشركات بقوة من جديد وظهرت لنا أندية البترول والشرطة وغيرها الكثير من الأندية غير الجماهيرية، لكنها لم تترك البصمة الواضحة أو الحقيقية لها في الدوري أو المنتخب رغم صرف رؤساء مجالس تلك الشركات الكثير من الملايين علي هذا النشاط، وأصبح كل هم تلك الأندية هو الاستمرار في التواجد بمسابقة الدوري دون أي هدف حقيقي واضح، رغم أن ذلك يؤثر بقوة علي تواجد أندية جماهيرية كبيرة في الدوري، وربما كشفت التجربة الأخيرة لنادي بيراميدز الكثير من عورات أندية الشركات، فهذا النادي حديث العهد في الدوري الممتاز نجح في السنة الأولي له بأن يحظي بمتابعة جميع مشجعي الكرة المصرية، بفضل شرائه لنجوم كبار ولاعبين مهاريين، وتقديمه لكرة رائعة خلال المباريات، بل ومنافسته بقوة لقطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك ودخوله في المربع الذهبي لمسابقة الدوري، وربما هو أساس الدور المطلوب من أندية الشركات، من أجل أن تقوي بطولة الدوري وأيضا تقديم لاعبين جدد للمنتخبات الوطنية، وهو ما حدث في شهور بسيطة، علي عكس أندية الشركات التي من المفترض أنها صعدت للدوري بسبب قدرتها المالية عن الأندية الجماهيرية، لكنها لم تستطع رغم مرور الكثير من السنوات علي تقديم المطلوب منها، وإفادة الكرة المصرية، بل أصبح همها الأول هو فقط الاستمرار في الدوري الممتاز.. وأري أن تجربة بيراميدز حديثة العهد في الدوري المصري استطاعت وبسهولة أن تحقق الحراك المطلوب في الكرة المصرية، وأعطت أندية الشركات »كتف قانوني» وكشفت تقاعصهم عن أداء مهمتهم المطلوبة منهم.. فكان السؤال الصعب عليهم هو »ماذا تريد أندية الشركات من الدوري المصري»؟!.