وما الدنيا إلا مسرح كبير، علي رأي يوسف وهبي بك، الحياة بكل ما فيها دراما مسرحية متقلبة وغير مستقرة، تجمع بين الفكاهة والميلودراما، الناس جميعا أبطال وكومبارس علي خشبة مسرح الحياة، الكل يؤدي دوره حسبما هو مكتوب له، قليل من الفكاهة وكثير من الألم، حتي أن موروثنا الثقافي علمنا عندما نضحك لابد أن نقول ونحن نمسح دموع الفرح » اللهم أجعله خيرا، وهكذا تمضي بنا دراما الحياة التي نجسدها علي مسرح كبير اسمه الدنيا، يستمر من يستمر حتي النهاية، وينزل من علي خشبة المسرح من أنتهي دوره قبل الآخر، لكن الكل ينزل في نهاية العرض مع أسدال الستار وينصرف الجمهور،ويوم الأحد الماضي نزل عن خشبة مسرح الحياة فنان ومنتج ومدير فرقة يندر أن يتكرر، وقبل كل هذا إنسان جميل الخلق والأخلاق. غادر خشبة مسرح الدنيا الصديق الفنان أحمد السيد مدير عام فرقة المسرح الكوميدي الذي تولي من قبل رئاسة فرقة مسرح الطليعة فأثبت في كل منهما جدارته الإدارية وفهمه ووعيه في اختيار النصوص التي تنتج في كل من الفرقتين برغم اختلافهما في الهوية والتوجه. رحل أحمد السيد بعد معاناة مع المرض لزم خلاله المستشفي لفترة ليست بقصيرة، كان لدي الجميع قناعة بأنه سوف يقهر المرض ويعود لينتج ويدير ويضحك ويشعر بالوجع الذي كان يعاوده بين حين وحين، لكن إرادة الله أنزلته من علي خشبة مسرح الدنيا ليترك وجعا كبيرا في نفوس من اقتربوا منه وعرفوه جيدا كفنان وإنسان عرف بأنه » جدع وشهم وابن بلد » استحق انه يطلق عليه الجميع لقب » العترة »، لقد أدي أحمد السيد دوره المرسوم له في مسرح الدنيا. الدكتورة الفنانة إيناس عبد الدايم نعته في بيان وصفته بأحد شباب الفنانين المبدعين الذي قدم العديد من الأعمال المتميزة، صفحات موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك تحولت لسرادق نعي وعزاء من رؤساء قطاعات الإنتاج بالوزارة، ومديري الفرق والمسارح، وكبار وصغار النجوم، ورؤساء النقابات الفنية، وعدد كبير من النقاد والاعلاميين الذين أمنوا بأنه المنتج الجيد، والفنان والإداري المتميز، الدارس الفاهم الواعي بكيفية اختيار النص وكيفية توفير آليات النجاح له، ربنا يرحمه ويسكنه فسيح جناته.