لا شك أن وادي دجلة نجح خلال المواسم الأخيرة في الاعتماد وبقوة علي الناشئين في فريقه الأول، بدلا من أن يعتمد سياسة الشراء للاعبين، وهو الأمر الذي جعله يتألق ويبيع مهاجمه الشاب محمد محمود للأهلي مقابل 16 مليون جنيه وصفقة تبادلية بضم أحمد بيكهام مدافع الأهلي الناشئ، لتذهب الأنظار إلي الفكر الجديد الذي يتبعه وادي دجلة بالاعتماد علي الناشئين حتي بدأ في حصد ثمارها، وهو ما أكد عليه حازم خيرت المشرف العام علي فريق الكرة، بأن وادي دجلة يراعي المصداقية ويطبق شعاره »مجتمع الأبطال» كاشفا التفاصيل وكواليس الاتفاق مع الأهلي في هذا الحوار: في البداية كيف جاءت صفقة انتقال محمد محمود للأهلي؟ - تحدث مسئولو الأهلي معنا منذ فترة بشأن شراء مهاجم الفريق، ودارت المفاوضات بيننا، حتي انتهت ببيع اللاعب مقابل 16 مليون جنيه بالإضافة لضم أحمد بيكهام مدافع الأهلي، الذي تكلفت صفقته ما يقرب من خمسة ملايين جنيه. معني ذلك أن صفقة محمد محمود تكلفت 11 مليونا فقط ؟ - ليس بالشكل الظاهر، حيث إننا في وادي دجلة نعتمد علي الفكر التسويقي الحديث في عمليات البيع والشراء، فليس النجاح في أن تقوم ببيع اللاعب برقم كبير ظاهريا، ولكن النجاح في الحصول علي »بونص» أو مزايا في عملية البيع بحيث تظهر وكأن سعر اللاعب صغيرا لكن مع استمرار نجاحه مع فريقه الجديد، يجلب لك الكثير من الأموال، وهو ما حدث في تلك الصفقة. وهل كانت هناك فوائد مؤجلة أو علاوات في تلك الصفقة ؟ - بالطبع، فقيمة ال 16 مليون جنيه شملت شراء أحمد بيكهام، بالإضافة إلي وضع شرط في العقد يتيح لوادي دجلة الحصول علي 20% من قيمة إعادة بيعه، بالإضافة إلي الحصول علي خمسة ملايين جنيه في حالة مشاركته مع الفريق لمدة 20 مباراة، والحصول علي خمسة ملايين جنيه مرة أخري في حالة تكرار هذا الأمر طوال مدة العقد، وهي الطريقة الحديثة التي يتبعها وادي دجلة في تسويق لاعبيه، فأي إنجاز يحققه اللاعب مع فريقه الجديد يستفاد منه ناديه الأصلي، فالعالم يتطور ونحن مازلنا نقف في مكاننا. ما هي طريقة لعب وادي دجلة الجديدة؟ - النادي اعتمد طريقة اللعب الحديثة التي يلعب بها علي سبيل المثال جوارديولا مع فريق مانشستر سيتي وفرق ارسنال وتشيلسي، وبعض الفرق في الدوري الإيطالي، وهي طريقة مستحدثة تعتمد علي الهجوم بقوة والاستحواذ وبداية الهجمة من الخلف بداية من حارس المرمي الذي يعتبره المدرب لاعبا داخل الفريق وليس حارس مرمي فقط، وهذا هو الجديد في كرة القدم، وهو ما اتبعه وادي دجلة من أجل أن يكون لديه هوية خاصة به. وهل اليوناني تاكيس جونياس المدرب الجديد يعتمد تلك الخطة ؟ - بالطبع نعم.. فقمنا باختياره بعد البحث عن مواصفات مدرب يستطيع اللعب بهذه الطريقة، وليس اختيارا عشوائيا، فالنادي الآن يعتمد خطة وطريقة لعب موحدة لجميع فرقه بداية من فريق 12 سنة ناشئين وحتي الفريق الأول، وذلك حتي تسهل عملية تصعيد أي لاعب للفريق الأعلي من فريقه بسهولة دون أن يمر بمرحلة عناء بسبب تعرفه علي طريقة لعب فريقه الجديد. وهل من الأفضل شراء لاعبين خبرة مع بداية الموسم أم ناشئين؟. - ليس صحيح أن أشتري 15 لاعبا كل موسم من أجل البقاء في الدوري، فخطة النادي الجديدة هي أن يكون خلال الثلاث سنوات القادمة كل لاعبي الفريق الأول من أبنائه، حتي نستطيع أن نساعد في بناء أجيال جديدة للكرة المصرية. وهل يحصل النادي علي لاعبين ناشئين من خلال الاختبارات السنوية ؟ - بالطبع نعم.. فنحن نقوم باختبارات للاعبين الأعضاء أولا وإجراء تصفية فيما بينهم، بالإضافة إلي اختبار اللاعبين من خارج النادي، ولكننا نفضل أصحاب السن الصغيرة، وقد اختبارنا الموسم الحالي ما يقرب من 40 ألف ناشئ، لكن دائما نعطي الأفضلية لأبناء النادي لأن لدينا قناعة كبيرة بأن تدريب الناشئين بطريقة صحيحة هو الأساس في بناء أجيال جديدة، وليس بكثرة عدد اللاعبين، فمنتخب نيوزيلاندا نجح في التأهل لكأس العالم الماضي بروسيا وقدموا مباريات جيدة، رغم أن تعدادهم السكاني لا يتعدي ال 300 ألف نسمة، إذا لماذا أنا لا أبدأ باختبارات أبناء النادي أولا. لكن لماذا إذا لم يحقق الفريق مركزا متقدما في الدوري، بل إنه يصارع للبقاء؟ - كان ينقصنا الاستقرار علي هوية أو طريقة اللعب التي نلعب بها في جميع الفرق، كما أننا واجهنا بعض الظروف الصعبة في البداية، أهمها أن الكرة في مصر لم تكن مستقرة، خاصة بعد فترة إلغاء الدوري والظروف التي مرت بها مصر عام 2011 ومجزرة بورسعيد، وهذا الأمر عطل المشروع لفترة طويلة. وما الهدف من هذا التطوير؟ - الهدف الأساسي هو تحقيق المكسب، بعد أن أصبحت كرة القدم صناعة كبيرة، ففي أوروبا لا تستطيع أن تبدأ المشاركة في الدوري قبل أن يكون لديك ميزانية مستقلة معروفة ومحددة مستقبلا، ويكون لديك تصور في كيفية التصرف فيها والحصول علي موارد منها، فلا يوجد بند السلف أو أن تبدأ وأنت مديون، أو انتظار الصدفة، وإلا ستكون مديونا قبل أن تبدأ، فكل فريق يضع في ميزانيته حقوق البث وبيع اللاعبين وعقود الرعاية بالفريق قبل بداية الموسم. وهل حقق فريقك أرباحا العام الماضي؟ - بالطبع نعم وقد فاقت الأرباح ما يزيد عن 30 مليون جنيه، بل بالعكس علي الجانب الفني، مدت فرق النادي المنتخبات الوطنية المختلفة بعدد كبير من اللاعبين، فضم المنتخب الأوليمبي ما يقرب من 3 إلي 5 لاعبين، ولاعب في المنتخب الأول وأربعة في منتخب الشباب. ولماذا لا يستمر اللاعبون المميزون في دجلة من أجل تحقيق البطولات ؟ - اللاعب عندما يصل لأعلي مستوياته داخل الفريق، فيكون من الصعب الإبقاء عليه، خاصة إذا جاء له عرض من أندية القمة مثل الأهلي والزمالك أو يأتي له عرض احترافي، ووقتها يجب ألا أجعله يستمر داخل الفريق، وأقوم ببيعه علي الفور في حالة أن سعر بيعه سيكون مناسبا، وكل ذلك من أجل أن تدور عجلة الاستثمار. وهل يضع النادي خطة لشراء اللاعبين الجدد ؟ - لا نقوم بشراء لاعبين إلا في السن العمري الصغيرة، فسياستنا ألا نقوم بشراء لاعب لديه 25 عاما، وأن أقصي سن للاعب لشرائه هو 21 أو 22 عاما، حتي أستطيع أن استثمر فيه، وهذا العمر أقوم بشرائه سواء من داخل مصر أو لاعب محترف.