انهالت الضغوط الامريكية، والتهديدات الإسرائيلية، والتراجعات الاوروبية علي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال الايام الماضية وتصاعدت خلال الساعات الاخيرة في محاولة عنيفة لاثنائه عن قراره بالتقدم لمجلس الامن بطلب قبول فلسطين عضوا كامل العضوية في الأممالمتحدة، وهو ما يعني الكثير للشعب الفلسطيني ويغير من واقع حالهم إلي واقع مختلف. واقع القضية الفلسطينية الآن في نظر ومفهوم القانون الدولي، انها قضية احتلال اسرائيلي لاراض متنازع عليها، حيث انه لم يكن هناك وجود قبل الاحتلال وأيام الانتداب البريطاني لدولة فلسطين، ولكن هناك شعبا فلسطينيا،...، وفي حالة اعتراف المجتمع الدولي بدولة فلسطين وقبولها كعضو كامل العضوية في المنظمة الدولية، فان القضية الفلسطينية تنتقل الي قضية احتلال اسرائيلي لاراضي دولة معترف بها، وعضو بالامم المتحدة، وهو ما يلزم المجتمع الدولي بالسعي العاجل لانهاء هذا الوضع الجائر، وتحقيق استقلال دولة فلسطين وهو ما يسعي إليه أبومازن. وفي اطار الضغوط الأمريكية التقي أوباما بمحمود عباس الاربعاء الماضي ومارس عليه ضغطا شديدا خلال اللقاء الذي استمر 54 دقيقة هكذا قال الامريكان. اما الفلسطينيون فقد اكدوا ان ابومازن لم يخضع للضغط ولايزال علي قراره بالتقدم بالطلب الفلسطيني الي مجلس الأمن. وفي ذات الوقت واستمرارا لنفس النهج مارست الولاياتالمتحدة الضغط علي جميع الدول الاعضاء بمجلس الامن، لاجبارهم علي عدم تأييد المطلب الفلسطيني، وذلك حتي لا تضطر لاستخدام الفيتو وتظهر في صورة المعارض لتحرر الشعوب واستقلالها، ويبدو انها نجحت في ذلك المسعي نسبيا خاصة بعد ان بدأت بعض الدول الاوروبية في التراجع عن موقفها المؤيد للفلسطينيين. وعلي الجانب الآخر أمسكت فرنسا بالعصا من المنتصف وتقدمت علي لسان الرئيس ساركوزي بمبادرة وعرض يضمن اعطاء الفلسطينيين وضع الدولة المراقب في الأممالمتحدة، بدلا من الدولة كاملة العضوية، علي أن يتم التفاوض المباشر بين الفلسطينيين والاسرائيليين لمدة عام ينتهي باتفاقية سلام واعلان دولة فلسطينية مستقلة،...، وذلك للخروج من المأزق الحالي، خاصة وان ساركوزي أكد ان استخدام الفيتو ضد المطلب الفلسطيني سيكون بداية لموجة عنف وعدم استقرار شديدة في الشرق الأوسط والعالم. أما التهديدات الاسرائيلية فهي مستمرة وتتوعد أبومازن والفلسطينيين بالعقاب، وبالويل والثبور وعظائم الامور ان هم استمروا في مسعاهم ولم يتراجع محمود عباس عن مطلبه. والسؤال الآن: هل يستمر الرئيس الفلسطيني في مسعاه؟ هذا ما سيظهر خلال الساعات القادمة.