هل كل من ارتبط اسمه بثورة يناير يهوي التلميع الاعلامي..ربما .. فقد لاحظت -ويسعدني ان اكون مخطئا- أن التلميع الاعلامي »لهواة يناير« بدأ من ميادين الثورة خاصة ميدان التحرير.. فقد حرص العديد من مثقفي ومتحدثي ومحتكري ثورة يناير علي الظهور اثناء ثورة الشباب داخل ميادين مصر المختلفة وتثبيت صورتهم الجهادية في الاذهان عبر كل الوسائل المتاحة والممكنة ! ولم ينسوا استخدام الوسائط الحديثة في تلميعهم مرورا بالتويتر والفيس بوك ورسائل »الاس ام اس« والفضائيات المتاحة والمشفرة كل ذلك وسط المعارك.. وقد تم التربيط بين مثقفي ومتحدثي الثورة واصدقائهم في الفضائيات اياها لنقل صورتهم من داخل الميادين واحيانا مصاحبا بالصوت وهم يتحدثون من داخل المعمعة مجاهدين شارحين ابعاد الموقف المتوتر ورؤيتهم المستقبلية.. ولم ينسوا أخذ بوزات أمام الكاميرا تشي بأنهم يعوون تماما اين تقف الثورة..! وقامت العديد من التيارات من رقدتها الأخيرة وكأنهم جاءوا من عصور ما قبل الوسطي ولم ينسوا نصيبهم من الثورة التلميعية.. وافتي كبراؤهم في تحليل حياة الثورة ودفاعهم عنها وتحملهم الأذي في سبيلها.. واظن انهم يدفعون الحياة والثورة نفسها خطوات متسرعة نحو التخلف وماقبل التاريخ.. وادعوا أنهم حموا الثورة ولولاهم لكان الثوار نزلاء مشرحة زينهم والمشارح القريبة وفي افضل الحالات مستشفيات العجز الكلي. وحين هدأ قليلا صوت الميدان برز من لم نسمع عنهم الا قليلا وتولوا مناصب قيادية بالوزارة.. وليس من المفارقات الا نري شباب الثورة في اية مناصب أو حتي وظائف جديدة.. ولم نندهش من السادة المتحدثين عن الثورة دوما معايرين العالم بقوة ثورتنا وبأنها معجزة حقيقية حيث ليس لها رأس .. ولايدرون جماعة المتحدثين عن الثورة ان عدم وجود رأس للثورة نقيصة لاتغتفر حيث لايوجد من يتحدث باسمها اللهم الا أصحاب التلميع الاعلامي..ومن نكد الدنيا أن يتولي القيادة من ليس عنده ثأر مع النظام السابق ولم نسمع منه ولو تبرأ من مبارك والذين معه.! المهم اعتلي رئيس الوزراء سدة الوزارة من ميدان التحرير ومازال يحلم بالشو الاعلامي وبدأ حملة تلميعه من حفل عشاء عائلي بأحد محلات الفول والطعمية وتناقلت الصحف ماحدث كأنه نهج جديد لرئيس وزراء من الشعب..وتساءلنا من ابلغ الصحافة بوجود حفل الفول والطعمية العائلي ولم يجب علينا احد.. ثم باستدعائه سيارة أسعاف علي عجل لأحد المصابين في الطريق.. ولاندري بالطبع هل كان المصورون والسادة الصحفيون في انتظاره حتي يلتقطوا مشاهد له.! وحرص السادة المحافظون علي التلميع الاعلامي واستخدام السادة الاعلاميين بوق دعاية لتلميعهم وعلي عجل منذ البداية حين تولي السيد المحافظ وبلا سبب معلن لتوليه امور محافظته جمع القاصي والداني ووعد بتشغيل الشباب وتسكينهم وتزويجهم إن امكن ذلك.. وبتلميعة اعلامية- أتعشم ان يكون قد ندم عليها- اعطي متسلق السفارة في العمارة شقة ووظيفة وتصدرت صوره وسائل الاعلام مع المتسلق.. ثم يأتينا بتلميعة اخري بعقد صلح بين اسرتين ثم بإغلاق دار رعاية للايتام..ومحافظ اخر تفرغ لحفلات الزفاف والمساهمة مع احد الاحزاب في توزيع سلع معمرة علي شباب المتزوجين..! والصور التلميعية لا تنتهي للمحافظين لكنها توحي بأننا أما »شيخ عرب« تفرغ للصلح وتزويج افراد القبيلة وليس محافظا بالمعني الثوري الحديث.. ولا ادري لماذا لاندخل السادة المحافظين دورات نشرح لهم مهام المحافظ بدلا من تبديده في التلميع الاعلامي..! لا أظن استحقاقات الثورة ومهامها العاجلة يمكن ان تتم عبر التلميع الاعلامي للأفراد وانما بالتفرغ التام للثورة وتوجهاتها.. وما تعوزه الثورة يحرم علي الجامع.