كل المؤشرات تدل علي ان انتخابات الرئاسة الفرنسية ستكون حقا انتخابات ساخنة وصاخبة ومثيرة للجدل، وخصوصا مع تزايد تصفية الحسابات داخل اليمين الفرنسي قبل 8 أشهر فقط من الانتخابات .فبعد سلسلة الفضائح التي مست عدداً من ابرز المرشحين للرئاسة ولوثت سمعتهم، وعلي الاخص ساركوزي الذي ناله نصيب الاسد من الفضائح مثل تمويل غير قانوني لحملته الانتخابية من اغني امرأة في پاريس ليليان بيتنكور في 7002 والتجسس علي موبايلات صحفيين في لوموند - والتي تم نشرها في مقال في »كشف المستور« يوم الثلاثاء الماضي - تجددت مرة اخري فضيحة العلاقة الخاصة بين ساركوزي ووزيرة الرياضة الفرنسية وخيانة كارلا بروني له مع مغن فرنسي. إلا ان ام الفضائح تفجرت قبل ايام وهي الاسوأ. ساركوزي متهم مع سياسيين فرنسيين اخرين بتلقي حقائب بها اموال سائلة تقدر بعشرات الملايين من الدولارات من اربع رؤساء افارقة لتمويل حملته الرئاسية في 7002. كان ميشيل دي بونكورس المستشار السابق في الشئون الافريقية في الرئاسة الفرنسية قد كشف ان ساركوزي تلقي حقيبة مليئة بالاموال من رؤساء الكونغو والجابون لتمويل حملته الانتخابية للرئاسة في 7002 سلمها له روبير بورچي مستشار ساركوزي المعروف برجل افريقيا لصلاته الوثيقة بزعماء افارقة، وهو محام فرنسي عمل كوسيط بين فرنسا وافريقيا، وقد رآه دي بونكورس بورچي يضعها تحت قدمي ساركوزي وكان - وقتها - وزيرا للداخلية، ويستعد لخوض انتخابات الرئاسة .الاتهامات بتلقي ساركوزي لاموال من بورچي جاءت ايضا في كتاب عن فساد رجال السياسة الفرنسية بعنوان »جمهورية الحقائب«، صدر قبل ايام قليلة لپيير پيان. وقد نفي ساركوزي ومساعدوه هذه الاتهامات، وان بورچي كان مستشارا لساركوزي الا ان برقية من السفارة الامريكية في پاريس كشفت ان بورچي كان مستشارا لساركوزي وصديقا مقربا له. وتقول لوموند ان بورچي ابعد في 9002 عندما ايد ترشيح علي ابن عمر بونجو للرئاسة مؤكدا انه يتحدث باسم ساركوزي. وبينما حاول بورچي التستر علي ساركوزي إلا انه كشف في حديث لچورنال دي فرانس انه سلم شيراك ودومينيك دي ڤيلپان ما يساوي 20 مليون دولار امريكي من 5 رؤساء افارقة من 1997حتي 2005 مساهمة في تمويل انتخابات الرئاسة لشيراك في 2002 عندما كان شيراك عمدة پاريس. الاموال كانت في حقائب رياضية وقدمها رؤساء بوركينا فاسو، الكونغو، الجابون ساحل العاج والسنغال. هذه الفضائح ألقت الضوء علي روابط فرنسا التاريخية بالحكام الافارقة المستبدين الذين نهبوا ثروات بلادهم وقدموا اموالا طائلة للسياسيين الفرنسيين مقابل ان يغمضوا عيونهم عن نظمهم القمعية. برنارهودين مستشار لوران جباجبو رئيس ساحل العاج السابق قال معلقا علي هذه الفضائح انها ممارسات تاريخية وأن المبالغ المذكورة اقل بكثير من الاموال المرسلة في الواقع. بورچي فجر آخر قنبلة له كاشفا ان الرؤساء الفرنسيين السابقين استفادوا من الحقائب الافريقية منهم چورچ پومپيدو وڤاليري چيسكار ديستان وميتران.. يا إلهي أليس هناك رئيس شريف في هذا العالم؟ [email protected]