أنباء عن سقوط »سرت« في أيدي الثوار .. والعقيد الهارب يطلب »حماية دولية« اتفق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون علي ضرورة القاء القبض علي العقيد الليبي معمر القذافي.جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس المجلس الانتقالي مصطفي عبد الجليل في طرابلس، في اطار زيارة "تاريخية" تعد الاولي من نوعها يقوم بها زعماء غربيون إلي العاصمة الليبية عقب سيطرة السلطات الجديدة عليها.وقال ساركوزي انه يجب اعتقال القذافي وكبار مسئوليه السابقين ومساءلتهم عن أفعالهم خلال الانتفاضة الليبية. وحث جميع الدول علي العمل مع السلطات القضائية الدولية لتعقب المسئولين بحكومة القذافي ، مؤكدا أنه لن تكون هناك أي مصالحة في ليبيا ما لم تتحقق العدالة.واعتبر ان القذافي خطر وانه لايزال هناك عمل لكي يتم انجازه في هذا البلد.من جانبه قال كاميرون إن مهمات حلف الأطلنطي(الناتو) ستستمر حتي تحرير جميع المناطق والقاء القبض علي القذافي. واضاف ان بريطانيا ستساعد في تعقب القذافي وان "الامر لم ينته". واكد استعداد بلاده للافراج عن 12 مليار جنيه استرليني اخري لليبيا في حال موافقة الاممالمتحدة علي ذلك. وكانت الحكومة البريطانية قد اعلنت صرف 600 مليون جنيه من الاموال الليبية. وزار الزعيمان مستشفي في طرابلس والتقيا بعض الجرحي قبل ان يتوجها الي بنغازي التي انطلقت منها الثورة حيث يلقي ساركوزي كلمة في ساحة الحرية. وقال رئيس المجلس الانتقالي مصطفي عبد إن الحلفاء في الحرب لهم الاولوية في أي صفقات مستقبلية مع البلاد. ويرافق ساركوزي إلي ليبيا وزير خارجيته آلان جوبيه و160 ضابط أمن معظمهم من قوات مكافحة الشغب الفرنسية الخاصة. وقد تلقوا تعليمات بالسفر بملابس مدنية وأن يحملوا علي ظهورهم حقائب فيها زجاجات مياه وطعام وسترة واقية من الرصاص. في غضون ذلك اعلنت روسيا انها تريد من مجلس الامن الدولي الغاء منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية جيانج أن بلادها تؤيد تمثيل المجلس الوطني الانتقالي لليبيا في الأممالمتحدة.. وفي كلمة جديدة بثها تليفزيون "الراي" دعا الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي مجلس الأمن الدولي الي حماية بلدة سرت مسقط رأسه التي تردد انها سقطت في ايدي الثوار مما وصفها بأنها فظائع حلف الاطلنطي.وقال القذافي انه اذا كانت سرت معزولة عن بقية العالم من أجل ارتكاب فظائع ضدها فانه يجب ألا يغيب العالم وانه علي مجلس الامن أن يتحمل مسئوليته ويتدخل علي الفور لمنع هذه الجريمة.. ميدانيا كانت كتاتب القذافي طوقت مدينة سرت بالدبابات لمنع هروب السكان، ولمحاولة صد هجوم الثوار الذين كانوا يستعدون أيضا لشن هجوم نهائي لتحرير مدينة بني وليد. وقال قادة ميدانيون للثوار إن الموالين للقذافي نشروا دبابات علي شكل هلال حول المدينة التي تضم معسكرات تتعرض بين حين وآخر لضربات جوية من حلف الأطلنطي. وذكرت وكالة الانباء الفرنسية أن عائلات من بلدات تقع حول سرت نزحت إلي منطقة السدادة غرب المدينة تحسبا لاندلاع قتال. وقال سكان فروا من قريتي الهيشة والوشكة إن الوضع في سرت والقري المحيطة بها قاس، في ظل انعدام الرعاية الصحية وانقطاع معظم الخدمات الأساسية والاتصالات. ويدقق الثوار في هويات الفارين من منطقة سرت باتجاه مناطق آمنة مثل مصراتة وطرابلس، تحسبا لتسرب عناصر موالية لنظام القذافي متورطة في جرائم قتل.. وقال مسئولون امريكيون ان تنظيم القاعدة يسعي الي تثبيت اقدامه وبناء شبكات في ليبيا مستفيدا من الفوضي السائدة بعد سقوط نظام القذافي. وفي سياق متصل، اعلن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي حصل علي الكثير من الاسلحة التي نقلت الي خارج ليبيا من المستودعات المهجورة للنظام السابق. من جهة اخري، بدأ وفد من الاتحاد الافريقي الذي رفض الاعتراف بالمجلس الانتقالي مناقشة سبل تشكيل حكومة ليبية تضم جميع الاطياف في ليبيا. واعرب الاتحاد عن قلقه من انتشار الاسلحة في المنطقة نظرا للوضع في ليبيا مؤكدا علي ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية فعلية. من جهتها، طلبت كتلة الدول اليسارية في امريكا اللاتينية من رئيس الجمعية العامة للامم المتحدة القطري ناصر عبد العزيز الناصر عدم السماح "للحكومة غير الشرعية " التابعة للمجلس الانتقالي من شغل مقعد ليبيا.