اقتحم المئات من عناصر الجيش السوري تدعمهم عشرات العربات المدرعة والحافلات المكتظة بأفراد الأمن والمسلحين الموالين للرئيس بشار الأسد عددا من قري منطقة جبل الزاوية بشمال غرب البلاد أمس، وذلك بعد يوم من مقتل أكثر من 20 شخصا في أنحاء البلاد بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان والناشط مصطفي أوسو. وقال ناشطون ان القوات السورية اطلقت نيران المدافع الرشاشة عشوائيا في القري بعد اغلاق مداخل المنطقة وقطع الاتصالات عنها. في حين، عثر علي مقبرتين جماعيتين في منطقتي "باب هود" و"الورشة" في مدينة حمص السورية، بحسب ما نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ. ش. أ) عن "مصادر صحفية". وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الجيش يقصف مواقع يشتبه في اختباء ناشطين فيها بمنطقة جبل الزاوية الواقعة قرب الحدود مع تركيا وأكد اقامة حواجز امنية في المنطقة وتنفيذ عمليات اعتقال. كما أشار إلي حملات امنية في مدينة الزبداني الواقعة قرب دمشق أمس بعد يوم من اعتقال نحو 34 شخصا علي الاقل عقب انتشار الجيش فيها. وذكر ان 19 شخصا اخرين اعتقلوا في حملة في أحياء باب السباع وباب الدريب وباب هود في حمص. في غضون ذلك، أشارت وكالة ( أ ش أ) إلي مقتل شخصين واصابة 5 علي الأقل خلال عملية استهدفت حافلة مبيت عسكرية علي طريق (حمص ذ المخرم) أمس. كما أوضحت أن قوات الأمن تمكنت من تحرير رهائن كانوا محتجزين لدي من وصفتهم ب" عصابات ارهابية مسلحة" في منطقة الأوراس. وكان ناشطون قد أعلنوا أن قوات الامن السورية هاجمت مجلس عزاء الناشط غياث مطر بعد مغادرة سفراء الولاياتالمتحدةوفرنسا واليابان والدنمارك العزاء. وأوضحوا أن الهجوم تخلله استخدام غاز مسيل للدموع وعيارات نارية في الهواء. وأعلن ناشطون أن السلطات كثفت حملاتها في سوريا في محاولة للحد من المظاهرات التي تتواصل في جميع المناطق رغم تلك الممارسات. في تطور اخر، طالبت فرنسا السلطات السورية بالافراج عن المحللة النفسية ذائعة الصيت الدكتورة رفاه ناشد واعتبرت ان السلطات السورية تثبت مرة اخري "احتقارها حقوق الإنسان الأساسية". علي صعيد مختلف، ذكرت صحيفة الوطن السورية أن سوريا اعتبرت بيان الوزراء العرب في ختام اجتماعهم في القاهرة "عملا عدائيا وغير بناء في التعامل مع الأزمة السورية"واعتبرته محاولة لإفشال مهمة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وتناقضا مع المضامين الايجابية لتقريره عن الزيارة التي قام بها إلي سوريا مؤخرا . وأوضحت الصحيفة ان السفارة السورية في القاهرة وزعت بيانا أشار إلي أن سفير سوريا ومندوبها الدائم لدي الجامعة العربية يوسف أحمد انتقد خلال مداخلته في اجتماعات الدورة 136 لمجلس وزراء الخارجية العرب قيام بعض الاطراف العربية بتنفيذ الأجندات الأمريكية الهادفة إلي الضغط عليها للتخلي عن مواقفها القومية عوضا من مساعدة سوريا، وأكد ان بلاده ماضية في الاصلاحات. واوضح بيان السفارة ان سوريا ولبنان تحفظت علي البيان. وكان العربي قد أوضح في مؤتمر صحفي أمس الأول ان السلطات السورية وافقت علي "وقف العنف مع الاحتفاظ بحق الدولة في ملاحقة المجرمين" كما وافقت علي الافراج عن المعتقلين وفتح المجال أمام وسائل الاعلام "لزيارة سوريا في حين أوضح بيان للوزراء العرب أن وفدا رفيع المستوي من الامانة العامة للجامعة سيتوجه إلي دمشق ليكون بمثابة لجنة تقصي حقائق. من جهته، أشاد المكتب التنفيذي لل"مؤتمر السوري للتغيير" ذ الذي تم تشكيله من قبل الهيئة الاستشارية التي انتخبها المشاركون في مؤتمر سابق في انطاليا من قوي واحزاب سياسية وشعبية سورية- بمطالبة مجلس وزارء دول الخليج العربية بالوقف الفوري "لآلة القتل في سوريا".وأوضح بيان للمنظمة الوطنية لحقوق الإنسان ان الرئيس السوري ليس مؤهلا "لتفعيل اصلاحات جادة وجذرية وفورية ". واكد المؤتمر "عدم استطاعة من يقتل شعبه أن يباشر اصلاحات"واشار إلي أن نظام الأسد هو الطرف الوحيد الذي يهدد أمن ووحدة واستقرار سوريا. في سياق مختلف، قال دبلوماسيون ان خبراء الاتحاد الاوروبي المجتمعين في بروكسل توصلوا إلي "اتفاق سياسي حول حظر اي استثمارات جديدة في القطاع النفطي في سوريا، لكن المشاورات متواصلة لتوسيع هذه المجموعة من العقوبات بهدف تبنيها في بداية الاسبوع المقبل" وفي حال تبنيها ستكون هذه المجموعة السابعة من العقوبات التي تصدر بحق دمشق، فضلا عن حظر اوروبي علي استيراد النفط من سوريا.