ترويع السفير الإسرائيلي وسفارته بالقاهرة وهروبه ومن معه "فريرة" إلي إسرائيل تحت جنح الظلام.. جاء تكليلا لعمل دءوب انتهجته "حكومة تسيير الأعمال" بدأته بالتباطؤ المصاحب للطرش الأمني غير المبرر الذي شجع فلول النظام لنشر الفساد في البر والبحر وافرز جماعات "آسفين يا ريس" و "أبناء مبارك" ومن تبعهم من بلطجية مريدي النظام السابق ومن قطعت أرزاقهم الحرام بكسر شوكة فساد نظام مبارك والذين معه..! وبدأنا نعايش "جرائم الثورة" من تعطيل الحياة بشتي أشكالها ونحيا وكأننا داخل افلام "الاكشن" و"قاطعي الطريق".. والتزمت الحكومة بكل ما يشعل جرائم الثورة بتباطئها وطرشها الأمني المريب.. ولما كانت الجماهير لاتملك شيئا ازاء كسل الحكومة والجماهير ملتهبة بروح الثورة راحت لعقد المليونيات تلو المليونيات حتي تتخلي الحكومة عن تكاسلها وتباطئها لعلها تنفذ استحقاقات الثورة وما طالبت به الجماهير في كل ميادين مصر.. حتي ظننا - والعياذ بالله - أن هناك متواطئين داخل الحكومة..! ورحنا نربط احداث الفيلم الحي منذ ترك الحكومة رموز النظام المنحل وعلي رأسهم زكريا عزمي وصفوت الشريف وسرور يعيثون في البلاد فسادا حتي بعد إجبار مبارك علي ترك قصر الرئاسة..وكأننا نترك لهم فرصة لإلتقاط الأنفاس ويتم إخفاء كل معالم سرقة مصر ولتمكينهم من إجهاض الثورة وما يتلوها من محاكمات.. وتستمر وتتكرر المظاهرات والمطالب ردا علي تباطؤ الحكومة وتعمد إغفال لغة الحوار مع الجماهير الغاضبة.. وتصمت الحكومة وتلتهب أعصاب الثوار. وتبلغ قمة الدراما حين بدأت اسرائيل بالونات اختباراتها علي الحدود المصرية وتوجتها بالقتل العمدي لأبنائنا من حراس الحدود.. ودخول الحكومة المغارة لتخرج ببيان تسحبه سريعا.. واستشاطت الجماهير وأحست بطعنة غادرة لم يواكبها تحرك حقيقي أو رد فعل حكومي مناسب.. وعلي طريقة المسامح كريم بدأت الحكومة لومها علي اسرائيل.. ونسيت وتناست الاعراف الدولية في مثل هذه المواقف.. ترد معاملة اسرائيل بتقاعس علي حكومة تسيير الاعمال قائلة: ننظر بأسف لما حدث والمسامح كريم زي ما قلتم. وانفعل الشباب وتظاهر أمام السفارة الاسرائيلية مطالبين بطرد السفير أو باعتذار رسمي.. وسط هذه المظاهرات تسلق شاب السفارة في العمارة واستطاع انزال العلم الاسرائيلي وكأنه بذلك حقق نصرا.! ولم تتوان الحكومة في اظهار تعاطفها مع ما فعله الشاب ورأته بطولة - ولا اعرف اين البطولة- وتسابق احد افراد الحكومة واعطي الشاب شقة ثم وظيفة كجائزة علي عمله - بالمناسبة من كسر شبابيك السفارة ودخلها وعبث بمحتوياتها ورمي بها من أعلي العمارة تري ما الذي سوف تكافئه به الحكومة- وتسابقت اجهزة الإعلام في عمل أحاديث ولقاءات صحفية مع متسلق العمارة.. وكرمته نقابة الصحفيين..! وسط هذه الأحداث طردت تركيا السفير الاسرائيلي ردا علي تحقيقات الأممالمتحدة أن إسرائيل لجأت للعنف المفرط مع ابناء تركيا علي متن سفينتها التي كانت متجهة لإغاثة ابناء غزة مما تسبب في مقتل ستة أتراك.. هذا الرد التركي ألهب مشاعر الجماهير ودفعها للتظاهر أمام السفارة الإسرائيلية ووجد البعض في هذا الحدث فرصة لتكرار ما سبق حتي يحصلوا علي جوائز الحكومة والإعلام..! لكن الحكومة هذه المرة وجدت نفسها محرجة دبلوماسيا.. فأشهرت القيادة الحاكمة قانون الطوارئ.. ولكن ألا يفكر المجلس العسكري بصفته الحاكم الفعلي للبلاد ان الحكومة أوصلت الجماهير لما هي فيه من بلطجة ومليونيات لاتعجبهم بتباطئها وتراخيها.. وبالجوائز والعطايا لمن كسر الاعراف الدبلوماسية.. فلماذا لانفعل قانون الطوارئ ضدالحكومة أولا..؟!