»دعنا نتجاوز اليوم التحية...قلبي يعتصره الألم.. ما علمته اليوم من القبض علي إرهابي حقير كسر ضهري ودهس قلبي. ما حدث اليوم جعلني أتذكر كل ما عايشته في رحيلك. قبضة القلب التي لا تزول وتلك الوطأة التي لا يخفف أي شيء حدتها. أخبرني بالله عليك فأنا علي شفا حفرة من الجنون من فرط الحنين لك لم يكن فراقك عليّ هين. ولكنه كان أمراً مقضيا. السلام علي روحك وعلي السلام بما صبرت. أثر الفراشة لا يري.. أثر الفراشة لا يزول.. وأثرك يا شهيد باقي لن يزول. وفي النهاية أقول لك هنا من مكاني: نام نام وارتاح يا غالي». أعلاه رسالة »مروة» ابنة النائب العام الشهيد هشام بركات كتبتها بحبر القلب النازف، سطرتها بعد دقائق من سقوط الإرهابي العتيد هشام عشماوي في الغرب الليبي، معلوم هشام متهم باغتيال الشهيد هشام بركات في عملية إرهابية قذرة. ويشب في قلبي حريق، هكذا قلوب المكويات بألم فراق الأحبة، »ميحسش بالنار إلا اللي كابشها»، وعائلات الشهداء يبكين بدلاً من الدموع دماً، المستشارة مروة تفرج عن حزنها بقلم بكاء، فتحزننا، وتهيّج عواطفنا الملتاعة علي فراق الأحباب، ومثلها يكتمن الألم بين الضلوع، ويبكين في صمت، ويبتلعن مرارة الحياة بعد الفراق محتسبين الأحبة شهداء، ولكن ذكراهم تظل حية في القلوب، ومشاهد الألم تزلزل أعماقهن، وينتظرن يوم القصاص علي أحر من الجمر. نعم الإرهاب يكسر الظهور ويدهس القلوب، أحسنت تعبيراً يابنيتي، القبض علي الإرهابي أعاد إلي المخيلة المشهد الحزين بكل تفاصيله، أعلم أنه لم يغادر الذاكرة، منقوش علي القلب الأخضراني، نعم قبضة القلب لاتزول، ولا يخفف من حدتها ما يستجد، يااااه علي الحزن الرهيب الذي يعانيه أهل الشهيد، لا يعرف الحزن إلا من يكابده. الابنة تخاطب والدها الشهيد سراً وعلانية: »أخبرني بالله عليك فأنا علي شفا حفرة من الجنون من فرط الحنين لك لم يكن فراقك عليّ هين.. ولكنه كان أمراً مقضيا». وبحس مرهف، من قلب رقيق ذبحه الحزن تصف حالها وحال كل أبناء الشهداء: »أثر الفراشة لا يري... أثر الفراشة لا يزول... وأثرك يا شهيد باقي لن يزول.. وفي النهاية أقول لك هنا من مكاني. نام نام وارتاح يا غالي». نام يا شهيد وقر عينا، فأنت في السماء شهيد وفي الأرض شهيد، وسلام علي الشهداء، وطوبي للشهداء، طوبي لمن أفتدوا مصرا بأرواحهم وهي جديرة بالتضحيات الجسام، نم علي وعد بالقصاص، ولن يفلت مجرم إرهابي بفعلته، نم ووراك رجال سمر شداد يتقفون أثر المجرمين حتي يأخذوا بحق الشهيد، و»حق الشهيد» هو الاسم الذي اختارته قواتنا المسلحة للعملية سيناء 2018 التي تلاحق كلاب النار الذين قطعوا الطريق علي خير أجناد الأرض، ولن تهدأ قواتنا المسلحة حتي تعيد حق الشهيد. أعلم لا يعوض روح الشهيد ألف من كلاب النار، ولكنها معركة حياة، عنوانها النصر أو الشهادة، ومن لقي ربه شهيداً فهذا من محبة الله، وكم تمناها الأبرار الصالحون، والنائب العام الشهيد الصائم هشام بركات أحد عناوين الشهداء.. بنيتي لا تحزني، وقر عينا، فالقصاص قادم.