داهمت قوات الامن السورية أمس منازل في مدينة حماة لليوم الثاني علي التوالي، وذلك بعد ساعات من إعلان المحامي العام للمحافظة في تسجيل مصور استقالته احتجاجا علي القمع الدموي للمظاهرات في الشوارع. وقال سكان في حماة إن قوات الأمن ومسلحين موالين للحكومة ممن يعرفون بالشبيحة داهموا منازل في منطقتي الصابونية والمرابط بعد أن ألقي جنود تعززهم الدبابات القبض علي عشرات من الأشخاص في حيين آخرين بالمدينة مساء أمس الاول. وفي مدينة دير الزور بشرق سوريا، قال نشطاء محليون إن طفلة عمرها ست سنوات قتلت وأصيبت أمها بجروح عندما أطلق الشبيحة النيران في حي الجورة لمنع احتجاجات بعد صلاة العشاء امس الاول. وفي مدينة درعا الجنوبية شاركت بضع مئات من النساء يرتدين ملابس سوداء في مسيرة حملن خلالها لافتات تطالب بسقوط الأسد. وأعلن المحامي العام لمدينة حماة، عدنان البكور، استقالته احتجاجا علي ممارسات نظام الأسد وقال انه تم قتل 72 معتقلا سياسيا في السجن المركزي بحماة يوم الأحد الماضي وتم دفنهم بمقابر جماعية بجانب قرية الخالدية قرب الأمن المركزي بحماة. وقال البكور إن هناك مقابر جماعية في الحدائق العامة دفن فيها نحو 420 جثة أو أكثر وإنه قد طلب منه تقديم تقرير يفيد بأن هؤلاء قتلوا علي أيدي عصابات مسلحة. وأوضح البكور أن من بين أسباب استقالته أيضا قيام الجيش بهدم بيوت بأكملها وبقاء الجثث تحت أنقاضها. وفي المقابل، قال محافظ حماة أنس الناعم، إن البكور أُجبر من قبل خاطفيه علي تقديم معلومات كاذبة، لكن سرعان ما نفي البكور تلك المعلومات في شريط اخر بث علي شبكة الانترنت، مؤكداً أنه سيكشف عن المزيد من المعلومات حول تعامل السلطات مع الاحتجاجات في بلاده حال خروجه من سوريا. من ناحية اخري، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان 473 شخصا قتلوا في سوريا خلال شهر رمضان بينهم 360 مدنيا و 113 عنصرا من الجيش وقوي الأمن الداخلي. وقال المرصد ان من بين القتلي 28 شخصا "قضوا تحت التعذيب أو خلال الاعتقال في رمضان غالبيتهم من محافظة حمص". وقالت منظمة العفو الدولية ان باحثيها قاموا بمراجعة تسجيلات مصورة ل 45 حالة تعذيب وقتل وتأكدوا من صدقها من خلال مقابلات مع ذويهم واصدقائهم، وقد تم توثيقها. وفي باريس، أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن بلاده ستقوم بكل ما في وسعها لمساعدة الشعب السوري علي تحقيق تطلعاته وأضاف "سيكون النظام في دمشق مخطئا إذا ما اعتقد أنه بمأمن من شعبه، لقد اقترف الرئيس السوري ما لا يمكن إصلاحه، وستقوم فرنسا مع شركائها بكل ما هو ممكن قانونا لتحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والديمقراطية".