ما السر وراء »لعنة الفراعنة»؟ ولماذا تظل لعنة الفراعنة موضوعًا مثيرًا منذ اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون إلي الآن؟! وهل هناك فعلاً لعنة للفراعنة؟! وهل هناك لعنة الملك توت عنخ آمون؟! في الحقيقة، إن المصريين القدماء قد نقشوا العديد من النصوص التي تضمن الحفاظ علي مقابرهم،بل تمنوا أن تبعد مقابرهم عن أعين وأيدي اللصوص. ولكن هل يمكن لهذه اللعنات أن تستمر آلاف السنين؟! وحقيقة هذه اللعنات مثل أن يقوم شخص ما حاليًا بالدعاء ضد أي آخر ويقول له: »لو عملت كذا وكذا، ربنا سوف ينتقم منك».وهذه تمنيات فقط. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقر العلم بأن براعة الفراعنة في السحر سوف تستمر إلي الآن. وإذا نظرنا إلي كل الذين ماتوا فعلاً بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، سوف نجد أنهم ماتوا ليس بسبب الكشف، بل إن العديد، ممن عملوا بالمقبرة قد ماتوا، بعد الكشف بفترة طويلة، والوحيد الذي مات مبكرًا هو اللورد كارنرفون، خاصة أنه مات بعد خمسة شهور من كشف مقبرة توت عنخ آمون، وما ساعد علي انتشار موضوع موته وارتباطه باللعنة واختلاق القصص عن موته،هو قولهم إن هناك حية كوبرا هي التي تسببت في موته! وكان سبب انتشار كل هذه القصص هو أن الصحفيين لم يكن لديهم أي شيء يكتبونه عن الكشف؛ لأن اللوردكارنرفون أعطي حق النشر إلي جريدة»لندن تايمز» فقط. وأعتقد أن هذا الموضوع ما يزال يثير الخيال والضحك لدي العديد من الناس. وشخصيًا عندما ألقي محاضرة، داخل مصر بالذات، وأجد بعض الحاضرين يتكلمون،فأقول لهم: »إذا تكلم أي أحد، فسوف أرسل لكم فرعونًا صغيرًا كي ينتقم منه ليلاً». ولذلك أري الجميع يصمتون فورًا. وفي محاضرة لي بجامعة القاهرة، بالقاعة الرئيسية، قد قلت بالنص هذا التحذير،فوجدت ثلاثة طلاب من الحاضرين يضحكون،وبعد ذلك صمتت القاعة تمامًا. وقد قال لي د. طارق العوضي، مدير عام المتحف المصري بالتحرير أثناء الثورة، إن بوق الحرب الخاص بالملك توت عندما يتم استعماله عن طريق أي موسيقار نري حالات يطلق عليها لعنة الفراعنة، ولذلك يخاف الآثريون بالمتحف من لمس بوق الحرب الأثري خوفا من اللعنة. وفي رأيي، إن حقيقة اللعنة العلمية هي إنه إذا تم إغلاق مقبرة وداخلها مومياء وغيرها من مواد عضوية تخرج جراثيم غير مرئية تقتل كل من يدخل المقابر. وفي البداية كان علماء الآثار يريدون تحقيق اكتشافات سريعة، وخاصة أنه كان العديد منهم من المغامرين، ومنهم العديد الذين ماتوا؛ نظرًا لأن المقابر لم يكن يدخلها الهواء النقي. وقد كشفت في حياتي العملية العديد من المقابر والمومياوات، بل كشفت عن وادي المومياوات الذهبية،أما نصيحتي لأفراد البعثة،التي أطبقها علي نفسي تمامًا،وهي عندما تقوم بالكشف عن مقبرة عليك أن تقوم بفتحها حتي يخرج الهواء الفاسد ويدخل الهواء النقي،وعليك ترك المقبرة بعض الوقت لمدة ساعات أو يوما كاملا، طبقًا لحالة المقبرة. وبعد دخول الهواء النقي،يصبح دخول المقبرة أمرًا طبيعيًا ولن تحدث أية حوادث مؤسفة للمكتشف. وهذه هي حقيقة لعنة الفراعنة! ومع ذلك ما تزال عبارة »لعنة الفراعنة» تبهر الصحفيين ومنتجي السينما في هوليوود الذين ما يزالون ينتجون العديد من الأفلام المثيرة عن اللعنة! ليس هناك لعنة تعرف باسم »لعنة الفراعنة» أو »لعنة توت عنخ آمون»!