صغار بعمرهم ولكنهم كبار بأفعالهم.. ظهروا علي مواقع التواصل الاجتماعي، فحصدوا شهرة كبيرة أوصلتهم إلي النجومية منذ نعومة أظافرهم.. مئات الآلاف من المتابعين بسبب صورة أو فيديو أو حتي صوت جميل وغيرها من مواهب مختلفة، جعلت منهم نجوماً علي السوشيال ميديا.. فلهؤلاء الأطفال حسابات علي أكثر من صفحة ويصل عدد المتابعين في بعضها إلي الآلاف، بالإضافة إلي الحسابات الخاصة التي أسسها المعجبون بهم والتي يدرون منها دخل كبيرا.. هذه الشهرة جعلت أولياء أمورهم هدفا للشركات التي تسعي للاستفادة منهم في التسويق والإعلان عن منتجاتها مقابل مبلغ مالي كبير. كما قرر عدد من الأطفال تقليد إطلالات الفنانين والمشاهير حول العالم، من حيث المظهر وطريقة اللبس وحتي تصويرهم بالإضافة إلي قصات الشعر والظهور الخاص لكل منهم. البداية كانت بالإعلان عن مسابقة علي جروب ب »فيس بوك» ليتل فاشونيستا، وذلك لاختيار أفضل طفل أو طفلة يمكنهم تقليد بوسترات الأفلام العربي والأجنبي والفنانين بصورة مماثلة، والتي اشترك بها عشرات الأطفال وقدم كل منهم طريقته المميزة في محاكاة بوسترات وشخصيات الأفلام والمسلسلات. وعقب نشر الصور علي مواقع التواصل الاجتماعي، وصلت إلي النجوم الذين قلدوهم، وعلق عدد من النجوم علي صور الأطفال وأبدوا إعجابهم بها مثل أحمد حلمي الذي كتب للطفل الذي قلده »بكره يكبر ويبقي نجم عالمي»، وغيرهم من النجوم الذين أثارت الصور إعجابهم. ويقول أدمن المسابقة: »سعيد بفكرة المسابقة فهي حافز لمعرفة مواهب الأطفال وعمل علي تشغيل طاقة أفكارهم وسنقوم بعمل كل فترة مسابقات مختلفة للابتكار تساعدهم علي الشهرة علي السوشيال ميديا». الطفلتان »شيزو ولينا» الأشهر في مصر علي مواقع التواصل الاجتماعي وذلك بعد تقديم رسائل اجتماعية مختلفة.. يدعمون المنتخب المصري تارة ويساندون مرضي السرطان تارة أخري ويحققون متابعة كبيرة علي وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.. »شيزو» و»لينا» حققتا نجاحًا كبيرًا، من خلال عدد من الفيديوهات علي »يوتيوب» ومواقع التواصل الاجتماعي جذبت الملايين من المشاهدات، حيث تلقت والدتهما عددًا من عروض التمثيل من شركات الإنتاج الفني، لضم ابنتيها في عمل سينمائي. وتبلغ »لينا» 6 أعوام، وصاحبة موهبة في الغناء والرسم، و»زينة» أو »شيزو» تبلغ 5 أعوام، وتشتهران بالرسائل الاجتماعية الهادفة. ومن جانبها تقول د. نادية رجب »أستاذ الاجتماع والعلاقات الأسرية»: »إن هذه الظاهرة تساهم في منع الأطفال من ممارسة حياتهم الاعتيادية، وأكدت بأن شهرة الأطفال ليست خطأ، ولكن لابد أن نمنحهم ما يستحقون من الحياة، وألا ننشغل باستثمار مواهبهم لتحقيق الشهرة والمال الذي قد يتسبّب في حرمانهم من مرحلة طفولتهم»، وأضافت رجب: »إن هذه الأفعال تفقدهم تلقائيتهم، وتحولهم إلي كائنات متصنعة في كل ما يبدر عنها من تصرفات، فضلاً عن فقدانهم الشعور بالمسئولية تجاه ما يخصهم، وقد يؤثر سلباً في تحصيلهم التعليمي وهم صغار».