جمعت الروم جيشا كبيرا لمحاربة المسلمين في السنة التاسعة للهجرة، وعندما علم النبي »»صلي الله عليه وسلم« دعا الي الخروج لملاقاة الكفار عند تبوك تلك المدينة التي تقع في منتصف المسافة بين دمشقوالمدينة، وتسمي هذه الغزوة بالعسرة كما جاء في قوله تعالي »الذين اتبعوه في ساعة العسرة« وذلك لأن ظروفها كانت متعسرة حيث كان توقيتها شديد الحرارة وبعد المسافة، وقلة الإبل والخيل، وندرة الماء، وقلة الطعام. وكانت هي المعركة الوحيدة التي اعلن عن وجهتها النبي »»صلي الله عليه وسلم« قبل التحرك حيث كان يحرص »»صلي الله عليه وسلم« دائما علي كتمان وجهة المعركة لحين خروج الجيش. وكان قوام جيش المسلمين مايقرب من ثلاثين ألف جندي. وعندما وصل المسلمون الي تبوك لم يجدوا احدا، لان الروم لما بلغهم مسيرة جيش محمد »»صلي الله عليه وسلم« اثروا السلامة وانسحبوا الي بلاد الشام ليتحصنوا بحصونها.. واقام الجيش في تبوك 02 ليلة، ارسل خلالها سرية بقيادة خالد بن الوليد الي مكان يطلق عليه دومه »الجندل« فاسروا ملكها أكيدر بن عبدالملك، وصالحه النبي »صلي الله عليه وسلم« علي الجزية. واستشار النبي »صلي الله عليه وسلم« اصحابه في السير وراء الروم الي الشام لمحاربتهم، فاقترح عمر بن الخطاب العودة قائلا: أن للروم جموع كثيرة، وليس للمسلمين احدا بالشام، وأنهم مجرد ماعرفوا بخروجنا فزعوا وهربوا، فاستحسن النبي »»صلي الله عليه وسلم« رأي عمر فأمر بالرجوع الي مكة. [email protected]