ويستمر التكالب علي الحياة، والتحايل للحفاظ علي المكاسب والمناصب، وفي طريق تحقيق الغايات يفعل البعض كل الحيل، ويتسلق أكتاف الجميع لينال ما يريد، ولا يتورع بعضهم في الإيذاء لإفساح الطريق لأنفسهم لنيل غنائم ومكاسب أكثر. ليت كل منتفع يدرك أن الرزق بيد الله، وأن أساليب الشطارة مصيرها لزوال في دنيا لا تساوي جناح بعوضة، ولا يبقي سوي الخير والحب والعمل الصالح. حالة حب وفرحة تنسج خيوطها بنسمات ونفحات إيمانية في الروضة الشريفة بين قبر ومنبر رسولنا الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم. ترتفع صيحات الدعاء وتبلل الدموع الوجنات ويجهش الزائرون بالبكاء طمعا في شفاعة رسول الله. رحلة إيمانية مباركة.. اللهم اكتبها لكل مشتاق.. فيها ينسي المرء الإساءات ويتخلص من روتين الحياة ليغتسل من الخطايا والذنوب طمعا في رحمة الله، وتكتمل رحلة النور بالطواف بالكعبة المشرفة والوقوف بعرفة وإكمال المناسك والسعي لنيل الثواب. تزول المشقة والتعب ليتنافس الجميع في العبادة والتذلل إلي الله طمعا وحبا في نيل رضاه. اللهم يا جابر المكسورين، أجبر خواطرنا وأصلح أحوالنا وحال مصر والمسلمين أجمعين. في مسجد رسول الله روحانيات جميلة وطمأنينة وسكينة، نتضرع إلي الله أن يكتب لنا ولكم الزيارة مرات عديدة، فمهما نلنا من مشقة، فالعشم في الله ورسوله يزداد شوقا لزيارة بيت الله الحرام ومسجد رسوله الكريم. ويصل الحج إلي مرتبة الجهاد في سبيل الله وهو من أعظم أسباب تكفير الخطايا والسيئات، فإذا أدي الحاج هذه الفريضة علي الوجه الأكمل، فإنه يرجع من حجه كيوم ولدته أمه.. اللهم اجعلنا جميعا من المقبولين الطائعين.. واجعله حجا مبرورا جزاؤه الجنة. ولعل أبرز فضائل الحج وفوائده أنه لا ينقص من مال، وإنما يعتبر مجلباً للرزق.. وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: »تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة». اللهم ارزقنا فضل يوم عرفة، فما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ففيه ينزل الله إلي سماء الدنيا، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، ويقول : انظروا إلي عبادي، جاءوني شعثاً غبراً ضاجِّين، جاءوا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ولم يروا عقابي، فلم يُرَ يوماً أكثر عتقاً من النار، من يوم عرفة. اللهم اعتق رقابنا من النار واكتبنا جميعا من التائبين الراجعين وارحم أمواتنا وأموات المسلمين واكتب الخير لنا أجمعين. رحلة ممتعة رغم المشقة لكنها تنقي النفس وتعيد الروح للجسد.. اللهم تقبل منا أجمعين، واكتبها لكل مشتاق، وحج مبرور وذنب مغفور، وعيد سعيد.