مصر ولَّادة .. ما زالت قوية عفية .. تفاجئنا كل يوم بشباب أجمل وأطهر مما كنا نتصور .. انشق ظلام ليلة السبت الماضي وسط مظاهرات الاحتجاج المحيطة بالسفارة الإسرائيلية فاخترق شاب مصري تحصينات الأمن. ودونما تخطيط مسبق مندفعا بغضبه لدماء شهداء الغدر الصهيوني وتسلق العمارة المجاورة للسفارة من الخارج وسط التشجيع .. تسلق عشرون طابقا دون أن يخشي السقوط ليصل إلي سطح العمارة وينزل العلم الإسرائيلي ويرفع العَلم المصري بدلا منه وينزل حاملا العلم الإسرائيلي ليحرقه المتظاهرون .. ثم تبدأ احتفالية شعبية بإطلاق الألعاب النارية في السماء وصيحات التكبير والتهليل .. لحظات لا تنسي عشناها علي الهواء مباشرة عندما نقلتها قناة الجزيرة مباشر مصر وتجاهلتها القنوات المصرية .. فعلها الشاب المصري الأسمر .. شاب بسيط لاينتمي لحزب أو حركة .. غير مسيس ولا يسعي لبطولة .. لا ينمق الكلام ولا يعرف النظريات والأيديولوجيات .. صفقنا فرحة بشجاعته وبسلامته .. ودعت له كل أم: يحميك يا ابني تسلم يديك الطاهرة ، احتجزته الشرطة العسكرية بعد نزوله ثم تركته تحت ضغط المتظاهرين .. أعاد لنا الشاب الشجاع أحمد الشحات شعاع الأمل الذي بدأ يخبو وسط ضباب الإيقاع البطيء المتثاقل لخطوات الإصلاح خلال الشهور التي تلت الثورة. إن إنزال العلم الإسرئيلي وحرقه بهذه الطريقة البطولية له مغزي سياسي هام لأنه رسالة حاسمة وصريحة من الشعب موجهة لإسرائيل والعالم كله بأننا شعب لا يقبل المهانة. علي شبكة الإنترنت تدفقت التعليقات الذكية فور الواقعة الفريدة فأسموه السوبر مان وتعددت التعليقات الطريفة الناطقة بالإعجاب ،وبعدها بساعات نُشر كاريكاتير للرسام البرازيلي كارلوس لاتوف صورة الشاب وهو يرتدي بدلة (سبايدر مان) بطل فيلم الرجل العنكبوت وهو يطير حاملا علم اسرائيل الممزق .. حالة من السعادة غمرت كل المصريين لأنها عبرت عن الغضب الشعبي الذي كان أسرع وتيرة وأكثر شجاعة من نبض الحكومة التي مازالت تتردد قبل اتخاذ رد الفعل المناسب لانتهاك إسرائيل للسيادة المصرية وقتل6 جنود مصريين عمدا بعد أن توغلت قواتهم داخل حدودنا لتصيب كل منهم بخمس طلقات أزهقت أرواحهم الزكية الطاهرة بشهادة القوات الدولية التي تراقب الحدود كما سجلت خرقا آخر للحدود من الجانب الاسرائيلي .. تكررت حوادث قتل الجنود المصريين علي الحدود دون أن يتخذ الرئيس السابق أي إجراء حاسم يحفظ كرامة مصر ويرد حق الشهداء ويردع إسرائيل عن استعراض القوة وفي حين سقط العشرات من جنودنا علي مدي أكثر من عشر سنوات لم يقتل جندي إسرائيلي واحد برصاصنا .. لماذا؟ لأن جنودنا لا يوجهون سلاحهم نحو الإسرائيليين احتراما لمعاهدة السلام ، وحتي عندما وقعت الحادثة الشهيرة حين أطلق الجندي سليمان خاطر رصاصه علي إسرائيليين تسللوا عبر الحدود فقتل منهم7 حصلت اسرائيل علي تعويض 5 ملايين دولار ثم مات سليمان في زنزانته منتحرا شنقا وترك وراءه لغزا لم يحل الي الآن! إن الاعتداء علي السيادة المصرية لا يكفيه سحب السفير المصري ولا أسف رئيس الوزراء الاسرائيلي وليس اعتذاره لابد من رد فعل قوي بطرد السفير الإسرائيلي وإعادة النظر في اتفاقية كامب ديفيد ووقف تصدير الغاز. ليلة ميلاد أمل جديد أسعدت الشعب الليبي بسقوط نظام القذافي الذي سفك دماء شعبه.. حتي لو تمكن القذافي من الهرب ولم يحاكم علي جرائم الحرب التي ارتكبها .. لكن انتصار ليبيا وتخلصها من الطاغية فخر وسعادة للمصريين والتونسيين وكل الأحرار في العالم. مجموعة من قراصنة الإنترنت يسمون أنفسهم الهاكرز المصريين شنوا حملة علي المواقع الإسرائيلية الحيوية واخترقوا 114 موقعا وآخرها اختراق موقع نتنياهو ووضع صورة رفع العلم المصري علي سيناء. معارك عصرية انتصر فيها شبابنا والبقية تأتي.