حدثنا الراجل الطيب/ اللي عمره مايتعيّب / قال: ذهبت لصلاة الجمعة / في مسجد بالقلعة / فصعد إلي المنبر / رجل وجهه أحمر / كالسجق والهامبورجر / وصاح بلهجة عصبية / وكأننا في الحرب العالمية / فشعرت برهبة / وقد بدأ الخطبة / بقوله : لعنة الله يا رجال / علي لابسي البنطال / أي البنطلون / ذلك الزي الملعون / الذي يلبسه المتفرنجون / ولعنة الله أيها المؤمنون / علي حالقي الذقون / لأنهم بالنسوة يتشبهون / ولعنة الله علي آكلي الكنتاكي / وراكبي الملاكي / والنائمين علي مراتب تاكي / بينما المسلمون مضطهدون / وفي مشارق الأرض ومغاربها يُحاربون / ولعنة الله علي جميع البنات والسيدات / السافرات منهن والمحجبات / وأيضاً المنتقبات / لأنهن في الشوارع سائرات / بينما لا يصح للمرأة أن تخرج من بيتها / إلا إلي قبرها / فلماذا تخرج المنتقبة عن السنة / وتمشي فتحدث فتنة / أما التلفاز أيها الإخوان / فرجس من عمل الشيطان / ولماذا تركبون السيارات يا أصحاب / بدلاً من الخيول والجمال والدواب / والله إنها لرفاهية لا داعي إليها / وفي الآخرة ستحاسبون عليها / ناهيكم عن الفساد والإفك / المنتشر علي الفيس بوك / أما ذلك المسخ المسمي بالتوك توك / فهو من علامات الساعة دون شك / ولعنة الله علي الفضائيات / و (سمارة) و (كيد النسا) وكل المسلسلات / والدردشة علي النت أي (الشات) / والله إن حياتكم كلها حرام في حرام / ومصيركم هو جهنم وبئس المقام / أتظنون أنكم من الأذكياء الشطار؟ / والله إنكم لألعن من الكفار / وغداً ستموتون / و في القبور تُلحدون / ويأتيكم الثعبان الأقرع / يلدغ فيكم ويلسع / فكيف يحيا المرء وينعم / وينسي زبانية جهنم / والله إن صيامكم لباطل / لأن الحق فيكم عاطل / وترون المنكر ولا تتكلمون / وتضحكون ولا تبكون / فالساكت عن الحق شيطان أخرس / ومثله كالذي للمراة يبصبص / ولقد سلط الله عليكم النظام السابق / وسلطاناً فاسداً كالغوري الآبق / الذي قتل في مرج دابق / وسلط عليكم حاشيته لترعبكم / وعلي قفاكم تضربكم / فوالله لن تصلح الأمة يا جماعة / إلا بالرجوع إلي (الفزاعة) / فلابد من التخويف والإفزاع / لردع الدهماء والرعاع / وأري تشكيل كتائب من الفزاعين / وائتلاف من المخبرين / لمراقبة الغافلين / وإفزاع المنحرفين / من ضخام الأجسام / الذين يعيشون كالأنعام / وختاماً لماذا تحرصون علي الحج والعمرة / وأنتم كل حياتكم غبرة؟!! / والله إن الرسول لبريء منكم / وربنا غير راضٍ عنكم / أين أنتم من الصحابة؟ / وحياتكم قد أصبحت كالغابة / وتلعبون ملك وللا كتابة / قوموا إلي الصلاة / لارحمكم الله / سألت من هذا الرجل يا جماعة ؟ / فقالوا ده الراجل بتاع البتاعة / قصدهم بتاع الفزاعة / وعنده شعرة بتروح ساعة / وتيجي ساعة / وهو مصاب بما يشبه الجنون / من طول إقامته في المعتقلات والسجون / فاقتربت منه وقلت يا مولانا / كان عليك أن تعطينا أملاً واطمئناناً / بشروا ولا تنفروا / ويسروا ولا تعسروا/ فاستشاط غضباً مني/ وانقضَّ علي وعضني في أذني/ ثم قضم قطعة من مناخيري/ وقال: الله دي ألذ من الجبنة »الكيري«.