ليس هناك إحساس أسوأ من إحساس الذل والمهانة الذي عاشه المصريون الذين عاصروا هزيمة يونيو 7691. وقد تغيرت نظرة العالم للشعب المصري وعادت إليه كرامته بعدما استطاعت القوات المسلحة المصرية في حرب أكتوبر 37 أن تلقن العدد درسا لا ينسي، وقهرت وحطمت نظرية الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر. بعد هذا الانتصار العظيم اغتالت يد الغدر الرئيس الراحل أنور السادات الذي حمل روحه علي كفه واتخذ قرار الحرب التاريخي، فكان قدرنا أن تولي أمرنا »المخلوع« محمد حسني السيد مبارك الذي كانت أمامه فرصة تاريخية لأن يصبح زعيما لمصر إذا أبر بالقسم وحافظ علي الوطن وعمل لصالح البلاد والعباد، ولكنه للأسف أخلد إلي الأرض، وترك نفسه فريسة لأصحاب المصالح الذين حولوا مصر العظيمة إلي »سبوبة« يسترزقون من ورائها وتركوا الناس يبيتون جوعي أو يأكلون من صناديق القمامة. الأسوأ أن عصابة مبارك التي نهبت ثروات البلد كانت تتعامل باستخفاف واحتقار مع الشعب العظيم الذي لم يعرفوا قدره ، وخيل إليهم أنهم قادرون علي تحريكه كما تحرك الدمي في مسرح العرائس، ولكن الله كان رحيما ولم يرض لشعب مصر الذل فنصر الثورة والثائرين، وعادت عيون العالم من جديد تنظر للمصري باحترام وتقدير بعد أن أثبت أنه أبدا لا يرضي الذل ولا يتمادي في نومه ، حتي لو غفي قليلاً !