والدة باسم تتوجه بالدعاء لابنها الشهيد اللهم أسالك القصاص .. اللهم اهلك الظالمين بالظالمين .. اللهم لاتقبض روحي الا بعد ان تشفي غليلي.. بهذه الادعية بدأ الحاج كامل محمد يومه امس قبل بدء محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك وولديه علاء وجمال في عدة قضايا قتل المتظاهرين ..وبشغف كبير، تابعت اسرة الحاج كامل تفاصيل المحاكمة التي اذيعت علي الهواء مباشرة ، ولسان حالهم يقول " ولكم في القصاص حياة ياأولي الالباب ، فقد فقدت االاسرة ابنها الشاب باسم الذي يبلغ من العمر العشرين عاما لينضم الي لوحة شرف شهداء الثورة . بدأت الساعات تمر ببطء في انتظار بدء محاكمة المخلوع حسني مبارك.. اسرعت الام الي تشغيل التلفاز ..الاب مازال الوقت مبكرا.. عقارب الساعة تشير الي السابعة والنصف "تردد بصوت تملؤه الدموع فاليوم غير كل يوم ..فاليوم سوف انتصر لباسم . عينها تملؤها الدموع وصورة وموبايل ولدها الشهيد في احضانها تخبره بان هذا يوم النصر الذي سوف يطفئ نارا لم تخمدها الا القصاص تحكي وتتذكر وتتوه في ذكريات ابنها الشهيد باسم كامل البالغ من العمر 20عاما فهو خير ابنائها الذي كان يعولها في مرضها ويساعد والده علي ان يحيا حياه كريمة بالرغم من صغر سنه الا انه يحب مصر ويحب ترابها ذهب الي ميدان التحرير وعاش الثورة المصرية وشهد نجاحها ولكنه لم يسلم من القناصة فقد قتل بطلق ناري في رأسه ادي الي وفاته لم تصدق الام خبر وفاته عندما اخبرها احد اصدقائه بان باسم قد استشهد ..غابت عنها الحياة وملأت الدموع البيت وعشعش الحزن حياتها وحياة والده واخوته واحتسبه عند الله شهيدا.. عقارب الساعة تشير الي العاشرة.. والاب والام يجلسون امام التليفزيون يتحدثون ..ينقطع الحديث ويتحول الي صمت وتتحول انظارهم للتلفاز منتظرين ظهور المتهمين الوقت يمر ولم يات احد تاخرت المحكمة عن بدء الجلسة في انتظار المخلوع استياء اصاب الاسرة وغضب من انتظار المحكمة للرئيس وليس العكس والمشهد الاخر الذي زاد من غضب اسرة الشهيد ظهور علاء مبارك امام القنوات الفضائية ليحجب الصورة عن تصوير والده وكأنه ليس بمتهم يتجول براحته ويتساءل والد الشهيد: هل من المعقول ان ينتظر متهم متهما؟ الالم والحسرة والحزن وكلمة "حسبي الله ونعم الوكيل "سيطرت علي الوالدين عندما شاهدوا مبارك داخل القفص يتمتع بشبابه وشعره الاسود ويدعي المرض تبكي الام وتقول اقتلوه 20 مرة وهذا لا يشفي غليلي فانا اريد ان يحكم علي اولاده بالاعدام ليتذوق طعم المرارة التي نعيشها ويتساءل: هل من المعقول ان يكون مريضا ويفكر في الظهور باناقة مرتديا بذلته ؟ حاجب المحكمة يقول: محكمة يقف الجميع وتقف قلوب اسر الشهداء منتظرة مشاهدة المتهم حسني مبارك وهو داخل القفص لكي يشفي غليلهم .. ناد علي المتهم الاول .. المتهم محمد حسني مبارك .. افندم. تردد الاسرة »الله واكبر الله واكبر« الام "تسر الي زوجها كلمة افندم دي عندي بنص حقي" ويرد الزوج انتظري قليلا فالحق قادم والقصاص لهم بالمرصاد. تسرد المحكمة التهم الموجهة الي مبارك ويتابعون في ترقب رد فعل المخلوع حول ما وجه اليه من تهم ثم يتابعون بدقة رد فعل ابنائه حول مدي تاثير اتهام والدهم بكل هذه التهم ويثير غضبهم الهدوء الذي يسيطر علي المخلوع رغم كل ما وجه اليه من تهم . جاءت المحاكمة لتطفئ بعض النيران المشتعلة في قلوب اسرة الشهيد وفي نهاية الجلسة ابدت اسرة باسم بعض الرضا بعد ان تاكدوا ان القانون لايفرق بين رئيس وغفير والحق ات لامحالة.