لم تأت الأيام الأولي لمعرض الكتاب الرمضاني الذي انطلقت فعالياته مساء الجمعة الماضي بأرض هيئة الكتاب بشارع فيصل بما يشتهي منظموه والمشاركون فيه، فقد خلت أجنحته وممراته من الأعداد الكثيفة ورغم عناصر الجذب العديدة التي حاول القائمون عليه وفي مقدمتهم الناقد الدكتور أحمد مجاهد- من خلالها تشجيع عشاق القراءة علي الحضور ومنها طرح مجموعة مكونة من عشرين كتابا بخمسة جنيهات فقط أي ان سعر النسخة لا يتجاوز ربع الجنيه. الا إن الجو العام، والظروف الاجتماعية للعديد من الأسر المصرية حالا دون حدوث الإقبال المرتجي علي الاقل في الأيام الأولي.. نرجو أن ينجح هذا المعرض الذي أعلن المشرف عليه الناقد الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب ان إقامته جاءت لمواجهة الركود في سوق الكتاب المصري.. ودفع عجلة صناعة النشر وهي صناعة عملاقة يتهددها الأن شبح الانقراض. والحقيقة ان بوادر من التحسن بدأت تلوح في الأفق مع اليوم الثالث للمعرض، حيث شهد مساء الاثنين حضورا معقولا، وبدأ عدد الرواد في الزيادة، مع تحسن في حجم المبيعات، واثناء جولاتنا داخل اروقة المعرض لاحظنا ان معظم رواده من سكان منطقة فيصل وحي الهرم، فهم النسبة الغالبة من الحضور. ومن المعروف ان منطقتي الهرم وفيصل تتميزان بكثافة سكانية عالية، ولكن نسبة زوار هذا الحدث الثقافي الجديد الي تعداد هاتين المنطقتين لا تزال هزيلة، الامر الذي اكدته لنا هبة أحمد إحدي زائرات معرض الكتاب الرمضاني بقولها.. لا يمكن مقارنة عدد الرواد هنا بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وكذلك البرنامج الثقافي والفني لا يرقي الي ما أعتدنا عليه في دورات معرض القاهرة الكبير، وربما يكون توقيت إقامة معرض فيصل قد ظلمه فشهر رمضان ليس زمنا مناسبا لاحتضان مثل هذه الاحداث.. وتواصل هبة قائلة: كثير من اصدقائي خارج منطقتي فيصل والهرم لا يستطيعون زيارة المعرض.. لصعوبة المواصلات، وازدحام شارع فيصل المستمر.. لذلك أقول لا يمكن ان يكون هذا المعرض تعويضا عن معرض القاهرة.. ولا أحبذ فكرة استمراريته كل عام في نفس الموعد.. ومعها يتفق الناشر احمد أبوزيد في ان معرض فيصل لا يمثل تعويضا عن معرض القاهرة.. ولا ينعني ذلك كونه فكرة جيدة.. إذا ما كررناها علي صعيد مناطق اخري، باعتبارها تجربة المعارض المحلية التي تقام علي مستوي الاحياء والمناطق وهي تجربة مشجعة لكنها لا تعوض الناشر أو القاريء عن المعارض الدولية الكبري، ويوضح الناشر أحمد ابوزيد ان الاقبال ضعيف علي شراء الكتب الادبية. بينما مبيعات المؤلفات الدينية وقصص الأطفال تحقق رواجاً ملحوظاً .