بعد 5 ساعات من المفاوضات استمرت حتي الساعات الأولي من صباح أمس فشلت محاولة فض اعتصام سكان النهضة امام ماسبيرو والذين اطلقوا عليه اسم »مخيم السلام«.. هذا وقد اعلن المعتصمون الاستمرار علي موقفهم مؤكدين انهم لن يبرحوا مكانهم الا الي مساكنهم الجديدة.. وكانت قوات من الشرطة ترافقها مجموعات من الشرطة العسكرية قد احتشدت امام مبني التليفزيون وعند جميع الطرق المؤدية له بعد ان جاءت قرارات بسرعة اخلاء وفض اعتصام ماسبيرو.. وبالفعل تم اغلاق طريق الكورنيش والاستعانة ب 4 اتوبيسات استعدادا لنقل المعتصمين كما حضر اللواء محسن مراد مدير الامن واحد شباب الثورة ومسئولي محافظة القاهرة في مفاوضات مكثفة مع الاهالي ولكن باءت جميعها بالفشل.. وفي النهاية انسحبت القوات وقيادات مديرية الامن بعد إقناع الأهالي بفك الخيمتين فقط دون حل للمشكلة ذاتها.. »الاخبار« قضت ليلة محاولة فض الاعتصام وتابعت المفاوضات حتي انتهائها جميعا بالفشل. وكانت الاحداث قد بدأت في حوالي الساعة الواحدة من صباح امس عندما احتشدت قوات من الامن المركزي ومباحث مديرية أمن القاهرة بجوار فندق رمسيس هيلتون و62 يوليو تم توزيع القوات حول موقع معتصمي النهضة امام مبني ماسبيرو كما اصطف عدد من افراد الامن المركزي علي طريق الكورنيش من امام مطلع كوبري قصر النيل وأخري عند وكالة البلح وتم منع سير السيارات.. كما رافق القوة 5 سيارات شرطة عسكرية واحتشدوا بعيدا امام فندق رمسيس وبعد نصف ساعة حضر اللواء محسن مراد مدير أمن القاهرة واللواء محمود علي حكمدار العاصمة ومجموعة كبيرة من ضباط المديرية وقسم بولاق ابوالعلا حيث التقي مع الاهالي المعتصمين وطالبهم باخلاء الموقع ورفع الخيام التي قاموا بنصبها منذ حوالي شهرين مؤكدا لهم علي سرعة حل المشكلة الا انهم رفضوا حديثه واصروا علي موقفهم .. ثم امر مدير الامن باخلاء جراج سيارات مجاور لمبني التليفزيون بعد ان تم عرض نقل المعتصمين الي هذا الجراج وبالفعل قامت الاوناش برفع السيارات المتواجدة به ولكن المعتصمين رفضوا. مخيم السلام وعقب ذلك نظم المعتصمون مظاهرة وهتفوا واحد.. اثنين وديتوا الشقق فين مؤكدين علي مطالبهم ثم قام عدد منهم بالجلوس في الطريق امام خيامهم التي اطلقوا عليها »مخيم السلام«. وامام هذا الرفض لجأت اجهزة الامن الي محاولة اخري لاقناع المعتصمين فتم الاستعانة بأحد شباب الثورة والذي خطب في مجموعة منهم وحاول توضيح انه حصل علي وعود صادقة من مسئولي المحافظة ومديرية الامن بسرعة تسكينهم خلال 5 شهور الا ان المعتصمين قابلوا حديثه بالرفض التام بل وطالبوه بمغادرة المكان وانهم ليسوا في حاجة لوساطته. وبعد ان فشلت محاولة شباب الثورة اضطر نائب محافظ القاهرة الي النزول والتفاهم مع المعتصمين وحاول اقناعهم بضرورة مغادرة ماسبيرو وطلب منهم تفويض 5 أشخاص منهم لمقابلة المحافظ ومسئولي الحي لوضع حل للمشكلة قبل 51 يوما وظل ما يقرب من ساعتين في محاولات لاقناعهم ولكنها باءت بالفشل. وبعد حوالي 4 ساعات وبالتحديد في الساعة 5 فجرا لم يجد اللواء محسن مراد غير اتخاذ قرار بانسحاب القوات . الاخبار مع المعتصمين التقت »الأخبار« بعدد من المعتصمين وتقول أم جمال 54 سنة ان قوات الشرطة قامت بتحريض واجبار اهالي بولاق علي تحرير محاضر ضدهم لاضرارهم بمصالحهم التجارية لاتخاذ ذلك حجة لفض اعتصامهم بالقوة والذي يدخل شهره الثالث بلا استجابة من أي مسئول من المحافظة أو مجلس الوزراء.. ويضيف عادل البنا احد المعتصمين ان هذه ليست المحاولة الاولي لقوات الامن لفض الاعتصام ولكنهم لم يفلحوا سابقا ولن يفلحوا الآن فنحن لنا حقوق في الحصول علي شقق وحياة كريمة وسوف نفض الاعتصام فور استلامنا شققنا.. واكد علي عدم الرضوخ لمحاولات الامن المتكررة لانهاء الاعتصام بالقوة لاننا أصحاب حق.