شعور متناقض عشته مع محاكمة مبارك فرغم انني فخورة وسعيدة بعصر جديد بدأناه ، يعطي القيمة لإرادة الشعب ، التي وضعنا أولي أسسها بهذه المحاكمة العلنية التي تحدث لأول مرة لحاكم في المنطقة العربية استجابة لإراده شعبية ، لكنني شعرت بأسي عميق فقد عشنا لسنوات نمجد الحاكم حتي شعرنا أن لانهاية لحكمه ، فمنذ شهور قليلة كنا نتهيأ لفترة رئاسية سادسة لمبارك ، فرغم كل سوءاته كان ارحم من توريث البلد لولده جمال ، وللحظات تمنيت لو تمت هذه المحاكمة ومبارك واقفا علي قدميه يتحدي كعادته ، ونكره عناده كعادتنا ،ورغم أنه لم يتغير إلا انني وجدته رجلا مسنا عجوزا هده المرض علي سرير داخل قفص يلتقي فيه ولديه لأول مرة بعد فراق لعدة اشهر بل سيكون هذا هو المكان الوحيد الذي سيشاهد فيه ولديه حتي النطق بالحكم ، و تحت عيون كاميرا لاترحم ولا تعترف بحقه في تجميل الصورة كما كان يحدث أيام السلطة ،عكس صورة العادلي الذي وقف في تحد وغطرسة يصطاد بنظراته كل من تسبب فيما حدث له ولأجهزته وتخيلته يقول كالمعتاد انها خيانة ومؤامرة من قلة مندسة يعرفهم بالاسم! انها لحظة تاريخية بكل معني الكلمة حاكم ورئيس اكبر دولة عربية خلف القضبان ومعه ولداه ووزير داخليته ومساعدوه لحظة لن ينساها العالم لقرون طويلة ، يا الله أخيرا انتصرت الارادة الشعبية ونجحت الثورة في محاكمة النظام السابق.. فهل تكون هذه المحاكمة بداية لكتابة عقد جديد بين الحاكم والشعب اساسه الاحترام والعدل والحرية والمساواة ؟