متابعة المحاكمة امام شاشة التليفزيون لحظة بلحظة أعربت أسرة الشهيد سليمان خاطر عن سعادتها وفرحتها الغامرة بمحاكمة الرئيس مبارك وأعوانه مؤكدين انها عدالة السماء ، وان الله سبحانه وتعالي يمهل ولا يهمل. وقد انهمرت دموع أمه العجوز القعيدة مرددة لقد استجاب الله لدعائي ربنا يورينا فيهم كمان وكمان لانهم اغتالوا ابني آخر العنقود بلا ذنب ارتكبه. واكد شقيقه الاكبر لقد استجاب الله لدعاء اسرة الشهيد وأهالي قريته بالقصاص من رموز النظام الفاسد.. وسبحان المعز والمذل. كانت الأخبار قد انتقلت لقرية أكياد التابعة لمركز فاقوس بمحافظة الشرقية مسقط رأس الشهيد سليمان خاطر والذي أطلق الرصاص علي 21 اسرائيليا اثناء محاولتهم تسلل الهضبة المكلف بحراستها بمنطقة رأس برمة بجنوب سيناء وقتل منهم 7 أفراد وأصاب 2 لعدم التزامهم بالتعليمات التي تقضي بحظر العبور بالمنطقة والتي أبلغهم بها بكل اللغات الاجنبية بذلك وتم معاقبته بالسجن المؤبد ثم اشيع أنه انتحر داخل محبسه الانفرادي. للتعرف علي رد افعال اسرته حول محاكمة مبارك. وفور وصولنا للقرية التي تبعد بنحو 05 كيلو مترا عن مدينة الزقازيق فوجئنا بخلو شوارعها وأزقتها من المارة وكأننا في قرية الاشباح وبحثنا عن منزل اسرة الشهيد سليمان خاطر وبعد معاناة وصلنا لنجد ان الاسرة جميعها تجتمع حول جهاز التليفزيون منذ الساعات الاولي للصباح لمتابعة جلسة محاكمة مبارك وأعوانه.. في البداية تحدثنا مع شقيقه الاكبر عبدالمنعم 16 عاما بسؤاله عن سبب الهدوء الذي يخيم علي أرجاء القرية فأجاب علي الفور بقوله ان آلافا من اهالي القرية زحفوا لموقع المحاكمة لمتابعتها ومن تعذر عليه ذلك جلس في منزله لمشاهدة التليفزيون المصري ومتابعة هذا الحدث التاريخي والذي كان حلما لنا منذ سنوات طويلة واخيرا تحقق بعد اندلاع ثورة 52 يناير. يقول: ان سليمان خاطر شقيقي الصغير كان وطنيا وقد تقدم لتأدية الخدمة العسكرية عقب حصوله علي الثانوية العامة وتم تكليفه بالعمل بحراسة الحدود بمنطقة رأس برمة واثناء ذلك فوجئ بتسلل مجموعة من السياح الاسرائيليين محاولين تسلق الهضبة التي تقع عليها نقطة حراسته وأخبرهم باللغة الانجليزية بحظر العبور فيها الا انهم لم يلتفتوا له وواصلوا مسيرهم بجوار نقطة الحراسة التي تضم اجهزة واسلحة خاصة فخشي من سرقتها وسارع باطلاق الرصاص عليهم وقام بتسليم نفسه لوحدته. وقال لقد تم دفن جثمان شقيقي سليمان في مقابر الاسرة بالقرية بحضور عدد من القيادات السياسية وقتئذ.. ولكن فشلنا في احياء الذكري السنوية له علي مدي السنوات الطويلة الماضية حيث كانت سيارات الأمن المركزي تحاصر القرية وتمنع وصول أي شخص لها. وقال عقب ذلك علمنا بأن اسرائيل تعتزم سرقة جثمان شقيقي للتمثيل به والانتقام منه فسارعنا باقامة طوق حديدي حول مقبرته وبناء صبة خرسانية فوقها وتم احاطته بحجرة ذات باب حديدي وظللنا شهورا عديدة نتناوب وأهل القرية حراستها. وحول شعوره نحو محاكمة الرئيس السابق مبارك فقال نحن فرحون جدا لان ربنا بيخلص لنا حقنا ونحن احياء وهذا اسعد يوم في حياتي وحياة كل مواطن مصري شريف، مرددا ربنا ينتقم منهم.. لقد سلبوا كرامتنا وعزتنا واجبرونا علي العيش اذلاء طوال هذه السنوات الطويلة ويصمت برهة ويقول هل تصدقين انه لم يسمح لاحد من أفراد اسرة الشهيد بالتقدم في أي مسابقة وظيفية للحصول علي فرصة عمل فقد كان يتم استبعادهم فور علمهم بدرجة القرابة له.. بل تم استبعاد عدد من افراد الاسرة من تأدية الخدمة العسكرية. وقال لقد اعتزمت العائلة اقامة دعوي قضائية ضد الرئيس السابق تتهمه فيها بقتل سليمان خاطر واضاعة كافة حقوقه لارضاء دولة اسرائيل. وأشار الي ان شقيقه كان يدرس في كلية الحقوق منتسبا وكان ينوي الحصول علي درجة الدكتوراه خلال فترة حبسه. وتم لقاء السيدة محمد خاطر 19 عاما أم الشهيد سليمان خاطر والتي اصيبت بالعجز وعدم القدرة علي الحركة والمرض فور علمها بنبأ موت ابنها آخر العنقود كانت تجلس امام جهاز التليفزيون لمتابعة حلم عمرها وهو محاكمة الرئيس السابق واعوانه وتحدثت بصوت هادئ جدا لقد كنت دائمة الدعاء عليه وربنا استجاب لدعائي منه لله لقد حرمني من فلذة كبدي وحرق قلبي عليه، وربنا يذله وأعوانه اكثر واكثر واليوم فقط انطفأت النيران المشتعلة في قلبي علي ولدي لانه سيذوق مرارة ما تجرعته علي مدي سنوات طويلة ورفعت يدها بالدعاء مرة أخري بالانتقام الشديد منه وتقول نفسي أعيش حتي اعدامه. والتقت الأخبار بسليمان محمد عبدالمنعم ابن شقيق سليمان خاطر والذي خرج للدنيا قبل اغتياله بشهور قليلة يقول لقد سمعت عما لحق بعمي وأنا مبسوط جدا لهذه المحاكمة العادلة التي تمثل نهاية كل ظالم. كما التقت بمحمد ابن شقيق الشهيد والذي قال لقد كان عمري لا يتجاوز ال9 سنوات وقتئذ، وكان يشملني بحنانه ورعايته لسفر والدي بالخارج وقال انني سعيد وفرحان جدا لهذه المحاكمة ولكن العبرة بالنهاية واتمني ان ينال كل افراد النظام الفاسد عقابهم ليكونوا عبرة لغيرهم.. وقال سبحان المعز المذل ويكفي ان العالم كله بيتفرج عليه ونجليه وأعوانه وقال لقد شاركت مع الثوار في ميدان التحرير لليال طويلة من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية وإسقاط النظام الذي اصبح كابوسا علي صدور وأنفاس المصريين. ويقول الحاج عبدالحميد شقيق الشهيد سليمان خاطر الاكبر ان سليمان خاطر كان شجاعا قويا لايهاب الا الله وقد قال لهيئة المحكمة يوم محاكمته انني لا اخشي الموت ولا ارهبه لانه قضاء الله وقدره. وعندما صدر الحكم عليه بالسجن المؤبد قال ان هذا الحكم ليس ضدي ولكن ضد مصر. والتقت الحراسة وقال انا لست متحاجا لحراسة اذهبوا لارض سيناء لحراستها وقال ان محاكمة الرئيس السابق مبارك تعد بمثابة المشرط الذي يستأصل جروحنا العميقة .