جاء اليوم الذي انتظره الشعب طويلا.. جاء اليوم الذي لم نكن نصدق انه سيجيء. حاكم مصر في قفص الاتهام. مشهد لم يكن يتخيله أحد في أي حلم من أحلامه.. ولم يكن يصدقه الحاكم في أي كابوس من كوابيسه.. حكم مصر أكثر من ألف حاكم.. لم يشأ أن يحمل أحد منهم لقب حاكم سابق أبدا. الكل كان مصرا علي البقاء فوق كرسيه إلي الأبد. يا أنا يا همه.. أقصد الشعب الذي كان لا حول له ولا قوة.. بالمناسبة.. هذا الشعب لم ينتخب في حياته حاكما.. فالكل جاء إلي السلطة إما مغتصبا لها.. أو وارثا لها.. الأمر سيان لدي الشعب.. لأنه لم يكن صاحب قرار في أي شيء في حياته. بعض الحكام عزلتهم القوة التي كانت تحتل مصر أيا كانت.. قتلتهم أو سجنتهم أو نفتهم خارج البلاد. لكن حسني مبارك هو أول حاكم يعزله الشعب ويحاكمه الشعب.. لأن الشعب لم يكن راضيا عن اغتصاب السلطة إلي الأبد.. أو توريثها إلي نجله.. مما كان يستوجب لكي يتحقق كل هذا ان تعيش مصر في فساد وصل إلي فروة الرأس.. كأننا كنا خرفانا لا حول لنا ولا قوة. اليوم ينادي علي الرئيس السابق مسبوقا بلقب المتهم.. سواء كان واقفا في القفص.. أو متغيبا للمرض.. اليوم يقف نظام كامل داخل قفص الاتهام.. والقضاء يحاكم ويحكم.. والشعب يتابع ويراقب ويحكم أيضا.. اليوم تنفتح ملفات كثيرة كانت مغلقة.. نتكلم ونستمع إلي أمور كثيرة كان مسكوتا عنها.. المحاكمة علنية.. أي أن العالم كله سيشاهدها.. في القاعة التي تحمل اسم الرئيس السابق.. والتي كانت آخر مكان عام تواجد فيه قبل تنحيه احتفالا بعيد الشرطة.. هذه القاعة الشؤم علي مبارك.. هل تكون وش السعد علي الشعب؟ [email protected]