محافظ قنا يقرر رفع كثافة فصول رياض الأطفال بجميع المدارس    خبراء: نظرة على المنطقة تكفي لإدراك كيف أنقذت ثورة يونيو مصر من التقسيم والفوضى    رئيس العاصمة الإدارية يبحث مع السفير طارق الأنصاري نقل السفارة القطرية للحي الدبلوماسي    حملات بيئية للتصدي لحرق المخلفات الزراعية والبيئية بالأقصر    عضو "طاقة النواب": مصر نجحت في عمل بنية تحتية جاذبة للاستثمار    محافظ المنيا يوجه بوضع آليات عاجلة والاستجابة الفورية لطلبات المواطنين    إطلاق برامج تدريبية مجانية على الخياطة والحاسب الآلي لسيدات جنوب سيناء    الوصيف: عقد عمومية اتحاد الغرف السياحية.. وبدء التصويت لانتخاب 6 أعضاء    آليات عسكرية إسرائيلية تقتحم قرية قصرة جنوب شرقي نابلس    الرئيس السيسى يحذر من توسع الصراع بالمنطقة خلال استقباله أورسولا فون دير لاين    سيراميكا كليوباترا يحذر طاقم التحكيم قبل مباراة الزمالك    الأهلى تعبان وكسبان! ..كولر يهاجم نظام الدورى.. وكهربا يعلن العصيان    فرص منتخب البرازيل في التأهل إلى ربع نهائي كوبا أمريكا    رد من فابريجاس على إمكانية تدريبه ل ريال مدريد    الزمالك: قراراتنا عن قناعة والكرة المصرية تعيش فسادا ماليا وإداريا    الأمن يكشف تفاصيل قيام شخص بالتعدي على آخر وترويع المواطنين بالشارع    رسائل عاجلة من التعليم بشأن امتحان الفيزياء لطلاب الثانوية العامة    ضحية إمام عاشور يطالب أحمد حسن بمليون جنيه.. و14 سبتمبر نظر الجنحة    بعد إحالته للمفتي.. تأجيل محاكمة متهم بقتل منجد المعادي لشهر يوليو    نسرين طافش تنشر فيديو أثناء لعبها التنس.. والجمهور: "صباح النشاط"    مهرجان المسرح المصري يكرم الفنانة سلوى محمد على خلال دورته ال 17    صراع السينما المصرية على شباك التذاكر.. "أولاد رزق وبيت الروبي وصعيدي في الجامعة الأمريكية" أفلام حققت أرقامًا قياسية بالإيرادات.. والشناوي: السيناريو ونجم العمل من أهم أسباب النجاح    «صحة القليوبية» تعلن عن تشكيل فريق طوارئ متنقل لكبار السن    إصدار مليون و792 ألف شهادة صحية مؤمنة ب «رمز الاستجابة» للمقبلين على الزواج    سلمى أبوضيف: قصة حبي حصلت صدفة والضرب في "أعلى نسبة مشاهدة" حقيقي    بيل جيتس: الذكاء الاصطناعى يمكنه إنقاذ البشر من تغير المناخ والأمراض    مصر تدعو دول البريكس لإنشاء منطقة لوجستية لتخزين وتوزيع الحبوب    علامات مبكرة للذبحة الصدرية.. لا تتجاهلها واذهب للطبيب فورا    الصحة: اختيار «ڤاكسيرا» لتدريب العاملين ب «تنمية الاتحاد الأفريقي» على مبادئ تقييم جاهزية المرافق الصيدلانية    ماهو الفرق بين مصطلح ربانيون وربيون؟.. رمضان عبد الرازق يُجيب    محافظ الجيزة يهنئ الرئيس السيسي بذكرى 30 يونيو    بدءا من اليوم.. فتح باب التقدم عبر منصة «ادرس في مصر» للطلاب الوافدين    نقيب التمريض تؤكد: مجلس النقابة سيظل داعمًا للوطن وقيادته    الاحتلال الإسرائيلي يتعمد استهداف طواقم الإسعاف والدفاع المدني    أكرم القصاص: علاقات مصر والاتحاد الأوروبى تعتمد على الثقة وشهدت تطورا ملحوظا    الاتحاد الأوروبي يعلن توسيع العقوبات المفروضة على روسيا    مجلس جامعة الأزهر يهنئ رئيس الجمهورية بالذكرى ال 11 لثورة 30 يونيو    الفريق أسامة ربيع: نسعى لتوطين الصناعات البحرية والصناعات الثقيلة وإعادة الريادة للترسانات الوطنية    «رأسه أكبر من المعتاد».. أم تلقي بابنها من الطابق الثاني    تأجيل محاكمة المتهمين بقتل جواهرجي بولاق أبو العلا ل28 يوليو    الصحة: الكشف الطبى ل2 مليون شاب وفتاة ضمن مبادرة فحص المقبلين على الزواج    كيف فسّر الشعراوي آيات وصف الجنة في القرآن؟.. بها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت    جليلي وبيزشكيان يتنافسان في جولة الإعادة الرئاسية في إيران    امتحانات الثانوية العامة 2024.. طلاب علمي يشكون صعوبة الفيزياء وارتياح بالشعبة الأدبية بعد التاريخ بالمنيا    انطلاق التصويت في الانتخابات الرئاسية الموريتانية    السياحة تكشف حقيقة التحذيرات البريطانية والأمريكية لرعاياهما بشأن السفر إلى مصر    استطلاع: 66% من الإسرائيليين يؤيدون اعتزال نتنياهو للحياة السياسية    شرح حديث إنما الأعمال بالنيات.. من أصول الشريعة وقاعدة مهمة في الإسلام    استعدادات أمنية لتأمين مباراة الزمالك وسيراميكا في الدوري الممتاز    مجلة جامعة القاهرة للأبحاث المتقدمة تحتل المركز السادس عالميًا بنتائج سايت سكور    اليوم.. الحكم علي كروان مشاكل وإنجي حمادة بتهمة نشر الفسق والفجور    الإفتاء: يجب احترم خصوصية الناس وغض البصر وعدم التنمر في المصايف    حظك اليوم| برج العذراء السبت 29 يونيو.. بشائر النجاح والتغيير بنهاية الشهر    لقطات من حفل محمد حماقي في «ليالي مصر».. شكر «المتحدة» وأعلن موعد ألبومه الجديد    حكم استئذان المرأة زوجها في قضاء ما أفطرته من رمضان؟.. «الإفتاء» تٌوضح    الأنبا باسيليوس يتفقد النشاط الصيفي بكنيسة مارجرجس ببني مزار    «غير شرعي».. هكذا علق أحمد مجاهد على مطلب الزمالك    البنك الأهلي: تجديد الثقة في طارق مصطفى كان قرارا صحيحا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد غياب أكثر من ثلاثين عاما "شفيع شلبي" أشهر متمرد بالتليفزيون فترة الثمانينيات في حوار للأخبار:
تم تجميدي بقرار جمهوري.. والاتهام المعلن الذي كان يوجه لي أن ما أفعله »قدامه نص قرن«..!
نشر في الأخبار يوم 31 - 07 - 2011

قال عنه الكاتب الكبير صلاح عيسي يوما »إنني تحمست لأفكار "شفيع شلبي" الداعية لتحرير الإعلام، لكنني كنت أعتقد أنها سابقة لأوانها، إذ كان تقديري - ولا يزال - أن الإعلام هو آخر ما سوف تتخلي عنه السلطة التنفيذية«..وقيل إن ((شفيع)) كان اشهر وأغرب الإذاعيين والتليفزيونيين خلال فترة الثمانينيات من القرن الماضي..ففي سنوات قليلة بداية الثمانينيات أصبح ملء السمع والبصر..كتب وقدم العديد من البرامج الناجحة..وقام بتأليف وتمثيل وإخراج العديد من الأفلام السينمائية..وفي كل أعماله كان الشأن العام والهم الوطني متلازمين..فقد قام بدور سياسي كمنسق" للجنة التوافق الوطني" بين القوي السياسية في مصر 1995 وأنتجت المبادئ الدستورية التي توافقت عليها الأحزاب والقوي والأطياف السياسية..وتغافلت عنها القيادة السياسية عمدا حتي الآن..!
شهرته جاءت من خلال تميزه وفكره التحرري السابق لعصره..وغرابته جاءت من خلال تمرده الدائم علي الشكل التقليدي لمقدم البرامج ولمضمون ما يتم تقديمه.. في وقت كان التمرد علي التقاليد التليفزيونية الحكومية أحد المحرمات..فكان لا يكف عن رفض تعليمات رؤسائه في المثول للشكل التقليدي للمذيع ومقدم البرامج..وأصر مثلا أن يقدم برامجه في التليفزيون بملابس كاجوال وقميص مفتوح وشعر مجعد عن قصد..ويناقش في برامجه كثيرا من القضايا الوطنية المسكوت عنها حتي ضاقت أمام المسئولين السبل.. فاعتبروه مشاغبا ولابد من فرملته رغم نجوميته التي أعجبت الكثيرين وغيرته علي العمل الوطني..ولم يكتف بذلك بل تجرأ ودخل في صراع انتخابي متحديا أحد أهم رموز النظام في دائرة السيدة زينب دخل أمام د.فتحي سرور انتخابات مجلس الشعب.. فتم تجميد شفيع وإبعاده عن عمله.. وظلت قضيته تشغل الصحف لسنوات.. واختفي عن وسائل الإعلام الحكومية..!
التقيته علي غير موعد وسط ميدان التحرير يوم جمعة"الإنذار الأخير"..ملامحه تغيرت قليلا..لم يعد ذلك الشاب الشقي ذا الشعر الأسود المجعد والجسد الممشوق ..بادرته بالسؤال أين أنت؟.. بدا عليه الاستغراب ونظر لي متسائلا: بل أين انتم.. وانتم الصحفيون تعرفون كل شئ ؟ ..لم افهم ما يرمي إليه.. نظرت مستوضحا.. فسر قائلا: أنا أري ان الصحفيين الحاليين يعرفون من الإجابات أكثر مما يعرفون من الأسئلة.. ويبدو أنهم يعرفون كل شئ وليسوا في حاجة للسؤال من هنا أتعجب من سؤالك لي اين أنت..؟ عموما انا هنا في مصر اعمل من اجل حياة ديمقراطية لنا جميعا كعادتي.. تواعدنا لإجراء حديث عن اختفائه علي الأقل بالنسبة للمشاهد العادي.. فضل اللقاء في نقابة الصحفيين..ورحب بحرارة بالحديث "للأخبار" و داخل نقابة الصحفيين.
موجز بسيط
أين شفيع شلبي طوال السنوات السابقة.. أكثر من ثلاثين عاما غيابا عن التليفزيون وكنت ابرز نجومه قبل اختفائك بداية التسعينيات؟
عام اختفائي عن التليفزيون يبرر معني الاختفاء وكان عام 81 أي منذ أكثر من ثلاثين عاما..وأنا بالتحديد اختفيت من التليفزيون فقط.. ودعني أبدأ معك بموجز بسيط قبل اختفائي حتي تبدو الصورة كاملة أمام القارئ ويعرف دقائق الأمور.. أولا أنهيت تعليمي أو تخرجت في الجامعة عام الهزيمة 67.. ومنذ عام الهزيمة بدأنا نسمع عن هجرة العقول المصرية اللامعة من أمثال احمد زويل وهو دفعتي بالمناسبة..وهجرة العقول لأنهم أدركوا حجم الهزيمة لأننا لم نكن دولة بالمعني المفهوم للدول الحديثة.. وأنا قناعاتي أن مصر لم تقم بها دولة منذ عصور طويلة وحتي ثورة 52 لم تنشأ دولة حديثة.. فكانت دولة الرجل الواحد..ومن هنا كان حجم الهزيمة اكبر مما كنا نتوقع ..!
وهنا كانت نقطة انطلاقي مع الكثيرين الذين فضلوا البقاء في مصر والعمل علي إرساء دعائم دولة حديثة وكانت ادواتي في ذلك ما اعرفه.. مهنتي كإذاعي وتليفزيوني.. وبدأت العمل اثر تخرجي في الإذاعة والتليفزيون منذ ذلك الزمان حتي عام 81 وأنا احمل تلك القناعات.. وطول تلك الأعوام عملت في كل أنواع العمل الاذاعي والتليفزيوني.. كاتبا ومخرجا ومقدم برامج.. كل ألوان العمل الإذاعي والتليفزيوني بلا استثناء لأي مهنة من المهن الإذاعية.. يعني بالفعل كنت أعتبر نفسي مؤسسة ثقافية دون التضخيم من ذاتي..فكنت قارئ الأخبار الوحيد خلال الثمانينيات وتفردت بتحرير الأخبار وإعدادها وقرأتها وهذا ما لم يباشره احد وقتها.. وكنت اعمل في التليفزيون كمهني حر يعني بالتعاقد مع التليفزيون..لان الوظيفة ضد حرية من يعملون في هذه المهن الشريفة.. أي لا يجوز لهم العمل كموظفين لدي الحكومة.. نحن نعمل لدي الحقيقة التي لابد من تقديمها للشعب ونعمل علي رفع درجة الوعي لديه.. هذه هي مهنتنا الصحفية..وطوال سنوات عملي تعرض الكثير من برامجي للوقف والتعطيل والوأد لأنني كنت أخاطب عقل المشاهدين وليس عواطفهم فقط..ومن 71إلي81 أصبحت ما وددت أن أكون..اي مشاركاً في صنع وعي لدي الجمهور..إلي أن ضاقت بنا الحكومة يعني السادات وقام بوقفي بقرار جمهوري فيما قال عنه ثورة التصحيح مع العديد من رموز الفكر والعمل السياسي.. مع اني لم اكن في حاجة لقرار جمهوري لتجميدي..لأنني لم أكن موظفا بالتليفزيون.
..وتم اسكات كل الأصوات التي تعمل للصالح العام وكل صوت حر وشريف وأصحاب الرأي وكل من خالف السادات الرأي والرؤية..وطوال سنوات عملي من 71 إلي81 كنت أجسد البديل للتليفزيون الرسمي مما يعني رفضي للقائم..
يعني كنت تري نفسك تمثل الإعلام البديل أو الإعلام كما يجب أن يكون؟
أولا أنا لست محبا لكلمة "إعلامي" وأفضل عليها كلمة المذيع أو المهني لأن كلمة »الإعلام« تعني المخابرات وهي الترجمة الفرنسية للإعلام..وأظن أننا طالبنا بإنهائها، حيث إنها جريمة مستمرة وكارثة في حق مصر أن يدير التليفزيون والإذاعة مجموعة مخبرين تسيطر عليهم عقلية أمنية ولذلك لا يجوز أن تدار المنظومة بمجموعة من العسكر والحرامية.. وإنما يديرها المفكرون والمبدعون والمثقفون والمهنيون فقط.
وكما أشرت في بداية حديثي معك.. فالمهني صاحب رسالة يؤدي مهمته وعمله حرا مستقلا غير مأجور.. والمشكلة التي لابد من حلها هي في ملكية الدولة للتليفزيون.. لأنها جريمة ممتدة علي مدي التاريخ..فمن حق المصريين أن ينشئوا وسائطهم الحديثة للتواصل ويتملكونها ويبثون من خلالها الآراء المختلفة..لكن مازال قانون عام 70 الذي تم إقراره لخروج الإذاعة والتليفزيون من هيمنة الدولة لتكون هيكلاً مستقلاً إلا أنه لم يتم تفعيله أو العمل به..فقد »دُست« به مادة من ثلاث كلمات أخرسته وهي "احتكار الحكومة لملكية الإذاعة"..وقمت بالدور المفروض لوسائط الإعلام لأنه كان في رأيي السبب في هزيمة 67 لأنه خدر الناس طوال سنوات ما قبل 67 ولم تكن بالطبع هذه وظيفته لكنه كان اعلاما حكوميا أي يمتلك وسائل تخدير العقول وتبرير ما تفعله.
ملكية الإعلام
وما الخطر في ملكية الحكومة لوسائل الإعلام؟
الخطر فيما وصلنا إليه من سرقة عقول المصريين طوال السنوات الماضية..ملكية وسائل الإعلام تكون للدولة أي للشعب وليس للحكومة..المهني يراقب أداء الحكومة..فكيف ينتقدها وهو يعمل لديها وهي تمتلك تلك الوسائل..في عام الهزيمة عام 67 كنت اسكن في حلوان وتصادف أن كان عندي امتحان الساعة الثالثة يوم 5يونيو بالجامعة بالقاهرة وكنت اسمع ما يتردد عبر الإذاعة طوال طريقي للامتحان.. كيف أسقطنا طائرات العدو وأمامنا ساعات للقضاء علي إسرائيل نفسها.. انه إعلام الحكومة.. وعرفنا بعد ذلك حجم الهزيمة المروعة التي منينا بها..وطوال عشرين سنة سابقة علي ذلك كنا نسمع أكاذيب عبر الوسائط الحكومية..!
لابد من محاكمة من سرق عقول المصريين عن طريق الإعلام طوال السنوات الماضية..ووضع قوانين جديدة ترقي لمستوي الثورة وحقوق الشعب.. صفوت الشريف كان يخاف من خطر القنوات الفضائية ويعرقلها رغم ترديده مصطلح السموات المفتوحة.. القضية الآن في من يمتلك القنوات والقمر الصناعي..علي شباب الثورة التكاتف والتعاون لشراء القمر الصناعي وامتلاك قنوات تبث إبداعهم وأفكارهم وتعود بالثراء علي الجميع، مؤكدا أنه لابد علي الشعب أن يقيم مؤسساته لأن الدولة بدونها لا وجود لها ولذلك لابد أن يحصل الشعب علي حقه في التنظيم ليبني دولته.
في السنوات العشر الماضية ألم تلحظ تغييرا في القنوات التليفزيونية الحكومية فهي تنقد بشدة وتقدم المعلومة الصحيحة؟
القضية ليست كذلك.. أصل القضية من يملك الوسائط الإعلامية..هذا شكل احتكاري لصالح الحكومة..وعندك قمر به خمسمائة قناة.. لمن قمرا النيل؟! للمصريين أم للإيجار يعني للاستثمار ام لتمكين المصريين لتشكيل صورتهم وإسماع صوتهم..اي وعي يمكن ان يبني بهذه القنوات الفضائية التي ترضي عنها الحكومة في ظل اتفاق سري معها..ما تقوله ان هناك تغييرا في القنوات وتنقد هو نتيجة انه لا يوجد غير هذا الشكل في ظل احتكار الحكومة لوسائط الإعلام..!
الوسائط التفاعلية
ألم تسهم هذه البرامج وبعض الفضائيات في تشكيل وعي شباب الثورة وما قاموا به؟
بالطبع لا..هؤلاء الشباب تعلموا في جامعة العالم ..انفتحوا علي الوسائط التفاعلية وإمكانياتها العملاقة..تعلموا من النت وعرفوا وأدركوا ماذا يحدث في العالم..تركوا البرامج التليفزيونية الحكومية والنقاشات الفضائية التي تصلح للعصور الوسطي..شاهدوا العالم يتحرك من حولهم.. ونحن نؤله الحاكم..وشاهدوا كيف يسحل الحاكم إذا اغضب شعبه.. وآمنوا أن الحاكم بشر يصيب ويخطئ..عكس ما يصوره لنا تليفزيوننا..!
شاهد الشباب الجديد وتفاعل مع الوسائط الجديدة..لم يعش عصر وسائط التلقي السلبي..التفاعل مع الوسائط الجديدة فوري..الوسائط المتعددة هي المستقبل في كل العالم وهي التي تغير العالم وصنعت العقل الجمعي الذي يحمي العالم من بطش المستبدين..لم يعد هناك متلق سلبي..بل أصبح هناك مشارك في التفاعل..وهذه كانت احد جرائمي في التليفزيون حيث كنت أقدم مثلا برنامجا اسمه "فيلم في علب"..وكنت اذهب للقري اعرض من خلال البرنامج فيلما.. ثم أجري نقاشا حول الفيلم مع أهل القرية..فكانوا مشاركين لا متلقين فقط..!
مع قرارات سبتمبر 81 تم استبعادك..وبعدها بأيام كان مقتل السادات وجاء مبارك..هل تغير الوضع علي الأقل بالنسبة لك؟
صدر قرار جمهوري بإلغاء القرار الجمهوري السابق وعودة المستبعدين من أهل الرأي والفكر.. وكنت قد قررت العمل لدي نفسي حرا..ومثلت للنظام سواء كنت موجودا أوغائبا مشكلة دالة علي رفضه ان يكون هناك الآخر..الاتهام المعلن الذي كان يوجه لي ان ما افعله "قدامه نص" قرن ومش في البلد دي صراحة..لكني كنت قد لجأت للقضاء لمحاكمة من أصدر قرار تجميدي..والغريب أن ممثل الحكومة حضر أمام المحكمة ومعه ملفي ولم يكن به ورقة واحدة تدل علي تجميدي..شغل حواة.
وفي بداية الفترة "المباركية" كانت وزارة الإعلام ملغاة بحكم القانون منذ 78 ..وكان هناك قرار بإعادة تشكيل اتحاد الإذاعة والتليفزيون.. وقررت الدولة تشكيل لجنة من أهل الفكر والاختصاص لإعادة تشكيل الإعلام علي نحو يكون في سلطة الشعب..لكن بالطبع بالليل تم إلحاق بضع كلمات بواسطة رفعت المحجوب في قرار إلغاء وزارة الإعلام وعودتها للشعب..باحتكار الحكومة لملكية الإذاعة والتليفزيون.. وبالطبع لم تكن هذه الكلمات موجودة أثناء مناقشة الموضوع بمجلس الشعب..وهذا ما افسد الموضوع برمته..وأتعجب كيف نعيد وزارة الإعلام ثانية في ظل الثورة وهي ملغاة من 78 بحكم القانون.. وجود وزارة إعلام هي جريمة ودالة علي التخلف..مطلوب محاكمة سارقي الإعلام وأصبحوا وزراء إعلام.. سرقوا عقول المصريين عن طريق الخضوع للرأي الواحد والفكر الواحد والرؤية الواحدة!
إذا كانت الدولة تحتكر التعليم..لماذا تغضب حين تحتكر الإعلام وتقوم بنفس مهمة التعليم وهو التنوير؟
الدولة يا سيدي ليست الحكومة أو الحاكم..الدولة هي الشعب الثمانين مليونا..الدولة هي المؤسسات الشعبية الحاكمة..الحكومة مجموعة أفراد ينفذون برنامجا لصالح الشعب..فلا ينبغي لهم احتكار الإعلام بحيث يفرض رأي واحد..وزارة إعلام لا يقوم بها سوي النازيين أمثال جوبلز وهتلر..الدولة مرة ثانية هي الشعب ومؤسساته الدستورية المعبرة عن إرادته الحرة وليست الحكومة..
هل كانت قناعاتك مبكرة بألا تعمل في الحكومة أم الظروف قادتك للعمل دون وظيفة ثابتة؟
لو أردت العمل في وظيفة ثابتة - وهذا ضد قناعاتي أصلا- لكنت علي رأس جهاز الإذاعة والتليفزيون وعلي فكرة..عرض علي العمل من رئاسة الجمهورية..جاء موفد من رئاسة الجمهورية لبيتي في حلوان وعرض ان اعمل بها في 15مايو72 لكني رفضت..وكانت قناعاتي واضحة ألا أعمل موظفا عند أحد.
لكن رغم سيطرة الدولة علي الإعلام لم يمنع من قيام ثورة ضد النظام وضد الإعلام الرسمي؟
لأن هناك مثلي من قرر الابتعاد والعمل بعيدا عن تلوث أجهزة الدولة..وبعيدا عن احتكار غير ذوي الشأن للإعلام من حرامية أو عسكر اقصد بالطبع الحرامية ما يتم التحقيق فيه من سرقة وتبديد الملايين في الإعلام بغير طائل..كيف يدير هؤلاء العقل..من يدير العقل المفكرون والعلماء والمبدعون..وأنتجت ابداعاتي مستقلا عن الأجهزة الاحتكارية..ثلاثون عاما يتساءل البعض ماذا تفعل والناس لا تري إبداعاتك..؟لكني كنت مؤمنا بأن التكنولوجيا الحديثة سوف تتيح لصنائعي ان تصل لمن أبتغيهم من البشر.
الوفاق الوطني
خلال معايشتك لميدان التحرير والمطالبات بالخارطة السياسية.. كيف تري جدال الدستور أولا أم الانتخابات البرلمانية..؟
حين يقع جدال الدستور اولا يعني إغفالا للتاريخ الوطني ولما قامت به القوي الوطنية المصرية في طريق الثورة..قبل الثورة في يناير والمطالبات بالدستور أولا توافقت الجماعة الوطنية علي مبادئ دستورية..دعني اذكر لك ما حدث.. أولا الدستور هو اصل بناء الدولة وهذا ما توافقنا من اجله أي الاطياف السياسية بالمجتمع المصري بالاجماع فيما سمي "لجنة الوفاق الوطني" عام 95 .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.