تميزت سياسات النتن - ياهو - رئيس وزراء إسرائيل بالكره الشديد تجاه مصر منذ رئاسته للوزراء في أواخر التسعينيات وحتي رئاسته الحالية مستخدماً في ذلك جميع انواع الاساليب الرخيصة من مراوغة وتعنت وكذب في كل القضايا العربية - الاسرائيلية - خاصة قضية فلسطين وتصميمه مؤخراً علي ضرب كل المحاولات الفلسطينية في الذهاب إلي الأممالمتحدة متحدياً مصر والعرب والعالم في إقامة دولة فلسطينية علي حدود 76. لقد كثف النتن - ياهو من محاولات الكره لمصر عقب نجاحها في التواصل للمصالحة الفلسطينية وتأييدها لذهاب الفلسطينيين إلي الاممالمتحدة الشهر القادم.. لنيل اعتراف العالم بحل قضيتهم في اقامة دولتهم بفلسطين من خلال محاولات ضرب مصالح مصر الاستراتيجية وأمنها القومي علي كل حدودها وآخرها تصريحه البائس لرئيس دولة جنوب السودان الوليدة وترحيبه بتقديم كل أنواع الدعم الاقتصادي لبناء دولتهم الجديدة ليس حباً فيهم ولكن نكاية في مصر وتهديداً لأمنها المائي. بعد أن نجح في تشجيع دول حوض النيل علي التمرد للاتفاقيات المائية الموقعة بينهم ومصر وآخرها اتفاقية عنتيبي متوهماً أنه يستطيع ان يهدد أمن مصر القومي وحصتها المائية من خلال تواجد إسرائيل في منطقة القرن الأفريقي ودول حوض النيل وآخرها جنوب السودان. وعلي الرغم من المحاولات الإسرائيلية للغياب االمتعمدب عن احتفالات جوبا بولادة دولة جنوب السودان، والتي حضرتها معظم دول العالم، إلا أن الحضور الإسرائيلي الخفي في آثار وتبعات هذا الحدث تبدو طاغية إذا أمعنا النظر إلي خلفيات المشهد، وذلك مع الإعلان عن إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، وإبداء إسرائيل استعدادها لتقديم المساعدات المختلفة، تقنياً ومادياً لهذا البلد الناشئ، والذي يعد واحداً من أفقر بلدان العالم قاطبة.. ويبدو جنوب السودان استراتيجياً، وفي ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة العربية وفي القلب منها مصرغاية في الأهمية لاسرائيل خصوصاً لتشكيل أداة ضغط جديدة علي مصر فيما يتعلق بحوض النيل، شريان الحياة الرئيسي لنا.. هناك أسئلة مؤلمة لابد من الإجابة عنها والوقوف عندها ملياً، وإلا سنشهد مزيداً من الغياب العربي عن ساحة الفعل السياسي الإقليمي والدولي، والعودة بشكل أو بآخر لحقبة الاستعمار بالمعني الاستراتيجي للكلمة. فغياب الوزن السياسي للعرب في المنطقة يعني حضور الآخرين، وهذا لا يعني النظر لانفصال جنوب السودان بوصفه مؤامرة، بل هو حدث سياسي استراتيجي لابد من التعامل معه بواقعية سياسية، أول تعبيراتها، احتضان هذه الدولة الوليدة ودعمها بكافة أشكال الدعم الممكنة وعدم تركها لقمة سائغة للدول الطامحة إلي التمدد في مناطق الفراغ العربية.. جنوب السودان عمق استراتيجي ومصيري لمصر والسودان وإقليم البحر الأحمر برمته . يا ثوار التحرير وساكني الخيام في الميدان وميادين مصر بالمحافظات ان ثورتكم المجيدة في 52 يناير أدخلت الرعب في قلب النتن وجعلته يضرب الاخماس في الاسداس بعد ان نجحت ثورتكم وامتدت إلي ليبيا وسوريا واليمن - افيقوا من غفلتكم المحلية وطلباتكم الفئوية فعدوكم الأوحد هو النتن ياهو الذي لا يهدأ له بال الا بتحقيق أوهامه في الانتصار علي مصر وثورتها - الثائر الحق من يحمل مستقبل مصر علي أكفه ولا يهدأ إلا وهو متأكد من تحقيق اهداف ثورته بالقضاء علي النتن وبلطجية اسرائيل بدءا من ميدان التحرير مروراً بجنوب السودان وحتي أثيوبيا.