وسط إجراءات أمنية مشددة، أدلي الناخبون العراقيون بأصواتهم أمس في أول انتخابات برلمانية يشهدها العراق بعد إعلان هزيمة تنظيم »داعش» والرابعة منذ الغزو الأمريكي للبلاد عام 2003. ودعي نحو 24.5 مليون ناخب لاختيار 329 نائبا في البرلمان ويتنافس في الانتخابات التي تهدف إلي ضمان إعادة إعمار البلاد 320 حزبا سياسيا وائتلافا وقائمة انتخابية من خلال 7 آلاف و367 مرشحا في 18 محافظة. وتتم عملية التصويت بحسب قانون نسبي علي أساس قوائم مغلقة ومفتوحة، وتوزع الأصوات علي المرشحين وفقا لتسلسلهم داخل كل قائمة ويتعين علي القوائم الفائزة تشكيل ائتلافات للحصول علي غالبية لتشكيل الحكومة المقبلة للبلاد. ويتنافس ثلاثة مرشحون رئيسيون علي رئاسة الوزراء وهم رئيس الوزراء المنتهية ولايته »حيدر العبادي» زعيم ائتلاف »النصر» ورئيس الوزراء الأسبق »نوري المالكي» زعيم ائتلاف »دولة القانون» و»هادي العامري» أحد أبرز قادة فصائل الحشد الشعبي وزعيم ائتلاف »الفتح».وتبرز أيضا قائمتا رجلي الدين الشيعيين »عمار الحكيم» و»مقتدي الصدر» الذي أبرم تحالفا غير مسبوق مع الحزب الشيوعي العراقي في ائتلاف »سائرون». وبموجب الدستور، ينتظر الإعلان عن تشكيلة حكومة جديدة خلال مدة أقصاها 90 يوما بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات التي من المقرر إعلانها خلال ثلاثة أيام. وتشهد هذه الانتخابات سابقة إذ أنه للمرة الاولي لا تشارك الأحزاب الشيعية التي هيمنت علي الحياة السياسية ل15 عاما، في قائمة موحدة. وتقسم المناصب الحكومية العليا بشكل غير رسمي بين الجماعات الرئيسية في البلاد منذ سقوط صدام وخصص منصب رئيس الوزراء وفقا لهذا التقسيم للشيعة فيما خصص منصب رئيس البرلمان للسنة أما الرئاسة، وهي منصب شرفي فقد خصصت للأكراد فيما يختار البرلمان الشخصيات التي تشغل تلك المناصب. وبعد تهديدات تنظيم »داعش» خلال الايام الماضية باستهداف الانتخابات، استنفرت السلطات نحو 900 ألف عنصر من الشرطة والجيش لحماية مراكز الاقتراع. وأغلقت السلطات شوارع في عدة أحياء بالعاصمة بغداد مؤدية لمراكز الاقتراع، في حين تمكن عناصر من »داعش» من شن هجوم علي نقاط تفتيش تابعة للشرطة الاتحادية والحشد العشائري جنوب غربي محافظة كركوك مما أسفر عن مقتل أربعة من عناصر الشرطة وإصابة خمسة آخرين. ودعا العبادي خلال إدلائه بصوته إلي المشاركة بشكل كبير، مشيرا إلي أنها ستحدد مستقبل البلاد. ودعا رئيس حكومة إقليم كردستان العراق »نيجرفان بارزاني» خلال إدلائه بصوته إلي الوحدة قائلا :» إذا ذهبنا إلي بغداد منقسمين ولم نتحد فلن نصل إلي شئ». أما »المالكي» فحذر من محاولات »تزوير».