أجهضت يا مولاي فيّ الكبرياء وسلبت يا مولاي حتي النور مني والهواء مولاي إنك تشتري وتبيع فيّ كما تشاء وجهي معالمه تضيع ويداي في القفاز ينهشها الصقيع ويلف كالأفعي علي عنقي القطيع ما عدتُ ياشيخ القبيلة أرتضي قبضات مجلسك البديع، وأرتدي هذا القناع، وأختفي بين القطيع، وأكتفي بالقبعة! كنا نرتل ما تشاء كما تشاء كنا نقزم كل شيء في حنايانا العنيدة كنا نفرعن كل شيء في ثناياك البغيضة ونقول لك: دمنا حلال سفكه... أسفك فإنا شاكرون وصاغرون نأتيك من كل الفجاج محلقين عقولنا ومقصرين رؤوسنا ومهشمين نفوسنا ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار أبدا فإني قد خرجت من القطيع ألقيت بالجمرات في وجه القطيع أنا كافر أنا إن رجعت إلي القطيع وأظافري مهما تطل أبدا فإني لن أقلمها أخضبها بنزف دمك! تبت يدي لو أوقدت في الوحل شمعة ! سأنشب فيك أظفاري وألقي في وجوهك نار قفازي وأفقأ شمس عينيك التي صهرت جميع مُناي في طلعة! ما عدتَ يا شيخ القبيلة كل شيء في القبيلة اخلع عباءتك المطرز بالوداعة زيفها واحرق عمامتك المراوغ عرفها ألق العصا والمسبحة مزق قناع المشيخة واحذر فإني... قد سئمت الأقنعة ! فلقد نزعت الأقنعة ! ثقافة الأسئلة حتي متي ستظل تحكمنا القبور؟! وتظل تَنهشُنا الجثث؟! وإلي متي سيطن في آذاننا وقر الجيف؟! وألام تلك الرائحة... ستظل تزحف في شرايين المصير؟! هل نحن في مصر الآن قد ظهرنا علي كوكب الأرض فجأة، لا كينونة ولا كنا ولا نكون.. كأننا نحيا في بلد لا علماء فيها ولا مفكرين ولا مثقفين ولا قضاة ولا فقهاء ولا خبراء ولا عباقرة في كل مجال واختصاص وتخصص، داخليا وخارجيا..كأننا في بلد لا سياسة لها ولا اقتصاد ولا مجتمع ولا ناس هم المعادل الموضوعي للزمان والمكان والإنسان.إذن.. فلتحترق شواهد التاريخ و ولتختف مشاهد الجغرافيا، ولتقتلع بصمات الحضارة وتوقيع مصر عليها بما فيها ومن فيها، وليذهب إلي الجحيم عطاؤنا الفكري والعلمي والحضاري والاجتماعي والتاريخي والسياسي منذ عرفت الدنيا معني الإنسانية.