عواصم - وكالات الأنباء: في تصعيد جديد للمواجهة بين إيران واسرائيل علي الأراضي السورية، أعلن الجيش الاسرائيلي قصف عشرات الأهداف الايرانية ردا علي ما قال إنه هجوم مباشر ضد قواته هو الأول من نوعه. وزعم المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي »جوناثان كونريكوس» أن المواقع التي استهدفتها اسرائيل بينها منشآت استخباراتية ولوجستية ومستودعات، مؤكدا في الوقت نفسه علي أن اسرائيل »لا تسعي إلي تصعيد عسكري مع إيران». وقال المتحدث ان الجنرال الايراني »قاسم سليماني الذي يقود الذراع العسكرية للعمليات الخارجية بالحرس الثوري – هو من قام بتدبير الهجمات الايرانية والتي لم تحقق غرضها»، علي حد قوله. من جهته أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي »أفيجدور ليبرمان» أمس ان الجيش »ضرب كل البني التحتية الإيرانية في سوريا»، محذرا من أن إسرائيل لن تسمح لإيران بتحويل سوريا إلي قاعدة لشن الهجمات عليها. وأضاف خلال مؤتمر أمني أمس »لا نحاول فتح جبهة مع إيران لكننا ضربنا تقريبا كل المنشآت الإيرانية في سوريا، عليهم أن يفهموا أنه إذا أمطرناهم، سنغرقهم». وعبّر ليبرمان عن أمله في طي صفحة العنف الأخيرة مع إيران علي الحدود السورية، وقال: »آمل في أن الرسالة وصلت إلي الجميع». وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فإن الجيش الاسرائيلي استخدم 28 طائرة وأطلق 70 صاروخا علي عدة مناطق في سوريا مما أسفر عن مقتل 23 مقاتلا علي الاقل بينهم خمسة من قوات النظام السوري و18 عنصرا من القوات الموالية له دون ان يحدد هويتهم. وكان الجيش الاسرائيلي قد أعلن في وقت سابق أن قوات ايرانية علي الجانب السوري من مرتفعات الجولان أطلقت نحو عشرين قذيفة او صاروخا علي أهداف اسرائيلية هناك، وان قواته اعترضت بعضا منها ولم تؤدِ إلا إلي »تلفيات محدودة». ووسط التصعيد في الجنوب نقل تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية عن مراسلين سماع دوي انفجارات ضخمة استمرت لعدة ساعات ونقل التليفزيون الرسمي بثا مباشرا لما قال انه تصدي الدفاعات الجوية ل»عشرات» الصواريخ الاسرائيلية، قبل ان يقول في وقت لاحق ان بعض تلك الصواريخ أصابت اهدافها. وأوضح مصدر عسكري لوكالة الأنباء السورية ان الصواريخ الاسرائيلية استهدفت »كتائب الدفاع الجوي والرادار ومستودع ذخيرة»، وقالت القيادة العامة للجيش السوري إن دفاعاتها دمرت »قسما كبيرا من موجات الصواريخ الإسرائيلية المتتالية»، مضيفة أن الضربات أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة اثنين آخرين. وكان الجيش الروسي قد أعلن ان الدفاعات السورية تصدت لأكثر من نصف عدد الصواريخ الاسرائيلية. واعتبرت وزارة الخارجية السورية أمس أن ما حدث »يؤشر إلي أن مرحلة جديدة من العدوان علي سوريا قد بدأت»، مشيرة في بيان إلي ان »هذا السلوك العدواني للكيان الصهيوني... لن يؤدي إلا إلي زيادة التوتر في المنطقة». لكن علي الجانب الاخر نفي نائب رئيس لجنة الأمن القومي الإيراني »أبو الفضل حسن بيجي»، أن تكون بلاده هي من نفذت ضربة صاروخية علي مواقع في هضبة الجولان، مؤكدا أن الجيش السوري هو من قام بالضربة الصاروخية ردا علي ضرب اسرائيل لأطراف مدينة البعث بالقنيطرة جنوبا. في الوقت نفسه، استبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي »بنيامين نتنياهو» بعد لقائه بالرئيس الروسي »فلاديمير بوتين» في موسكو أن تسعي روسيا للحد من العمليات العسكرية الإسرائيلية في سوريا. وفي واشنطن، أكد البيت الأبيض أن الحرس الثوري الإيراني »يتحمل كامل المسئولية عن عواقب تصرفاته المتهورة». وفي موسكو دعا الكرملين إسرائيل وإيران إلي ضبط النفس وحل خلافاتهما بالوسائل الدبلوماسية فقط.